الثقافة الشعبية الرمضانية عبر العصور في أمسية أدبية بالبدرشين
عقد نادي أدب قصر ثقافة البدرشين أمسية أدبية بعنوان "الثقافة الشعبية الرمضانية عبر العصور" بمركز شباب البدرشين، بحضور مجموعة من شعراء نادي الأدب ومجموعة من المواهب من الشباب والأطفال.
تحدث د. ربيع شكري رئيس نادي الأدب المركزي بالجيزة، عن المكانة البارزة التي يحتلها شهر رمضان في عادات وتقاليد المصريين على مر العصور، حيث أصبغوه بمظاهر ومعان جعلته مختلفا عن سائر بلدان الشرق الأخرى، فأقاموا من أجله الليالي الاحتفالية العامرة بشتى صنوف اللهو والبذخ، إلى جانب حرصهم في ذات الوقت على التقرب إلى الله.
عرض "شكري" بعض الأغاني الرمضانية الشهيرة مثل "وحوي يا وحوي.. إياحة" وأوضح أصلها وتاريخها وأنها انتشرت بواسطة المسحرين الذين يوقظون الناس لطعام السحور، الذين كان يغني معهم الأطفال وهم يطوفون بفوانيسهم: "أحوي.. أحوي.. إياها / بنت السلطان.. إياها / لابسه قفطان.. إياها"، التي تعني أن الطفل يتمني أن يحوي عنده بنت السلطان ذات الثياب الفاخرة المحلاة بالجلاجل الذهبية، وقد أعاد بعض المؤرخين نشأة هذه الأغنية إلى العهد الفاطمي ثم تحرفت بعد ذلك إلى لفظها الشهير، ثم اشتهرت أغنية "وحوي" في الإذاعات الأهلية عن رمضان.
ومن جانبه أشار الشاعر عبد الشافي هلال إلى مظاهر احتفال العالم العربي بشهر رمضان، وأضاف أن الطقوس المتعارف عليها وخاصة فى مصر، بقيت راسخة في أزهان ووجدان المصريين رغم اختلاف الأزمنة؛ حيث ارتبط المصريون بفكرة "مدفع الإفطار" وترسخت في عاداتهم، وحافظوا عليها لفترة طويلة وأصبح دوي هذا المدفع مع غروب الشمس "الإشارة" التي يجتمع عليها الجميع إيذانا لبدء الإفطار بعد صيام يوم طويل، وأضاف الشاعر رزق فهمى أن العديد من الرحالة جاءوا إلى مصر لاكتشاف عادات وتقاليد المصريين في رمضان وطرق استقبالهم لهذا الشهر الكريم.
وشارك شعراء البدرشين في الأمسية بعدد من القصائد الدينية والوطنية في ذكرى انتصار العاشر من رمضان، كما شارك العديد من المواهب الشابة والأطفال بإلقاء القصائد الشعرية والإنشاد الديني.
جاءت الأمسية في إطار احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة بشهر رمضان المبارك، ونظمها فرع ثقافة الجيزة برئاسة د. نهى نبيل، بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، حيث يشهد برنامج الفرع عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية والفنية احتفالا بالشهر الكريم.