نغم فى حياتى".. ذكرى وفاة ملك العود فريد الأطرش

أدمن لعب القمار وتعرض لذبحة صدرية.. تعرف على الحياة البائسة لفريد الأطرش في ذكرى وفاته

الفجر الفني

فريد الأطرش
فريد الأطرش

تحل هذا الأيام ذكرى وفاة الموسيقار الكبير فريد الأطرش الـ48 الذى ترك بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي ويعد من أعلام الفن، إذ أنه توفى فى 26 ديسمبر من عام 1974، وذلك بعد حياة حافلة بالموسيقى والطرب والغناء كان خلالها أحد عمالقة الفن وأثروا فى صناعة الفن والطرب وخلدوا أسماءهم إلى الأبد فى سجلات المبدعين.

 

فريد الأطرش فى القاهرة

 

وولد فريد الأطرش عام 1917 فى بلدة القريا فى جبل الدروز، وقد عانى حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الأطرش وعائلة الأطرش فى الجبل الذى قاتل ضد ظلم الفرنسيين فى جبل الدروز بسوريا

 

عاش فريد الأطرش فى القاهرة فى حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان، التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية "الخرنفش" حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلًا من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا، وذات يوم زار المدرسة هنرى هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة، ثم التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك وبدأ بغناء الأناشيد الدينية، قاد فرقة الأناشيد فى المدرسة، وطلبت المدرسة من والدته الاهتمام بموهبته.

 

والتحق فريد الأطرش بمعهد الموسيقى، التحق بفرقة بديعة مصابنى، وبدأت شهرته من خلال الإذاعات الأهلية، وكان لديه موهبة التقليد وكان يقلد المطرب الشعبى محمد العربى، وعشق الغناء الشعبى لتأثره به، بحب من غير أمل كانت أول اغنيه تذاع له فى الإذاعة، غنى ثلاث أغانى فقط ليست من تلحينه، بدأ فى الإذاعة بعزف العود فقط ولم يكن يغنى.

 

بدايات فريد الأطرش

 

حرصت والدة فريد الأطرش على بقاء فريد فى المدرسة غير أن زكى باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى، وعزف فريد الأطرش فى المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد فى تلك اللحظة، إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة. وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذى طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود.

 

وأقام زكى باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح فى طلته الأولى. بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابنى التى ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا فى إقناعها بأن يغنى بمفرده. ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء

 

بدأ العمل فى محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه فى المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد.

 

ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة فى الإسبوع فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت. غنى أغنية الليالى والموال لينتصر أخيرا ويبدأ فى تسجيل أغنياته المستقلة.

 

غناء فريد الأطرش

 

سجل أغنيته الأولى (يا ريتنى طير لأطير حواليك) كلمات وألحان الملحن الفلسطينى يحيى اللبابيدى فأصبح يغنى فى الإذاعة مرتين فى الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.

 

استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوى ويعقوب طاطيوس وغيرهم وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (يا بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور.

 

قدم فريد الأطرش من الألحان والأغانى التى حفرت فى ذاكرة أجيال وشكلت تاريخا عظيما جعلت منه ملكا للعود، قدم للسينما أكثر من 31 فيلمًا سينمائيًا.

 

أعمال فريد الأطرش

 

قدم ملك العود فريد الأطرش العديد من الأفلام وصلت لأكثر من 30 فيلما سينمائيا،  في الفترة الممتدة من سنة 1941 حتى سنة 1975، التى أصبحت من روائع السينما المصرية وأيقونات الأفلام الغنائية فى مصر، بدأها بفيلم "انتصار الشباب" عام 1941، واختتمها بفيلم "نغم فى حياتى" عام 1975.

 

عادات فريد الأطرش

 

عرف فريد الأطرش عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان اتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وعرف أيضا حبه للخيل، ذات يوم وفيما كان فى ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم فى الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان فى حادث سيارة فترك موت أخته أثرا عميقا فى قلبه وخيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه.

 

مرض ووفاة فريد الأطرش

 

تعرض إلى ذبحة صدرية وبقى سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل.

 

وبينما كان يكد فى عمله سقط من جديد واعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن فى الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه لأن قلبه يتربص به، وهكذا بعد مكل ما ذاقه من تجارب وما صادف من عقبات عرف حقيقة لا يتطرق إليها شك وهى أن البقاء للأصح.

 

توفى فى مستشفى الحايك فى بيروت إثر أزمة قلبية وذلك عام 1974 عن عمر ناهز 64 سنة، لقب بـ "ملك العود"، وموسيقار الأزمان.