"الأدب الرقمي".. أحدث إصدارات الكاتب محمد الزيدي
لا شك أن الأدب الرقمي يأخذ مساحة كبيرة من الثقافة، إذ تصفح الكتب الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أسهل من مطالعة الكتب التقليدية، الأمر الذي لم يعد جديداً على الإطلاق، فالأدب الرقمي ظهر قبل أن يظهر الحاسوب، نظراً لأنه ارتبط فيما مضى بوسائط تقنية أخرى غير الحاسوب، كالشريط، والفيلم، والسينما، والتلفزة، والهاتف.
وفي السياق ذاته، أصدر الكاتب محمد الزيدي كتاباً جديداً بعنوان "الأدب الرقمي بين النظرية والتطبيق"، عن دار نصوص للنشر والتوزيع، والذي من المقرر أن يشارك به خلال فعاليات الدورة ١٢ من مهرجان معرض الكتاب بساقية الصاوي، الذي يُعد بمثابة نافذة ثقافية تجمع صنّاع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين، إضافةً إلى برنامجه الثقافي والفعاليات الثقافية النوعية.
ويوضح الكاتب للقاريء مفهوم الأدب الرقمي وتطوره في الحقلين الثقافيين الغربي والعربي، وذلك بالتوقف عند مصطلحات الأدب الرقمي ومفاهيمه وتعاريفه المختلفة، مع تحديد مقوماته ومرتكزاته الأساسية وسياقه التاريخي الذي يستلزم تقديم فرش زماني ومكاني يتتبع مختلف مراحل هذا الأدب ومساراته المختلفة من منتصف القرن الماضي إلى سنوات الألفية الثالثة، بتقديم مجموعة من التصورات النظرية والإجرائية التي رافقت تطور الحاسوب والوسائط الإعلامية والتفاعلية الرقمية والإلكترونية.
وفي سياق متصل، يشير الكاتب محمد الزيدي إلى أن الكتابة الرقمية فرضت الكتابة الرقمية سلطتها بقوة، إذ أصبحت تزاحم الإبداع ودور النشر، بما تمتلكه من مساحة كبيرة ومرنة من الحياة الافتراضية، على الإنترنت، تتيح لها التنوع والابتكار داخل هذه المساحة، وتقديم النص الأدبي، والشفاهي، والبصري، مهما كان رأينا بهذا النص، خصوصاً أن القارئ يحصل على هذه الخدمة مجاناً وفي فضاء حر، بلا قيود أو حواجز.
ويخلص الزيدي في نهاية كتابه إلى أن الكتابة الرقمية مرحلة إبداعية وتجربة جديدة منذ الكتابة على الحجر والنقوش عبر مراحل التاريخ، كما أنها تجربة مضافة للأجناس الأدبية ولا تلغيها ولا تقلل منها، بل تضيف إليها تجربة إنسانية بلغة مختلفة وعبر وسائل جديدة.