ذكري ميلاد الشيخ إمام

الشيخ إمام أول مطرب يُسجن سياسيًا

الفجر الفني

الشيخ إمام
الشيخ إمام

يصادف اليوم ذكرى ميلاد المطرب والملحن الشيخ إمام عيسي، الذي لُقب بـ«مغني الشعب» حيث أعتمد فى ألحانه وقصائده على الواقع المرير الذي عاشه الشعب المصري فى فترة تغيّرات وانقلابات سياسية فادحة، واستّخدم فنه وعبقرته فى نقل واقع المجتمع والوطن العربي بأكلمه، وأصبحت أغانيه تتردّ بقوة بين ألسانة الشعب حتى وصل صوتهم إلى الشخصيات العامة والحكام الذين غضبوا من تحريضه بطرق غير مباشرة على إنقلاب الشعب ضدهم، وإليكم السطور الأخيرة من حياة الراحل الشيخ إمام عيسي:-

 


من هو الملحن والمغني إمام عيسي


الشيخ إمام عيسى هو مغنى وملحن مصري اشتُهر بأغانيه السياسية الناقدة وكانت أغانيه طابعة لمرحلةٍ كاملة من تاريخ مصر والعرب، ووُلد فى 2 يوليو 1918، فى قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله سبعة ثم تلاه أخ وأخت، أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، قضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بابى النمرس وكانت له ذاكرة قوية.

 

القصة الكاملة لنضال الشيخ إمام 


إلتقى الشيخ إمام عيسى بأحمد فؤاد نجم رفيق دربه، فى 1962 وتم التعارف بين نجم والشيخ إمام عن طريق زميل لابن عم أحمد فؤاد وكان جارًا للشيخ إمام، فعرض على نجم الذهاب للشيخ إمام والتعرف عليه، وبالفعل ذهب فؤاد للقاء الشيخ إمام وأعجب كلاهما بفن الآخر، وبدأت الثنائية بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وتأسست شراكة دامت سنوات طويلة، ويُعتبر أن الدور المباشر الذي لعب الشاعر أحمد فؤاد نجم في حِراك الشارع العربي هو بفضل عبقرية الشيخ إمام، وفي رأي أحمد فؤاد نجم كان الشيخ إمام مثل عبد الوهاب مغنيًا عظيمًا ومتفردًا.


ذاع صيت الثنائي نجم وإمام والتف حولهما المثقفون والصحفيون خاصة بعد أغنية: «أنا أتوب عن حبك أنا؟»، ثم «عشق الصبايا»، و«ساعة العصاري»، واتسعت الشركة فضمت عازف الإيقاع محمد على، فكان ثالث ثلاثة كونوا فرقة للتأليف والتلحين والغناء ساهم فيها العديد لم تقتصر على أشعار نجم فغنت لمجموعة من شعراء عصرها أمثال: فؤاد قاعود، وسيد حجاب ونجيب سرور، وتوفيق زياد، ونجيب شهاب الدين، وزين العابدين فؤاد، وآدم فتحى، وفرغلى العربي، وغيرهم.


انتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين، في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتليفزيون.


إعتقال الشيخ إمام عيسي 


انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برئت المسئولون عن هزيمة 1967، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكمان بتهمة تعاطي الحشيش سنة 1969 ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.

 


قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر وكان يغني وهو ذاهب إلى المعتقلات أغنيته المشهورة شيد قصورك ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.


في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالًا جماهيريًا كبيرًا،  وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة، وللأسف بدأت الخلافات في هذه الفترة تدب بين ثلاثى الفرقة الشيخ إمام ونجم ومحمد على عازف الإيقاع لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة.