في مثل هذا اليوم.. العرض الأول لأوبرا عايدة
حدث فى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر 1871، العرض الأول لأوبرا عايدة، كان احد مظاهر الإحتفال بحفل افتتاح قناة السويس والذي قرر الخديوي إسماعيل أن يكون فى 17 نوفمبر عام 1896 وهو إنشاء دار الأوبرا الخديوية والتى افتتحت فى 29 نوفمبر 1896.
دار الأوبرا الخديوية
وقد بنيت الدار فى أقل من خمسة أشهر وتكلف بناؤها 160 ألف جنيه، وصممها المعماريان بيترو أفوسكانى وروتسيى وكانت تسع 850 مقعدا، وقد عهد الخديوي إسماعيل إلى ميريت باشا مدير الآثار الفرعونية بأن يختار موضوعا يصلح نصه لأن يكون رواية لأوبرا مصرية، فوضع ميريت قصة أوبرا عايدة، وتم إرسالها للموسيقار الإيطالى الشهير جوسيبى فيردى ليلحنها، حتى يشاهدها ضيوف مصر من ملوك وأمراء أوروبا بالأوبرا الخديوية على هامش حفل افتتاح قناة السويس، فلما حان الموعد فى 29 نوفمبر لم يكن فيردى قد انتهى من تلحينها، فتم عرض أوبرا ريجوليتو أو مضحك الملك فى ذلك اليوم، وتأجل عرض أوبرا عايدة حتى ينتهي الموسيقار فيردي من اللحن.
العرض الأول لأوبرا عايدة
وكان أول عرض لأوبرا عايدة فى 24 ديسمبر 1869، وكان فيردى قد وضع الموسيقى مقابل 150 ألف فرنك من الذهب الخالص، دفعها الخديوي إسماعيل، وقد استمرت الأوبرا منارة للفكر والثقافة والموسيقى حتى احترقت في 28 أكتوبر عام 1971.
من أكثر الأشياء المميزة المرتبطة بأوبرا عايدة أن موسيقاها من تأليف الموسيقار الإيطالي الكبير جوزيبي فيردي، الذي لم يبدِ موافقة في بادئ الأمر على هذا العمل، لكن مارييت باشا أقنعه في النهاية، ليقوم بتأليف موسيقى أوبرا عايدة، لقاء 150 ألف فرنك
لم تعرض "أوبرا عايدة" في افتتاح قناة السويس، وعرضت أوبرا "ريغوليتو"، وهي مأخوذة من قصة "الملك يلهو" للأديب الفرنسي فيكتور هوجو، ومن تلحين الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي.
وفي النهاية عرضت أوبرا عايدة في يوم 24 ديسمبر عام 1871 في الأوبرا الخديوية، وظلت تعرض كل عام حتى حريق الأوبرا الذي أتى عليها يوم 28 أكتوبر 1971.
قصة أوبرا عايدة
تُجسد أوبرا عايدة صراعا بين الواجب الوطني، والعاطفة؛ إذ تروي قصة حب "راداميس" قائد الجيوش المصرية، وعايدة، الأميرة الحبشية التي أسرت في مصر، والتي أصبحت وصيفة لـ "آمنيريس" ابنة الملك الفرعون.
المفارقة في هذه القصة أن عايدة، وآمنيريس، وقعتا في حب "راداميس"، وفي هذه الأثناء تنشب الحرب بين مصر والحبشة، وبعد انتصار مصر، يكرم الفرعون القائد العسكري الشجاع "راداميس"، وكان أسمى تكريم حينها، أن يزوجه ابنته.
وبشكل درامي تتطور الأحداث، يرفض راداميس الزواج من ابنة الفرعون، ويخطط للهرب مع حبيبته عايدة، لكن يكشف أمره، ويحاكم بتهمة الخيانة، ويكون الحكم القاسي أن يدفن حيًا، فتلحق به عايدة، وتدفن معه في قبره.
وبرغم شهرة أوبرا عايدة لارتباطها بتاريخ مصر القديمة، إلا أنها لم تكن الأوبرا الأولي التي يتُستلهم من تاريخ مصر الفرعونية، فقد سبقها أوبرا "الناي السحري"، لموتسارت، التي عرضت لأول مرة في باريس عام 1801، تحت اسم "أسرار إيزيس".