من خلف أسوار الأوبرا.. محبو كاظم الساهر يتلصصون للاستمتاع بصوته
لم يسعفهم الوقت لحضور حفل القيصر كاظم الساهر، حتى لجأ عشاقه إلى الوقوف في آخر الصفوف وخلف الأسوار بدار الأوبرا المصرية لسماع مقاطع أغانيه الأخيرة، وهم الذين لم تمنعهم الظروف ولا الزمان من أجل سماع صوته الموسيقي الذي أصبح قرينهم طيلة حياتهم.
عائلة تحاول الاستماع لكاظم الساهر في الشارع خلف أسوار الأوبرا
فعلى بعد نحو 5 كيلو مترات، من المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وتحديدًا من البوابة الخلفية التي تطل على النادي الأهلي، توقفت سيارة بيضاء اللون، يوجد بداخلها زوج وزوجته، يصحبان أبنائهما الذين لم يتجاوزوا الـ7 أعوام ومنهم طفل من أصحاب الهمم يجلسون داخل سيارتهم من أجل سماع "زيديني عشقًا زيديني"، ثم تتعالى أصوات زحام السيارات من حولهم، لتجعل الأب يترك السيارة ويتحرك بخطوات قليلة نحو الباب الحديدي الضخم من أجل سماع قولي أحبك"، ولم يصبهم الحزن رغم تلك المحاولات.
شاب يحاول رؤية كاظم الساهر
لم تكن هذه هي المحاولة الوحيدة، فهناك شاب يبلغ من العمر قرابة الثلاثين عامًا، ترك كل هذا الصخب الذي يدور في منطقة الزمالك، وأصبح يتلصص من بين قضبان هذا الباب الحديدي لسرقة نظرة لرؤية كاظم الساهر وهي يغني "أنا وحبيبي"، قائلًا: "ملحقتهوش في الساحل، والحمد لله لحقته هنا في الأوبرا، وزعلان إني مش عارف أدخل له، بس لمحته من ورا الحديد ده".
لم يكن هذا الباب الوحيد لدار الأوبرا، الذي شهد على حب الجمهور لكاظم الساهر، فكان هناك الباب الرئيسي الذي يجلس أمامه أسدان كوبري قصر النيل، ومن خلفه أنغام كاظم الساهر، وشاشة عرض عملاقة يظهر عليها، تجمهر العديد من الجمهور نظرًا لموقع هذا الباب، والذي شمل العديد من طبقات المجتمع إن صح التعبير، فتواجد الشباب، والأمهات والأطفال، وسيدة شقراء، ترتدي فستان سواريه، ويظهر عليها أنها من سيدات المجتمع، تقف معهم، حيث لم يسعفها الوقت لكي تشتري تذاكر الحفل، وبعد فشل محاولاتها للدخول، لم تيأس وقررت الوقوف لكي تنضم إلى "الأصليون"، معبرة عن حزنها الشديد هي وعائلتها لعدم تمكنهم من الجلوس في المقاعد الأمامية.
الغريب في هذه الحكايات هو حب الجمهور للفنان الحقيقي، بعيدًا عن الحب الذي يتظاهر به البعض من وراء شاشات هاتفهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن للمرة الأولى أجد حب من خلف الأسوار، حب لا يشوبه شائبة نفاق أو تظاهر على صفحاتهم باللايف بأنهم انتقلوا من مقاعد المستمعين له عبر الكاست أو المنصات إلى مقاعد المشاهدين له وجهًا لوجه.
وعلى الأسوار تجد حب واستمتاع لكاظم الساهر، حيث وجدنا أحد الشباب برفقة فتاة لا يعرفان بعضهما ولكن متشابهان في وقفتهما، حيث يضع كل منهما أذنيه على جدران دار الأوبرا المصرية لكي يتغلبا على أصوات السيارات التي تمر من خلفهم، وينصتوا بشدة لأنغام "أشكيك لمين".
بائع البطاطا يعبر عن سعادته لسماع كاظم الساهر
لم يتبقى سوا مشهد العم محمد، بائع البطاطا، الذي عبر عن سعادته هذه الليلة بشوي البطاطا على صوت كاظم الساهر قائلًا: "والله يا أستاذ أنا أسعد واحد بيبيع بطاطا في مصر، أنا بشوي البطاطا بمزاج على صوت كاظم".
مشاهد عديدة حدثت خلف أسوار حفل كاظم الساهر، ولكن جميعها مشترك في معنى واحد فقط، أن السعادة قرار، ولم تكن بالمال، فقد تساوي أصحاب الرضا والحب الحقيقي، بالآخرين الذين جلسوا أمام القيصر واشتروا تذاكر وصلت قيمتها الـ5 ألف جنيه.