في ذكرى وفاة أحمد بدرخان.. سطور من حياته
تحل علينا اليوم ذكرى وفاة واحد من أبرز مخرجي الفن الجميل وهو المخرج أحمد بدرخان، وفي السطور التالية يرصد “الفجر الفني” أبرز المعلومات عنه.
نشأته وولادته
هو أحمد علي شاكر بدرخان، ولد في 18 أكتوبر عام 1909 في حي القلعة أحد أحياء القاهرة الشعبية، تحديدًا في منزل الأسرة الكبير رقم 18 شارع قره غول، وكان جده خورشيد طاهر باشا أحد القيادات العسكرية الأرناؤوطية الألبانية للجيش العثماني في مصر، وذلك إبّان حكم أبيه طاهر باشا الذي تولّى حكم مصر، واليًا عليها في بداية القرن التاسع عشر.
تزوج أحمد بدرخان أكثر من مرة، كان متزوجًا من خارج الوسط الفني وله ابنتين ثم تزوج من أسمهان ثم من الممثلة روحية خالد، وكانت السيدة «سلوى علّام»، هي آخر زوجاته حيث تزوجها في العام 1944، والتي أنجبت له علي، والذي أصبح مخرجًا سينمائيًا معروفًا، وإضافة إلى علي بدرخان، أنجبت له بنتا سماها رقية.
دراسته
حصل أحمد بدرخان، على الشهادتين الابتدائية والثانوية من مدرسة الفرير، وبدأ تعلقه بالسينما وهو في الثانية عشرة من عمره، حيث كان يتردد كثيرًا على دار سينما الكوزمو بشارع عماد الدين، وكان أحد أفلام شارلي شابلن الصامتة أول ما شاهده بدرخان من أفلام، فأعجب به كثيرًا وأحب التمثيل من خلاله وبالتالي صمم على أن يظهر على الشاشة. وكانت صداقته بزميل الدراسة «جمال مذكور» والذي يشاركه نفس الهواية سبيلًا لاشباع هواية التمثيل لديه فكانا يترددان على مسرح رمسيس، باستمرار لمشاهدة المسرحيات وحضور بروفاتها.
وفي العام 1930م التحق أحمد بدرخان بمعهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات إلاّ أنه لم يستمر بالدراسة فيه نظرًا لاغلاقه. وبعد حصوله على شهادة الكفاءة الفرنسية التحق بدرخان بالجامعة الأمريكية وشارك في نشاط فريق التمثيل والذي كان الفنان الكبير جورج أبيض تولى تدريبه. كما أن بدرخان نفسه قد كوّن فريقًا للتمثيل أطلق عليه اسم فريق الطليعة وقام بتمثيل دور البطولة في مسرحية الأديب التي قدمها على مسرح رمسيس. بعدها التحق بدرخان بكلية الحقوق لدراسة القانون تلبية لرغبة والده وفي نفس الفترة بدأ في مراسلة معهد السينما في باريس حيث كانت تصله محاضرات ودراسات في السينما استطاع أن ينشر معظمها في مجلة الصباح والتي أسندت إليه فيما بعد تحرير قسم السينما الأسبوعي فيها وأوفد في أول بعثة سينمائية في باريس في العام 1931م وحصل على دبلوم في فن الإخراج.
بدايته الفنية
عام 1937م اختارت أم كلثوم بنفسها أحمد بدرخان لإخراج ثاني أفلامها وهو «نشيد الأمل» والذي أنتجته شركة أفلام الشرق في أولى مشاريعها الإنتاجية وكان هذا الاختيار بمثابة رد الاعتبار للمخرج أحمد بدرخان. ثم بعد ذلك قام بإخراج جميع أفلام أم كلثوم ما عدا فيلم «سلامة» الذي أخرجه منتجه توجو مزراحي حتى ان أم كلثوم اختارت أحمد بدرخان أيًا لإخراج أغنيتها «إلى عرفات الله» عندما أراد التلفزيون ان يصورها قام أحمد بدرخان بإخراج كل أفلام أم كلثوم التي مثلتها على الشاشة وهي «دنانير» 1940م و«عايدة» 1942م و«فاطمة» 1947م. وقد تميز أحمد بدرخان بإخراج الأغنية السينمائية حيث تفوق على بقية زملائه المخرجين وذلك لأنه كان شاعرًا وزجالًا وكان يضع أفكار أغاني أفلامه هذا بالإضافة إلى أنه قام بكتابة كلمات بعض أغاني أفلامه.
وقد قام أحمد بدرخان بإخراج أول أفلام فريد الأطرش مع شقيقته أسمهان وهو فيلم «انتصار الشباب» 1941م ثم اخرج مجموعة من الأفلام قام بإنتاجها وبطولتها فريد الأطرش وهي «شهر العسل» 1945م و«ما أقدرش» 1946م و«أحبك أنت» 1949م و«آخر كدبة» 1950م و«عايزة أتجوز» 1953م مع نور الهدى و«لحن حبي» 1953م مع صباح و«عهد الهوى» 1955م و«إزاي أنساك» 1956م. كما أخرج في 1938م فيلم «شيء من لا شيء» للمطرب عبد الغني السيد ونجاة علي وفي 1945م فيلم «تاكسي حنطور» للمطرب محمد عبد المطلب والمطرب محمد فوزي ونور الهدى فيلمين «مجد ودموع» 1946م و«قبلني يا أبي» 1948م وفي 1954م فيلم «علشان عيونك» للمطرب عبد العزيز محمود وفي 1950م فيلم «أنا وإنت» للمطرب محمد الكحلاوي وفي 1958م فيلم «غريبة» وهو أول أفلام «نجاة الصغيرة». وفي 1944م كوّن أحمد بدرخان مع أمينة رزق وعبد الحليم نصر وحلمي رفلة شركة إنتاج تحت اسم شركة اتحاد الفنانين وقدمت أفلامًا مثل «قبلة في لبنان» 1945م و«القاهرة - بغداد» و«سجين الليل» و«عدل السماء» وغيرها. وفي 1966م قام بإخراج فيلم «سيد درويش» والعام 1967م فيلم «النصف الآخر وفي العام 1968م فيلم «أفراح» والعام 1969م فيلم «نادية» وقد كان هذا آخر فيلم قام بإخراجه.