سعد نبيل يكتب: إلى حمو بيكا "من فات قديمه تاه"
من فات قديمه تاه.. مثل من أشهر الأمثال الشعبية، والذي اعتدنا على سماعها في وصف حال الكثير من الناس الذين ينعم عليهم الله عز وجل من فضله سواء بسلطة أو امال، ويقوم بتغير جزري في حياته وتفاصيلها ويترك ماضيه خلفه فيتوه في دوامة التغير التي وقع فيها دون وعي أذا كان هذا التغير سيؤثر بالسلب أم الإيجاب.
ومع إلقاء نظرة على التغيير الذي حدث لمطرب المهرجانات الشهير حمو بيكا، خلال السنوات الماضية، وبالأخص بعد مشاركة حسن شاكوش عمر كمال، له في العديد من الأعمال التي حققت بالفعل نجاحًا في مصر والوطن العربي، ولكن لم يستوعب "بيكا"، أن هذا النجاح سيكون لعنة عليه في المستقبل.
"بيكا"، واحد من القلائل الذين أنعم الله عز وجل عليم بخفة الدم وطيبة القلب، كاريزما حضور لم يسبق لشخص أن حصل عليها، ولا ننكر أنه هو السبب وراء حدوث طفره في عالم غناء المهرجانات الشعبية، وكان مهرجانه الذي يحمل اسم "رب الكون ميزنا بميزة"، هو أول عمل يدخل عالم التريند في مصر والوطن العربي بالكامل، فضلا عن تفوقه على إحدى أعمال "الهضبة".
بدأ حمو بيكا، مسيرته في تقديم المهرجانات الشعبية، في الأفراح والمناسبات الشخصية، كنوع من أنواع المجاملة لأصدقائه وجيرانه، ومع الوقت قام بتسجيل بعد الأعمال في إحدى الاستوديوهات الغير معروفة، ومن هنا بدء في تكوين فريق خاص بيه، وهما مودي أمين وميسو ميسره، ونور التوت وعلي قدورة، وبكل تأكيد حقق نجاح كبير، وكان مهرجان "رب الكون ميزنا بنيزة"، هي الشرارة التي اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وحصل على شهرة واسعة وذاع صيته في مصر والوطن العربي، وأصبح معروفًا في جميع أنحاء الجمهورية.
طاح "بيكا"، بطموحاته عاليًا وأعلن عن اول حفل غنائي له دون مقابل لأبناء محافظته التي نشأ فيها وتربى بداخله الإسكندرية، والسبب هو الإحتفال بالنجاح الذي حققه بمهرجاناته، وبالفعل قام بتنظيم الحفل والترويج لها من خلال حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن لم تكتمل فرحته لإقبال آلآف على الحفل وحدوث بعض الشغف الذي صعب على القائيمن على التنظيم السيطرة عليه، فضلا عن قرار نقيب المهن الموسيقية بتحرير محضرًا ضده، وكان عليه أن يأخذ قسطًا من الراحة وإعادة التفكير في خطة عمله بالمستقبل.
لم تكن هذه الخطوة وحدها التي خطاها "بيكا"، دون وعي منه، لتأخذه دوامة الشهرة لعدم الإستيعاب بمن يريد له الخير ومن يستغله للحصول على شهرة، حيث قام بفتح ذراعيه للقريب والغريب كما يصف البعض، وطرح العديد من المهرجانات مع أشخاص كثيرة كانت تأتي له من جميع المحافظات، حتى تستفيد من شهرته، ومن هنا بدأ تشتيت جمهوره الذي استمر لسنوات يحشدهم، وأتذكر تصريح علي قدورة، عضو من أعضاء فريقه الذي ذكرت أسمائهم في البداية، وقال نصًا: "بيكا بيجب عيال معرفش منين وبيعمل معاهم مهرجانات وبدا يهمل الشغل معانا".
بصفه شخصية كنت متابع لخطوات جميع مطربي المهرجانات الشعبية، لحبي الشديد إلى هذا اللون الغنائي، فضلا عن أنني صحفى مسؤول عن تغطية ملف "المهرجانات"، كنت على أمل أن ينصت إلى أقرب الأشخاص له، ويضع تركيزه الأكبر في الحفاظ على النجاح الذي حققه، ولكنه لم يفعل ذلك، وبدأ يلتفت إلى جمع ثروه مالية من خلال إقامة مشاريع مثل مطاعم وإقامة خيمات رمضانية، وإعلانات، وبالتدريج تفرق أعضاء الفريق وبدء كل منهم طرح مهرجانات مع مختلف الأشخاص منهم المعروف ومنهم المغمور.
تلك التفاصيل الذي سردتها هي التي دفعتني لتوجيه رسالة إلى حمو بيكا بأن يرجع إلى ماضيه ولا ينسى جمهوره الذي سانده وكان مصدر الدعم الوحيد له بعد الهجوم عليه من قبل جهات كثيرة، وأن يتكاتل مع فريقه مرة أخرى ويقوموا بطرح أعمالا باللون الذي نجح بيه ونال إعجاب جمهوره، فضلا عن التعاون مع المؤلفين الذي بدء معهم مسيرته واختيار كلمات متميزة تعلق في آذان جمهوره كما كان يحدث دائما.