في اليوم العالمي للإذاعة.. "هنا القاهرة" اعتمدت كعبارة رسمية لبدء الإرسال في مصر عبر الأثير
يحتفل العالم بيوم الإذاعة العالمي في الـ13 من شهر فبراير، وذلك احتفاءً بمناسبة تأسيس إذاعة الأمم المتحدة عام 1946 الذي يوافق ذكرى تأسيسها، حيث تم اختيار هذا اليوم ليكون يومًا خاصًا بإذاعات العالم اجمع.
وبدأ البث الإذاعي المصري في مايو 1934 بالاتفاق مع شركة ماركوني، ليتم تمصير الإذاعة المصرية بعدها عام 1947، وبدأ البث الإذاعي في مصر في 4 محطات، وصولًا إلى 10 محطات، كما وصل عدد رؤساء الإذاعة المصرية حتى الآن إلى 23 رئيسًا.
واعتُمِدت عبارة "هنا القاهرة" كعبارة رسمية لبدء الإرسال الإذاعي في مصر، والتي انطلقت على لسان أحمد سالم أول مذيع بالإذاعة المصرية.
في الساعة الخامسة والنصف من مساء الحادي والثلاثين من مايو 1934 انطلق صوت المذيع أحمد سالم، قائلًا: “هنا القاهرة هنا الإذاعات اللاسلكية للحكومة المصرية” معلنا بذلك افتتاح الإذاعة المصرية الرسمية.
أطلق عليه في أدبيات الثقافة والسياسة والفكر في مصر أستاذ الجيل درس في بريطانيا وتخرج فيها وكان واسع المعرفة مطلعًا على الأداب والفنون، وقد ضم هذا الجهاز البرامجي مدحت عاصم المتخصص في فنون الموسيقى الشرقية أما المذيعون الأوائل والذين كان قد تم اختيارهم عن طريق مسابقة تم نشرها في جريدة الأهرام في عام 1933 تقدم لها عدد قارب الألفين من الحاصلين على درجة جامعية فكانوا أحمد سالم، وأحمد كمال سرور، وأحمد فتحي.
وقد تحولت الإذاعة منذ نشأتها إلى بيت كبير ضم معظم الموسيقيين في ذلك العصر أمثال مصطفى رضا،وصفر علي، وأحمد حسن الشجاعي، وفاضل الشوا، وزكريا أحمد، ورياض السنباطي، وغيرهم كما قدمت الإذاعة مشاهير قراء القرآن الكريم.
وأصبح الاستماع لتلاوة القرآن في الإذاعة عادة صباحية في كل بيت مصري وكان أكثر هؤلاء شهرة الشيخ علي محمود، والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، والشيخ محمد الصيفي، والشيخ الأشهر محمد رفعت، وكان هذا الأخير هو الذي تعاقدت معه الإذاعة المصرية على القراءة الأولى بمناسبة الافتتاح ولمدة خمس عشرة دقيقة في مقابل أجر قدره ثلاثة جنيهات مصرية.
كان افتتاح الإذاعة المصرية بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، وكانت أول قراءة له من سورة الفتح، وقدمه للقراءة عبر الميكروفون محمد سعيد لطفى باشا مدير الإذاعة، بينما كان المذيع أحمد سالم، مدير استوديو مصر أول من قال العبارة الخالدة “هنا القاهرة”.
وكان أول ظهور للإذاعة المصرية عام 1925 أي بعد ظهور أول محطة إذاعية في العالم بخمس سنوات فقط، حيث كانت بدايتها في شكل إذاعات أهلية تعتمد في تمويلها على الإعلانات، وفى بداية مايو 1926 وبعد تزايد التجاوزات الأخلاقية صدر المرسوم الملكي الذى حدد ضوابط وشروط العمل الإذاعى، ومنها الحصول على ترخيص.
قدمت الإذاعة أيضًا في بداية عهدها مشاهير الغناء في ذلك العصر أمثال فتحية أحمد، وصالح عبدالحي، ومحمد عبدالوهاب، أم كلثوم، التي تعاقدت الإذاعة معها على إحياء حفلتي الافتتاح إحداهما مساء الخميس الحادي والثلاثين من مايو 1934 والثانية مساء السبت الثاني من يونيو 1934 وذلك مقابل أجر قدره خمسون جنيها عن الحفلتين وبحيث تكون مدة كل حفلة أربعون دقيقة.