نور طلعت تكتب: "موسم الرياض" رسالة سياحية للعالم بعيون المستشار تركي آل الشيخ
قبل انطلاق "موسم الرياض"، كان المواطن السعودي إذا أراد الترفيه عن نفسه يفر إلى خارج المملكة العربية السعودية، كي يبحث عن ضالته، ولكن منذ أن تولى الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، حدثت طفرة قوية ليس للمواطن السعودي فقط، بل لجميع زوار المملكة داخلها وخارجها، وأصبحت عنصر جذب للجميع.
أن تنجح فهو احتمال قائم، أن تنجح وتبهر فهو أمر صعب، أما أن تنجح وتبهر وتستمر فهو أمر أقترب من المستحيل، وأن يكون كل ماسبق في فتره زمنيه لا تتعدي الثلاث أعوام فهي المعادلة المعجزة، ولكن كان للمملكة رجلًا يملك يديه يد الفن الناعمة ويد المنصب الحاسمة فلتهنأ المملكة بمن خُلق من رحم الإبداع مولودًا ولد عملاقًا وهو "موسم الرياض".
أراد المستشار تركي آل الشيخ، أن يوجه عدة رسائل بطريقة تصل للعالم في سلاسة، فلم تكن كمثيلتها من الرسائل التي أرسلها البعض دعمًا للسياحة، حيث استطاع بعبقريته وفكره المختلف إظهار جمال مدينة الرياض حيث يجعلك ترى "محبوبتك" كما لم تراها من قبل، ومن هنا دعوني أُطلق عليه "المُبدع" الذي يبتكر ويقود أي فكرة جديدة.
ولقد حالفني الحظ أن أحضر بعض فعاليات "موسم الرياض" لهذا العام، الذي أبهرني بطريقة جعلتني لم أصدق أنني موجودة داخل دولة عربية وأن الإنجاز الذي لمسته عيني تم انطلاقه منذ عام 2019 فقط، فقد ذهبت أول أمس إلى منطقة "المربع" وهي منطقة واحدة من بين 14 منطقة ترفيهية، وفور دخولي اُستقبلت أفضل استقبال حيث الضيافة التقليدية والبخور والقهوة العربية والتمر.
ثم تجولت بعد ذلك في المنطقة لأشاهد جمالها الخلاب من نخيل وأشجار وبحيرات صغيرة، ولم أفعل هذا بمفردي ولكن شعوب العالم بأكمله الحاضرة لموسم الرياض تفعل مثلي في هذا المكان.
بالإضافة إلى وجود عدة مطاعم مُصممة بطريقة مبتكرة تزيد رغبتك في دخولهم جميعًا في آن واحد، فكل مطعم يُقدم طعامًا مختلفًا عن الآخر بين الأكل اليوناني والياباني والإيطالي والبلچيكي.
أما عن اختياري فقد وقع على مطعم L'Avenue والذي يعد واحدًا من أرقى المطاعم الفرنسية الذي يقدم مأكولات كلاسيكية، فالحقيقة لم أتذكر أسماء الأكلات التي تناولتها داخل المطعم ولكنني أتذكر طعمها الطيب اللذيذ جيدًا.
وبعدها ذهبت إلى المتحف الوطني السعودي، الذي يتواجد أيضًا داخل المنطقة وهو متحف وطني ضخم في المملكة العربية السعودية، فُتح في عام 1999، ذهبت مع مرشد لمده تقرب من الثلاثين دقيقة في جولة لاستكشاف مقتنيات وآثار المتحف، عبر ثماني صالات عرض مختلفة، في رحلة زمنية تمتد لملايين السنين مع التغيرات الجيولوجية والجغرافية التي حدثت في شبه الجزيرة العربية، ومن ثم ظهور المستوطنات البشرية والممالك العربية، مرورًا بفترة ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي، إلى أن تنتهي عند قصة توحيد المملكة.
ومن خلال الجولة تعرفت أكثر على تاريخ المملكة العربية السعودية الذي زاد حبها في قلبي أضعافًا، ومن هنا انتهى هذا اليوم بالنسبة لي ولكنه لم ينتهي في اكتشاف المزيد من الإبداع والابتكار عن موسم الرياض.
وعن ليلة أمس فقد تلقيت دعوة لحضور عرض مسرحي بعنوان "رحلة الشرق"، الذي يروي تفاصيل رحلة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وبالغوص في تفاصيل الرحلة الأولى لي إلى المسرح بموسم الرياض كانت كافة التفاصيل أشبه بالحلم، فالجمهور السعودي منظم جدًا ويحترم ويتذوق الفن بشكل كبير، فقد بدأ العرض والمسرح كامل العدد وفور بدايته أعطى لمحة عن التاريخ المصري ثم صفق الجمهور السعودي بحرارة، في مشاهد للملحمة الوطنية التاريخية بين البلدين الشقيقين.
وعند دخولي قاعة العرض المسرحي وجدت متحف كوكب الشرق، الذي يضم مجموعة من تراث الست من ملابس ومجوهرات وصور نادرة لها، فحرصت كل الحرص على التقاط الصور التذكارية، فالمتحف حمسني أكثر لدخول العرض المسرحي لمشاهدته.
ومن التفاصيل أيضًا وجود التخت الشرقي المصري المتواجد خارج متحف كوكب الشرق الذي كان يلهم الحضور بكافة أنغام الطابع المصري.
ختامًا، رغم أن الجمهور كان سعوديًا وأجنبيا ولكنني شعرت أنني سعودية وسط جماهير مصرية.