طارق الشناوي يكتب: "ناقصين عقل ودين"!
من يعلنون، ليل نهار، تشبثهم بالإسلام يعتبرون الموت عقابا إلهيا لكل من يُعمل عقله ولا يستسلم لأكاذيبهم وغبائهم بسبب فهمهم القاصر للإسلام وللذات الإلهية، هم فى الحقيقة «ناقصين عقل ودين»، صنعوا صورة لله عز وجل فى أذهانهم فقط بها القسوة والنار والعذاب والدمار، وأغفلوا أهم صفاته سبحانه وتعالى وهى الرحمة والمغفرة، هل تابعنا (السوشيال ميديا) ورأيناهم يتشفون فى زوجة مكلومة على زوجها وحبيبها بعد أن ترك ابنتهما الوحيدة 15 عاما وغادر الدنيا؟، هل تخيلنا فى أى مجتمع نعيش، بيننا هؤلاء الكارهون للحياة؟، صوتهم لا يزال يسيطر على المشهد العام، ما الذى أوصلنا إلى هذا الحد؟، أعلم قطعا أنهم لا يشكلون الأغلبية، لكنهم الأكثر حضورا والأعلى صوتا.
كثير من الأصدقاء غابوا فى الأيام الأخيرة، وكان الصحفى والإعلامى الكبير، وائل الإبراشى، هو لوحة التنشين الأكثر وضوحا، وقرروا الانتقام منه لأنه فاعل فى الحياة، وكثيرا ما تصدى لكذبهم وتناقضاتهم ولهذا ناله القسط الأكبر، معتبرين الموت عقابا من الله عز وجل.
(من لم يعظه الموت لن يعظه شىء)، هؤلاء لم يعظهم الموت، يتعاملون معه كعقاب ينزله الله على الأعداء، وكذلك المرض، وكلها محاولات غبية لبيان أن يد الله تضرب من يخالفهم الرأى، ضلالهم واضح للجميع، لكنهم يتكئون على العقول التى لم تتعود بعد على المراجعة والتدقيق.
كلنا سنصبح أهدافا قادمة لهم، صوتهم العالى أحالهم إلى قمة جبل الجليد التى نراها عن بعد ولا ندرك كم هى راسخة فى العمق، يجب أن نسأل أنفسنا: هل نحن فعلا ندرك حجم الخطر ومتى نشرع فى المواجهة؟.
الحكاية لها علاقة بالمدرسة والأسرة والشارع، هل تنظر أولا للحجاب أم تتأكد من وضوح (الزبيبة) ثم تحدد بعدها موقفك تجاه هذا الإنسان.
اختصرنا الحكاية فى الرقم القومى، وطالبنا بحذف خانة الديانة، وهى رغبة تكررت كثيرا فى زمن حسنى مبارك، ابتعد عنها مبارك ولم يدل أبدا برأيه كرئيس، وعندما كرر يحيى الفخرانى السؤال فى آخر اجتماع حضره قبل التنحى، اعتبر نفسه لم يسمع شيئا، ووصلت الإجابة للفخرانى فلم يكرر السؤال.
الديانة ليست مجرد خانة فى الرقم القومى، لكن رغبة منك أن تعرف: هل من يتعامل معك مسلم أم مسيحى، قبل أن تحدد أين تتوجه مشاعرك، ولهذا يصبح حذف تلك الخانة بلا أى مردود حقيقى.
قال لى وحيد حامد هذا السؤال لم يكن أبدا مطروحا عليه، لا هو ولا جيله، عاش وحيد عشر سنوات تحت سقف واحد مع الكاتب كرم النجار، ولم يكن أى منهما يعلم ديانة الآخر، أول أفلامه (غريب فى بيتى) مع المخرج سمير سيف، لم يعرف ديانته إلا بعد عرض الفيلم، وكونا واحدة من أشهر الثنائيات الفنية التى تجمع بين كاتب ومخرج.
الأمر يحتاج إلى غسيل فكرى، متعدد الدرجات، لا يكفى الحضن إياه بين فضيلة شيخ الأزهر وقداسة البابا، هناك مؤكد معلومات خاطئة صار لها مذاق الحقيقة تتراكم فى الأعماق، ما نفعله هو إخفاء التراب تحت السجادة، بينما السجادة تنوء بالأحمال، ونحن سعداء لأننا لا نرى غير خيوط السجادة اللامعة!!.
المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).