طارق الشناوي يكتب: المسكوت عنه في "المشوار"!
تعوّدنا أن نضع كل الأوراق فى سلة واحدة، وبعد قليل نصدر حكما قاطعًا: يا أبيض يا أسود. الواقع يؤكد أنه لا مجال للمطلق، أغلب شؤون حياتنا تؤكد أن الحقيقة تقع فى تلك المنطقة الرمادية.
محمد رمضان النجم ومحمد ياسين المخرج، عندما تردد قبل عدة أشهر اقتراب لقائهما استبشرت خيرا، المعادلة القادمة على الشاشة تجمع بين الجماهيرية والإبداع. محمد رمضان ممثل موهوب ونجم جاذب للمشاهدين، وأرقامه دائما (تريند)، وأنا هنا لا أحلل الأرقام، ولكن فقط أذكرها، الجانب الآخر فى المعادلة محمد ياسين، أحد أهم صُناع الجمال الدرامى على الشاشة الصغيرة، وآخر أعماله (أفراح القبة) دليل على تفرده. المسلسل لن تجد فيه البطل الأوحد، والكاتب الجديد محمد فريد لم يُفصّل عملا على مقاس النجم، وتشهد الشاشة بمساحات متوازية تشغلها دينا الشربينى وأحمد صفوت وندى موسى وأحمد مجدى وخالد كمال وغيرهم، والمفروض أن هذا هو أيضا ما وافق عليه رمضان.. من الذى رشح الآخر؟، رمضان طلب التعامل مع ياسين أم العكس؟، لا يوجد يقين، معلوماتى أن رمضان عندما كان قبل عامين بصدد تقديم مسلسل عن حياة أحمد زكى، كان من بين الأسماء المرشحة للإخراج محمد ياسين وكاملة أبوذكرى ومحمد شاكر خضير وتامر محسن، إلا أنهم جميعا لسبب أو لآخر لم يتحمسوا. أتصور أن المسلسل بسبب حساسية تناول حياة أحمد زكى، بينما عدد كبير من الشهود على حياته طلبوا فعلا عدم التعرض إليهم، ولهذا فلن يتحرك السيناريو من درج مكتب الكاتب الكبير بشير الديك إلى الأستوديو.. ولكن يبقى أن رمضان يريد العمل مع مخرج يقود العمل الفنى.
أكثر من زميل أشار إلى تلك الواقعة التى حدثت قبل نحو شهر، رمضان تأخر ساعتين عن موعد التصوير، وأراد ياسين أن يلقنه درسا، وانتظره بعد أن ارتدى ملابس الشخصية وذهب إلى موقع التصوير، فما كان من المخرج سوى أن ألغى التصوير بعد أن أعطى أوامره لفريق العمل بالمغادرة (ذبح له القطة).
ولا أتصور أن الأمور صارت بعدها بسهولة ويسر، بدأنا نقرأ أسماء عديدٍ من المخرجين شاركوا فى التنفيذ، مثل كريم الشناوى وحسام على وتامر العشرى ونادين خان ومحمد شاكر خضير، ثم يكتب إشراف عام المخرج محمد ياسين.
الإشراف العام يعنى المسؤولية المطلقة على كل التفاصيل التى نراها على الشاشة، وهذا هو دور المخرج.. هل هذا فقط هو ما قصده ياسين؟!.
لا أحد يتكلم، ما يتردد يشير إلى أن ياسين صار يقيم فى غرفة المونتاج بعد أن يتفق على كل التفاصيل، مع كل هؤلاء المخرجين، وهم حقا من الموهوبين أصحاب البصمة الخاصة، المفروض أنهم هذه المرة لا يقدمون بصمتهم بل ما يريده المخرج.
المسلسل فى سياق أعمال محمد رمضان السابقة أراه مختلفًا، حتى فى كتابة (التترات)، هناك حضور مميز لدينا الشربينى، وهو ما لم يحدث من قبل مع النجمات اللاتى شاركن رمضان فى الماضى البطولة، لن تجد إرادة محمد رمضان حاضرة فى كل التفاصيل، إلا أنه أيضا وتبعًا لكل ما سبق لا يعبر بالضبط عن كل رؤية محمد ياسين.
ورغم ذلك، فلا أزال أجد على الشاشة ما يدفعنى لتكملة المشوار مع (المشوار)!!.
المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).