طارق الشناوي يكتب: المرأة الأسوانية نجمة المهرجان
ينمو مهرجان أسوان من عام إلى آخر، دائمًا هناك إضافة ورغبة حميمة لدى القائمين عليه للتجدد، المؤشر العميق بالنسبة لى هو حضور نساء أسوان، هذا يعنى أن المهرجان نجح فى الوصول إلى مستحقيه، ووجدت فى الندوات والورش المرأة تشارك بقوة، كثيرًا ما تابعناها بزيها التقليدى الراقى المبهج فى ألوانه الذى يمنح الناظرين طاقة إيجابية، ولا تكتفى فقط المرأة بالتواجد ولكنها تشارك بالقسط الأكبر فى الحوار وفى تقديم المشروعات السينمائية.
لظرف خاص لم أمكث بالمهرجان أكثر من 48 ساعة، كانت كافية لمتابعة تلك الحالة من الزخم الفكرى الذى يقدمه المهرجان سواء فى اختياره للأفلام- التى أتيح لى مشاهدة عدد منها فى مهرجانات سابقة، أو المكرمين وتعدد لجان تحكيمه والدقة فى اختيار أعضاء اللجان المختلفة- محققًا الهدف وهو اتساع الرؤية.
كما أن دخول دعم من الاتحاد الأوروبى، وزيادته، أراها خطوة مهمة من أجل تعدد الإطلالات، كما أنها تتيح للمهرجان التحرر من قيود دعم الدولة، وكان هو الهدف الأساسى، من إقامة هذه المهرجانات، وذلك قبل نحو عشر سنوات، وهى الفكرة التى داعبت خيال وزير الثقافة الأسبق د. عماد الدين أبوغازى، الذى كان يحلم بمهرجانات إقليمية بعيدًا عن القاهرة والإسكندرية، تملأ مصر المحروسة يديرها المجتمع المدنى، ومن الممكن أن تدعمها الدولة فى البداية، ولكن عليها أن تبحث عن داعمين من القطاع الخاص، لتتحرر حتى من سطوة الدولة، هكذا كانت رؤية البداية.
ومع الزمن تعددت المهرجانات، ولكن لم يتحقق الهدف الاقتصادى فى البحث عن داعمين من المجتمع المدنى. ثقافة دعم الثقافة غائبة عن أغلب رجال الأعمال فى مصر، باستثناءات قليلة ويقف على قمتها الأخوان ساويرس (نجيب وسميح)، لم يكتفيا فقط بالدعم للأنشطة المختلفة ولكن أقاما أكثر من مشروع فنى ثقافى، له وجهه الاقتصادى مثل مهرجان (الجونة).
لدينا محاولة جادة من مهرجان (أسوان) لفتح أبواب الدعم، وقبل أسوان نجد (القاهرة) الذى استطاع رئيسه محمد حفظى أن يزيد من دائرة الرعاة لتضمن للمهرجان تحقيق نسبة فى الميزانية أكبر من تلك التى ترصدها له وزارة الثقافة، وتلك قضية مهمة.
ويبقى حضور أهل المدينة هو المحور الأساسى والفيصل للنجاح، وهو ما تسعى اللجنة العليا للمهرجانات لتطبيقه عمليًّا ليصبح مؤشر إقبال الجمهور من أهل المدينة هو (الترمومتر) الأساسى، الذى يتم من خلاله تقييم المهرجان.
(أسوان) أخذ من طبيعة أهلها الهدوء النفسى الذى تراه فى الوجوه التى تصافحنا فى كل مكان، وحقق الهدف من تنظيمه من خلال تواجد العديد من الداعمين من المجلس القومى للمرأة وأيضًا المبادرات التى يعلنها من خلال منصة المهرجان لدعم النساء والوقوف ضد الاستغلال المادى والنفسى للمرأة.
ويبقى أن أرى الشارع الأسوانى يحتضن المهرجان، الأمر يحتاج إلى تواصل أكبر مع رجل الشارع، لماذا لا يتم الاتفاق مع أصحاب الحناطير فى هذه المدينة وهو وجه مميز لأسوان لكى يحملوا على عرباتهم التى تتنقل فى أنحاء المدينة شعار المهرجان، وأن يساهموا أيضًا فى انتقال الضيوف؟!.
المهرجان ليس مجرد طقس خاص داخل جدران الفندق ولكن حالة يجب أن نشعر بأصدائها حاضرة فى الشارع، التحية واجبة للمرأة الأسوانية التى كانت هى نجمة المهرجان.
المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).