عاش قصة حب مؤلمة مع مطربة شهيرة ومات وحيدا.. محطات الشاعر كامل الشناوي في ذكرى وفاته
تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر الغنائي كامل الشناوي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1965، عن عمر يناهز 56 عاما.
نشأة كامل الشناوي
ولد كامل الشناوي، في يوم 7 ديسمبر عام 1908 بمركز أجا بمحافظة الدقهلية، وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل فسماه والده " كامل " تيمنا بالزعيم الراحل، شقيقه المؤلف مأمون الشناوي، ونجل شقيقه الناقد طارق الشناوي.
أبرز أعمال كامل الشناوي
دخل كامل الشناوي، الأزهر الشريف ولم يستمر به أكثر من خمس سنوات فعمد إلي المطالعة ومجالس الأدباء، ودرس الآداب العربية والأجنبية في عصورها المختلفة، وعمل بالصحافة مع الدكتور طه حسين في جريدة "الوادي" عام 1930.
قدم الشاعر الغنائي كامل الشناوي، عدد من الأغاني والقصائد لمطربي مصر والوطن العربي، أبرزهم عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم ومحرم فؤاد.
أبرز أغاني كامل الشناوي
ومن أشهر الأغاني الذي ألفها كامل الشناوي: "عدت يوم مولدي"، "لا وعينيك" لفريد الأطرش، "لست قلبي"، "حبيبها" لعبد الحليم حافظ، "أحب عيشة الحرية"، "الخطايا"، "أغنية عربية" للموسيقار محمد عبدالوهاب، "على بابا مصر" غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، وغيرها.
قصة حب كامل الشناوي الأليمة
قال الصحفي المصري الراحل مصطفى أمين في كتابه الشهير "شخصيات لا تنسى": "عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه..وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء المجد والشهرة والشعر ولم تعطه شيئا أحبها فخدعته..أخلص لها فخانته..جعلها ملكه فجعلته أضحوكة".
مصطفى أمين كشف في كتابه أيضا عن أن القصيدة الشهيرة "لا تكذبي" التي غناها كلا من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، ونجحت نجاحا كبيرا بصوت نجاة الصغيرة، كتبها الشاعر الراحل من واقع قصة حبه، وكان يحدث فيها حبيبته.
الصديق المقرب من الشناوي وصف مشاعره أثناء كتابة هذه القصيدة قائلا: "كتب قصيدة لا تكذبي في غرفة مكتبي بشقتي في الزمالك، وهى قصيدة ليس فيها مبالغه أو خيال وكان كامل ينظمها وهو يبكي، كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها، كان يتأوه كرجل ينزف منه الروم العزيز وهو ينظم، وبعد أن انتهى من نظمها قال: إنه يريد أن يقرأ القصيدة على المطربة بالتليفون".
اتصل كامل الشناوي بالمطربة التي عشقها، ووصف مصطفى هذه المكالمة قائلا: " بدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت، تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات، مما كان يقطع القلوب، وكانت المطربة صامته لا تقول شيئا، ولا تعلق، ولا تقاطع، ولا تعترض، وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسة قوى تنفع أغنية لازم أغنيها".
الشاعر الرقيق ذو الجسم الضخم لم ييأس من حبه، بل إنه ظل يحاول التقرب منها، وهذا ما أوضحه مصطفى أمين بقوله: "كان كامل يحاول بأي طريقه أن يعود إليها، يمدحها ويشتمها،يركع أمامها ويدوسها بقدميه، يعبدها ويلعنها، وكانت تجد متعه أن تعبث به، يوما تبتسم ويوما تعبس، ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه..تطلبه في التليفون في الصباح، ثم تنكر نفسها منه في المساء".
صد المطربة لحب الشناوي كان يمثل أمرا صعبا عليه، ولم يرغب في تصديقه، حتى أن مصطفى أمين كتب أن كامل كان يقول: "لا أفهمها، فهي امرأة غامضة لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني..؟، هل تريد أن تحييني أم تقتلني..؟".
لعنة الحب الفاشل أصابت الشاعر، حتى أنه كان يشعر أن هجرة محبوبته قتلته، ولم يبق سوى موعد تشييع الجنازة، وكان يجلس يوميا يكتب عن عذابه، وأصبح يتردد على المقابر، وحينما سأله مصطفى أمين عن ذلك، أجابه بابتسامه حزينة وقال: "أريد أن أتعود على الجو الذي سأبقى فيه إلى الأبد".
قصائد شهيد الحب
من أبرز قصائد شهيد الحب الذي كان يرى أن الحياة بلا حب نعيم لا يطاق: "حبيبها، لست قلبي، يوم بلا غد، حياتي عذاب، الليل والحب والموت، وكان آخر أعماله الفنية أوبريت "أبو نواس".
أخر كلمات كامل الشناوي قبل الموت
وكانت آخر كلماته قبل أن يعانقه الموت يصف من خلالها حياته التي لم يعد فيها ما يستحق الاهتمام بعد حب نجاة سوى الموت، قال فيها الشاعر الكبير: "ولكن أيامي اليوم قليلة، وانتزاع عام منها يشعرني بالفقر والفراغ والعدم فمنذ تجاوزت الأربعين وحدي، كما تجاوزت ما قبلها، لا صحة ولا مال ولا زوجة ولا ولد ولا صديق، ولكن علام نبكي الحياة، وماذا لو رحلت عنا أو رحلنا عنها،ما دام الرحيل هو الغاية والهدف".