المخرج حسام عبدالعظيم: نوادى المسرح نشأت لنشر الثقافة المسرحية الغائبة فى كافة مواقع العمل بالثقافة الجماهرية
خلال فاعليات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي فى دورته 28، أقيمت الجلسة الثانية من ندوات ومحاور اليوم بعنوان " نوادى المسرح بين التجريب وفلسفة المؤسسة الإنتاجية " وأدار الندوة الدكتور أحمد عامر، بحضور المخرج حسام عبد العظيم، وبدأ عامر كلمته بتساءل: هل المؤسسات والأنظمة ترعي وتتحمل التجريب بالفعل أم أن لها قيود تحدد القدر المسموح به للتجريب ؟.
ففى المسرح المصرى لدينا تجربة مهمة تسمي نوادى المسرح، وهي تجربة حكومية تتبع وزارة الثقافة المصرية، وهناك البعض يرى ان التجريب يحتاج لرفع بعض القيود حتي يستطيع أي مسرحي أن يقول ماشاء وكيفما شاء، وهناك من يرى أن التجريب قد أخذ حقه والدليل وجود مهرجان دولي يرعي التجريب.
وقال المخرج حسام عبد العظيم والذى يحمل بحثه اسم " تحديات التجريب فى نوادي المسرح تحت سطوة المؤسسة الرسمية ": دائمًا ما تتبني العملية المسرحية خطابًا محملًا بمجموعة من الأفكار المرتكزة علي دوافع وأسباب هذا الطرح، وذلك علي المستوي الفني الجمالي والقيمي علي حد سواء، هذا الخطاب يتأثر بدرجة كبيرة بجهة الانتاج التي تتحكم في طبيعته وفقًا لما تراه مناسبًا في التعبير عنها ودعم مصالحها وأهدافها، وبالنظر إلي الانتاج المسرحي المؤسسي الرسمي في مصر، والذي يتخذ من التجريب صفة وطابع له، نجده ينحصر علي جهتين: فرقة مسرح الطليعة، والتي حادت عن مسارها، وفرق نوادي المسرح التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي تعود أهميتها في هذا البحث إلي كونها الجهة الرسمية الوحيدة في مصر التي تقدم عروض لها صفة التجريبية منذ نشأتها حتي الآن.
وأضاف المخرج حسام عبد العزيز: ظهرت فكرة نوادى المسرح مع مطلع الثمانينات على يد مؤسسها المخرج (عادل العليمي)،وقد ظهرت كفكرة مستقلة من جانب شباب الفرق المسرحية في الأقاليم قبل تكوين إدارة لنوادي المسرح، وكانت تمول بشكل رمزي وبسيط جدًا، وكان الهدف من تكوين نوادى المسرح في أقاليم مصر المختلفة، نشر الثقافة المسرحية الغائبة في كافة مواقع العمل بالثقافة الجماهيرية، ثم إنتاج العروض المسرحية ذات الطابع التجريبي بميزانيات محدودة معتمدة على خيال وأفكار المخرج وفريق عمله بشكل أساسي، لتحقق بذلك النوادي هدفها بتخريج شباب مثقف مسرحيًا ومؤهل فنيًا، وقد بدأت تجربة نوادي المسرح نشاطها وسط مجموعة من المعوقات الإدارية والمالية، وأخذت عملية التدريب وإنتاج العروض ذات الطابع التجريبي في تنامى حتى تم تدشين المهرجان الأول لنوادي المسرح عام 1990 بمدينة دمياط، وذلك بمصاحبة مجموعة من الفعاليات ذات الطابع التثقيفي.
وتابع حسام عبد العظيم: من أهم المعوقات التي واجهت نوادى المسرح، أولا مرحله التأسيس فصدور قرار رسمي لإنشاء فرق النوادى لم يكن أمرًا سهلا، وعند صدور القرار لم يتخطي كونه مجرد ورقة غير فعاله، والمرحلة الثانية هى مرحلة الهيمنة المؤسسية، بعد تفعيل القرار تغلغل الدور الإدارى للمؤسسة الرسمية والتي تمثل فى وضع مجموعة من الأسس والضوابط المنظمة للعمل بالتوازن والتي كان من شأنها أن تجعل المشروع ينحرف عن مساره، ويأتي بعد ذلك مرحلة المشاريع المضادة لحركة نوادى المسرح مثل مشروع شباب المخرجين والذي أسس فى عهد الدكتور صبحي السيد وكان يستهدف المخرجين المتميزين فى مهرجان نوادى المسرح ولكن مع مرور الوقت انتزع من سياقه ولم يعد مهتما بمخرجي نوادى المسرح بل أصبح مشروعا مستقلا.
وتابع حسام عبدالعظيم: ينكر الكثيرون أن نوادي المسرح لا تتعرض لأي نوع من أنواع الرقابة، وأنها أكثر تحرر من غيرها ، لكن حقيقة الأمر عكس ذلك، فالرقابة علي النوادي لها عدة أشكال منها ما هو من خارج الإدارة وماهو من داخلها، كالتالي الرقابة الداخلية التي تنطلق من داخل المؤسسة نفسها وهي الرقابة الفنية المتمثلة فى لجان المشاهدة والمناقشة، ولجان التحكيم الإقليمية والختامية، والندوات النقدية، وكذلك الرقابة الخارجية والمتمثلة فى سلطة الرقابة علي المصنفات الفنية حيث تخضع النصوص وفقا لقانون الرقابة للحصول علي التصريح الرقابي لعروض الليلة الواحدة وهذا جعل حرية التجريب مقيده والذى لا يمكن إخضاعه لأي رقابة لما يحمله كم جنباته علي غرابة وعدم مألوفية تجعل من شرحه أمرًا صعبًا إن لم يكن مستحيلًا.