اليوم.. ذكرى ميلاد رائدة الفن والموسيقى وأول وجه سينمائي بهيجة حافظ
يصادف اليوم الثلاثاء، ذكرى وفاة الفنانة الراحلة بهيجة حافظ، وهي واحدة من رائدات الفن، فقد وصلت لمكانة لم يصل لها أحدًا، وتعددت مواهبها حتى أنها أبدعت في العديد من المجالات الفنية، حيث إنه ا كانت أول مصرية تقوم بكتابة المقطوعات الموسيقية التى أذاعتها محطات العالم، فقد كانت مخرجة وممثلة ومؤلفة.
من هي بهيجة حافظ؟
وقد عاشت بهيجة حافظ حياة صعبة للغاية، فبرغم الشهرة والنجاح الذي حققته بهيجة حافظ محليًا وعالميًا، إلا أن نهايتها كانت مأساوية، نتيجة للوحدة والعزلة التي عاشتها.
اختلف الكثيرين حول يوم ميلاد بهيجة حافظ، فقد ذكر موقع ويكيبدبا أنها ولدت عام 1908، لكنها قد دونت في مذكراتها أنها قد ولدت عام 1912، وقالت في مذكراتها: "أنا بهيجة حافظ ابنة إسماعيل باشا حافظ المولودة في الإسكندرية سنة 1912".
وقد درست بهيجة حافظ الموسيقى في فرنسا، ونجحت في سن مبكر من تأليف العديد من المقطوعات الموسيقية التي أذاعتها محطات العالم في أوروبا وأمريكا، وكانت أول مصرية يتم تعيينها كعضوة في جمعية المؤلفين بباريس، وقد استعان بها المخرج محمد كريم في بطولة فيلم "زينب" الصامت، وأسست بعدها شركة إنتاج وأنتجت وأخرجت مجموعة من الأفلام الناطقة التي نافست في مسابقات عالمية ومنها "الضحايا، الاتهام، ليلى بنت الصحراء"، وألفت مئات المقطوعات الموسيقية.
اختفت بهيجة حافظ عن السينما، بعدما خسرت مبالغ عديدة وصلت لـ ١٨ ألف جنيهًا فى ذلك الوقت نتيجة لإنتاجها فيلم “ليلى بنت الصحراء”، الذي تك ترشيحه للعديد من الجوائز الدولية، إلا أن الفيلم قد تم سحبه ومصادرته ومنع عرضه بعدما اعترضت إيران عليه؛ لأنه يسىء لتاريخ الفرس في نظرها، في الوقت التي كانت فيه الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق متزوجة من شاه إيران، وتسبب ذلك في خسائر فادحة لبهيجة حافظ، ومع ذلك فقد أعيد عرض الفيلم في الأربعينيات، ولكن بعد تغيير بعض المشاهد وتعديل اسمه إلى ليلى البدوية.
وأنشأت بهيجة حافظ أول نقابة للموسيقيين، وصارت أول نقيبة لها، كما أنشأت صالونها الثقافي الخاص عام 1959 داخل قصرها المجاور لقصر هدى شعراوى في شارع قصر النيل وكان من بين حضوره، كبار الشعراء والفنانين والموسيقيين، وكانت تقيم فيه ندوات فنية غنائية، وكانت بهيجة حافظ تحب العزف على البيانو، وكانت تمتلك مكتبة ممتلئة بشتى الكتب عن الفن أو الأدب باللغتين العربية والفرنسية.
وفاة الفنانة بهيجة حافظ
وبعد فترة ابتعدت عن الأضواء عن، وفي نهاية حياتها ظلت طريحة الفراش لسنوات عديدة، لم يزورها حينها إلا القليل من معارفها، وقد توفيت يوم 13 ديسمبر من عام 1983 بشكل مأساوى، فقد ماتت وحيدة، ولم يعرف المحيطين بها خبر وفاتها إلا بعد أيام من رحيلها، فقد اكتشف الجيران ذلك الخبر بعد يومين من الوفاة، وحضرت بعدها شقيقتها وابن شقيقها من الإسكندرية، وتم تشييع جثماتها لمثواها الأخير دون أن يسير في جنازتها أحدًا من الفنانين، وقد تم دفن جثمانها في مدافن الاسرة في القاهرة، ولم يكتب نعي لها في الصحف، ولم يقام عزاءً لها.