طارق الشناوي يكتب: فهمي يكمل مشوار حفظي!
حسين فهمى يقود مهرجان القاهرة فى الدورة القادمة (44)، اختيار صائب من وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، حسين خبرة وممارسة عملية واسم يتمتع باحترام ومصداقية تولى قيادة المهرجان عام 1998، وعلى مدى أربع دورات متتالية حظى بدرجة ثقة كبيرة، قدم الفعاليات فى ثوب جديد بدأت بانتقاله من قصر المؤتمرات بمدينة نصر، إلى دار الأوبرا، حيث كان الكاتب الكبير سعد الدين وهبة خلال فترة رئاسته المهرجان 12 عامًا قد منح المهرجان مذاقًا يشبه سعد وهبة، حسين قدم مهرجانًا به روح حسين.
بحكم اقترابى من الدائرة متابع جيد لكل أفكار حسين، حتى اصطدم بحائط صلد ضيق الإمكانيات فتقدم بعد أربع سنوات عام 2001 باستقالته، وفى عام 2018 رشحته مجددًا لجنة السينما التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، إلا أنه فى اللحظات الأخيرة اعتذر لوزيرة الثقافة، ولم يعلن مباشرة السبب، وبعدها جاء ترشيح محمد حفظى من الإعلامى الكبير يوسف شريف رزق الله، وأيدته وزيرة الثقافة، واستطاع الكاتب والمنتج محمد حفظى أن يحقق قفزة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى مرتبطة بثقافته ومتابعته الحياة السينمائية بكل تفاصيلها فى الداخل والخارج، وانطلق إلى آفاق أرحب محققًا نقلة نوعية بكل أبعادها، كان حفظى قد حدد ثلاث سنوات يمنح خلالها كل طاقته لمهرجان كان يقف على مشارف الموت، فى ظل منافسة قوية داخل الحدود من (الجونة) وخارج الحدود (البحر الأحمر)، لو عدت لأهم الأفلام الحاصلة على الأوسكار فى السنوات الأخيرة ستكتشف أنها انطلقت فى القاهرة قبل تتويجها بالجوائز، وهو ما يؤكد أن حفظى وفريق العمل امتلكوا البوصلة الصائبة فى الاختيار.
تعرض «حفظى» لهجوم شرس فى جزء منه أراه متعمدًا من اجل إقصائه، رغم أنه لم يكن يخطط للبقاء أكثر، خاصة أنه كمنتج كثيرا ما تعرض لضربات تحت الحزام، وأصبحت عوامل قوته هى بالضبط نقاط ضعفه.
مثلًا عندما يعرض قبل عامين فى افتتاح القاهرة الفيلم الأهم (الإيرلندى) إنتاج منصة (نتفليكس)، ولتواجد حفظى فى الدائرة القريبة من المنصة العالمية، تمكن من الحصول على الفيلم، إلا أن البعض يحسبها عليه، كل نجاح يحققه يحيله الجماعة إياهم إلى دليل دامغ على الاتهام، وتنشط محاكم التفتيش، فى محاولة لإجهاض المشروع، الذى يملك حفظى مفاتيحه، كل ذلك لأنه قرر أن ينجح بعيدًا عنهم، ولم يعنه إرضاؤهم، تصورت أن نجاح حفظى فى ظل كل التحديات والمعوقات التى واجهها ستتحول إلى درع واقية، إلا أنها فى القسط الأكبر تحولت إلى خنجر مسموم يتلقى بسببه الطعنات الغادرة.
وهكذا كان ابتعاد حفظى يبدو حتميًّا، حسين مؤكد حسبها جيدًا ولم يوافق على المنصب إلا بعد أن حدد بالضبط أهدافه، بدليل أنه اعتذر قبل أربع سنوات، لديه فريق عمل متميز كان يقوده حفظى أراهم من أصحاب الكفاءات النادرة، من الممكن أن يجدد العمل مع عدد منهم ويضيف إليهم.
قطعًا لصالح حفظى الكاتب والمنتج أن يتحرر من عبء المهرجان، رغم أن لديه مفاتيح لخيوط متعددة سوف يمنحها بكل حب لحسين فهمى، حرصت وزيرة الثقافة أن يتم كل ذلك فى إطار حفل تقيمه الوزارة، يجمع بين حفظى وفهمى.
مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هو العنوان الأهم لمصر فى العالم، استطاع حفظى أن يمنحه الوهج والبريق، وأثق بأن حسين فهمى لديه الكثير!.
المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).