نور طلعت تكتب: العظيمة شيرين عبدالوهاب
خلال جولتي إلى أحد الكافيهات، التي كنت استمتع فيها بالاستماع إلى أغنية "على بالي" للنجمة شيرين عبدالوهاب، إلى أن جاءني الإلهام لكتابة هذه السطور، ومع إطلاقها أول كلمات الأغنية أصبت بحالة سرحان مع صوتها الساحر الذي أخذني بعيدًا عن ضوضاء وزحمة المكان إلى هدوء وجنة في خيالي تعايشت معهما لساعات طويلة وتمنيت أن لا أتركها قط، ثم سألت نفسي لماذا كل هذه الضجة الغير المُريحة والمؤذية نفسيًا حول هذه العظيمة؟ التي أراها هي "أم كلثوم عصرنا الحاضر"، لماذا لم نلتمس لها أي عُذر عندما تقع في أي خطأ عندما تتحدث من قلبها؟ لماذا نعلق لها حبل المشنقة إذا أخطأت دون قصد؟
لاحظت في حديث لشيرين أطلقت من خلاله تصريحات مع الإعلامية لميس الحديدي، قامت الدنيا ضدها عندما شبهت نفسها بالموسيقار الراحل حسن أبو السعود، وقت زواجها من حسام حبيب، وتسببت تلك التصريحات الرنانة إلى تعرض شيرين لهجوم شرس من قاعدة كبيرة، ولماذا لم يعتبروا هذا التصريح "ذلة لسان" عن دون قصد؟
هل حقا لم يلاحظون أنها تمر بأزمة نفسية ويجب علينا مساندتها ودعمها إلى أبعد الحدود، وبالرغم من ذلك عندما أدركت شيرين أن التشبيه "غير لائق" لم تُكابر وقدمت اعتذارها على الملأ ما يجعلها تكبر في أعين محبيها.
جميعنا يعلم أن العظيمة شيرين عبدالوهاب، على مدار مشوارها الفني أدلت بعدة تصريحات ربما لم تتوافق مع حجم شعبيتها وجماهيريتها الساحقة إلا أن شيرين المعروفة بعفويتها إلى أبعد حد لم تكن تتعمد الإساءة مطلقًا، وأعتقد أنها ستحطاط حذرًا بعد ذلك من تصريحاتها.
ورغم لوعتي بصوت شيرين عبدالوهاب، إلا أن عتابي عليها عتاب المحب فهي على مدار مشوارها الفني تحظى بجماهيرية عريضة ولكن كيف لها ألا تتخذ قرار بالانفصال مبكرًا عن حسام حبيب وهي التي تملك القوة لمثل هكذا موقف لاسيمًا وأنها امرأة لا تحتاج لزوجها من أجل المال والإنفاق عليها، إذ كان لزامًا عليها أن تختصر مدة ما حدث كي لا تصل إلى ما وصلت إليه.
بعد تصريحاتها المثيرة للجدل.. شيرين عبد الوهاب في أحدث ظهور لها
شيرين عبدالوهاب مثلها مثل أي إنسان، يمكن أن تعاني نفسيًا ولكن وتيرة العمل كانت تحتم عليها أن تستمر في تغذية جمهورها بفنها ولم تنقطع أبدًا، وهذا ما نتأمله منها خلال الفترة القليلة المقبلة.
شيرين عبدالوهاب، مطربة مصرية لقبت بـ صوت النيل تارة وبـ صوت مصر تارة أخرى، استطاعت أن تبدع من اللحظات الأولى لظهورها، وكانت تجليات الإبداع بأشهر أغانيها التي وصلت أنها المطربة المشهورة باسم شيرين "آه يا ليل"، وعندما تلك الكلمات اكتشفت أنهما الأشهر طرباً على مسامعنا منذ عقود الزمن الجميل، إذ كان كفيلاً أن نسمع "يا ليل" لنتهاتف بالآهات لتعيد الصغيرة السمراء إلى الأذهان آهات طرب الوجدان من صوت النيل وبنت مصر شيرين عبد الوهاب إلى أم كلثوم العصر.
شيرين عبدالوهاب.. كم أنتِ عظيمة وموهوبة وواجهة مشرفة لمصر، لم تلتفتِ إلى الأقلية الذين يحاربون نجاحك، والذين يريدون عدم تقدمك في مشوارك الفني الذي بدء منذ حوالي 20 عاماً وملئ بالنجاحات التي سُجلت في تاريخك المُشرف، أتمنى أن تكون هذه الفترة الصعبة لم ولن تكرر في المستقبل.