كيفية سجود السهو وما يقال فيه
ماذا يقال في سجود السهو وكيفيته وأسبابه
يُعد سجود السهو نوعًا من السجود الذي يؤديه المصلي عند وقوع خطأ في صلاته، ويتم تحديد موضع سجود السهو وفقًا لحالة السهو أو النسيان التي يحدث خلال الصلاة. وعلى الرغم من أهمية سجود السهو في تصحيح الصلاة، إلا أن الكثير من الناس يخطئون في تحديد موضعها وطريقة أدائها.
سجود السهو
هناك اختلاف بين الفقهاء حول محل سجود السهو، فهل يجب أداؤه قبل السلام أم بعده؟ ويرى الإمام أبو حنيفة أن سجود السهو الأولى يجب أداؤه بعد السلام في جميع الحالات، سواء كان السهو نقصًا أو زيادة في الصلاة، وأنه يتطلب وجود نية صريحة لإتمامه، حيث يعتبره صلاة تحتاج إلى تحقيق النية فيها، وذلك استنادًا إلى إشتراط النية في سجود الشكر وسجود التلاوة. أما الإمام مالك فيرى أنه إذا كان السهو عن نقص فالأولى فعله قبل السلام، وإذا كان عن زيادة فالأولى فعله بعد السلام، ولا حاجة للنية إذا كان سجود السهو قبل السلام، بينما يجب وجود نية صريحة في حالة أداء سجود السهو بعد السلام، لأنه يعد خروجًا عن الصلاة.
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن مواضع سجود السهو كما حددها الفقهاء اثنان إما في زيادة أو نقصان في الصلاة، أو الشك في عدد الركعات، مضيفا أن المرء قد يشك في الركعة التي يصليها هل هي الثالثة أم الرابعة، ففي تلك الحالة يبني على العدد الأقل، ويكمل صلاته ويسجد سجدتين للسهو في نهاية الصلاة قبل التسليم.
وأضاف شلبي عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على «فيسبوك»، أنه في حالة زيادة ركن في الصلاة مثل القيام أو زيادة ركعة في الصلاة بالسهو فليعد مرة أخرى عند تذكره إلى قراءة التشهد ويسجد للسهو قبل السلام، مضيفا أنه في حالة نقص ركن أو ركعة في الصلاة وقت السهو فهنا الأمر مختلف.
وأوضح أنه قد ينسى المرء التشهد الأول بعد الركعة الثانية ويقوم مباشرة إلى الركعة الثالثة في صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء فهذا نقصان للصلاة، وحينها لا يعود للتشهد مرة أخرى ولكن يكمل ويسجد في نهاية الصلاة قبل السلام، مضيفا أن الحالة الثانية هي ترك القنوت في صلاة الفجر، فإذا ترك الإنسان دعاء القنوت وقت الفجر فليسجد للسهو.
وأشار إلى أن المصلي قد ينسى مثلا قراءة التسابيح في السجود أو الدعاء بعد القيام من الركوع أو السجود فهذه جميعها لا تحتاج لسجود السهو، مضيفا أن المرء إذا نسي السورة بعد الفاتحة في الركعتين الأولى والثانية أو الدعاء بين السجدتين، فهنا لا يسجد أيضا للسهو.
كيفية سجود السهو
وأشار إلى أن المرء إذا أدى سجود السهو قبل التسليم فذلك مباح كما قال الشافعية، لكن إذا نسى وسجد للسهو بعد التسليم فبعض الفقهاء قالوا إن ذلك جائز أيضا.
ماذا يقال في سجود السهو
وعما يقال في سجود السهود، فقد أوضحت الإفتاء أنه إذا سجد الإنسان شكرًا لله تعالى استحب له أن يقول ما يقوله في سجود التلاوة فيقول: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» رواه أبوداود والترمذي وصححه والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها، زاد الحاكم: ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
وأوضحت الإفتاء أنه يُستحب أن يقول أيضًا: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ» رواه الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الحاكم، كما يُستحب له أن يقول ما يقوله في سجود الصلاة مع الإكثار من حمد الله وشكره.
أما سجود السهو فيأتي فيه بذكر سجود الصلاة أيضًا، واستحب بعض أهل العلم أن يقال فيه: «سبحان من لا ينام ولا يسهو» إن كان سجوده للسهو بسببٍ غير متعمد، فإن كان متعمدًا فاللائق به الاستغفار.