المؤلف محمد صلاح العزب: "مسلسل سفاح الجيزة ليس سيرة ذاتية عن حياة شخص بعينه.. وهذه حقيقة وجود جزء ثاني" (حوار)
مؤلف بدرجة امتياز، نجح فى ترك بصمته الخاصة فى عالم التأليف الدرامي خلال فترة قصيرة بسبب أعماله الحاضرة دائمًا فى كل بيت، فاقتحم قلوب المشاهدين بمسلسله الشهير «دلع بنات» وشرح من خلاله الحارة الشعبية التي دارت فيها أحداث كوميدية ممزوجة بدراما وأكشن، ولم يكتفي بذلك ولكنه حرص على الخروج من قالب الكوميديا وناقش فكرة هامة لطالما شغلت بال الجمهور وهو مرض «الإنفصام» من خلال مسلسل «حالة عشق»، ثم توالت أعماله الكوميدية ما بين مسلسل «رانيا وسكينة» ومسلسل «شقة فيصل» مرورًا بمسلسل «صد رد» لمدة سنوات ليعود لنا بمفاجأة الموسم التي أثارت ضجة بمجرد عرضها وهي قصة مسلسل «سفاح الجيزة»، فنحن الآن نتحدث عن أيقونة من أيقونات الفن وراء الشاشة أنه المؤلف المصري محمد صلاح العزب.
وكانت أثارت شخصية «سفاح الجيزة» التي كتبها المؤلف محمد صلاح العزب الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية بعد عرض أول حلقتين من العمل، وكان لـ «الفجر الفني»، حديث خاص معه عن المسلسل، لمناقشة قضية «سفاح الجيزة» وجرائمه، والتحدث معه بإستفاضة عن كواليس كتابة العمل وإليكم نص الحوار:-
في البداية.. هل كنت متوقع نجاح المسلسل خصوصًا فكرته وقضيته المثيرة للجدل ؟
في الحقيقة، بذلنا مجهود في المسلسل على مدار سنتين، وعلي مختلف المستويات، وأنا شخصيًا بذلت مجهود بحثي كبير، وكان معايا مستشار قانوني عشان يضبط الجانب القانوني، وكان فى استشاري طب نفسي دكتور أحمد أبو الوفا عشان تشريح شخصية السفاح نفسيًا، وتفاصيل جرائم القتل وطقوس لحظات القتل، وما بعدها، وطفولته اللي ممكن تكون وصلته أنه يبقي قاتل مُتسلسل، بالإضافة لتحليل كامل لعلاقته بأسرته وبأمه، وشهادات أسر الضحايا، وكان معانا كمان جانب متعلق بالتحقيقات الصحفية والنيابة ومحاضر الشرطة، فإتبذل مجهود كبير جدًا، لدرجة أن أحمد فهمي نفسه كان معاه مدرب تمثيل ومدرب طبخ عشان مشاهد الطبخ، فالمجهود الكبير ده على ما أعتقد كنا متوقعين نجاحه، بس الحمدلله النجاح فاق التوقعات.
حدثنا عن قلة عدد حلقات المسلسل ولماذا ينتمي العمل إلى نوعيات الـ 8 حلقات فقط ؟
المسلسل مكثف بأكبر قدر ممكن، مانعًا لحدوث أي لحظات ملل للمشاهدين، واخترنا الشكل الـ 8 حلقات مع منصة شاهد، مع إتاحة فكرة أن لو الموضوع الناس حبيته بالشكل المطلوب يكون فى جزء ثاني، ففكرة الجزء الثاني مطروحة، فى 8 حلقات جزء أول و8 حلقات جزء ثاني، يعني القصة توصل لحد 16 حلقة.
فكرة المسلسل بتناقش قضية سفاح الجيزة.. فهل يوجد رسائل ومعانٍ أخري من العمل ؟
حاولت من خلال المسلسل وشخصية سفاح الجيزة ومراقبة تصرفاته، أن يبقي فى نوع من التشريح النفسي اللي يشرح للناس خبايا البشر، يعني سفاح الجيزة بمجرد لما اتقبض عليه، كل معارفه وقرايبه وجيرانه كانوا مستبعدين تمامًا إن هو يكون عمل كده، لدرجة أنهم كانوا متخيلين أن فى حد قام بتلفيق التهم دي لي، من كتر ماهو كان طيب معاهم وبيطلع صداقات وبيروح الجامع ومشغل نغمات دينيه على موبايله، يعني هو شخص فوق مستوي الشبهات، فأنا كنت عايز أوصل من المسلسل أن الشخص ده كان مستحيل حد يشك فيه.
هل طرأت أي تغييرات على السيناريو ؟.. وكم المدة التي استغرقتها فى تأليف المسلسل ؟
لا، والسيناريو الحمد لله طلع للجمهور بالشكل النهائي اللي اتكتب بيه، وفترة التجهيزات أخدت وقت طويل تقرب لسنتين، ومرحلة الكتابة نفسها أخدت من 6 لـ 8 شهور.
حدثنا عن الفروق الجوهرية بين القصة الحقيقية لـ سفاح الجيزة والمسلسل دراميًا ؟
نحن هننظر لمسلسل سفاح الجيزة من زواية العمل الفني المتكامل، لأننا مش بنقدم سيرة ذاتية لسفاح الجيزة، ولا إحنا مهتمين بحياته أننا نقدمها سواء بصورة كويسة أو وحشة ولا ندين له أو نقول إنه برئ، في الآخر بنعمل عمل فني، ولسنا مهتمين بعدد الجرائم التي فعلها، والمسلسل مستوحي من قصته الحقيقية بالإضافة إلي جرائم وسفاحين آخرين.
تعددت شخصيات أحمد فهمي فى أول حلقتين.. فهل ستشهد الحلقات القادمة ظهور شخصيات أخري أم لا ؟
الشخصية الحقيقية اللي مستوحى منها العمل كان لديه 12 أو 13 بطاقة بأسماء أشخاص مزيفة، وهيكمل فهمي فى الحلقات القادمة على نفس النمط، لأن الموضوع قائم من البداية علي تعدد الشخصيات.
هناك قصص ومشاهد فى المسلسل تبتعد كل البعد عن القصة الحقيقية لسفاح الجيزة منها على سبيل المثال لقطة قتل عمته.. حدثنا عن ذلك المشهد ؟
لازم نكون متفقين من البداية أننا مش بنعمل فيلم تسجيلي عن السفاح بعينه، إحنا بنعمل عمل فني بالكامل وكل مايخدم الدراما، والشخصية الدرامية، فظهرنا مشكلة والدته مع عمته وهو أتصرف في الموضوع بهذا السلوك فكل ده دراما، والحمد لله ده قدر يثير أسئلة كتير وجدل مع الناس.
فى وقتنا الحالي لم يتم إعدام المجرم الحقيقي «قذافي» برأيك هل المسلسل من الممكن أن يعجل من إجراءات تنفيذ الحكم ؟
أنا شايف أن العمل الفني في اتجاه، والأحكام القضائية طوال الوقت في اتجاه ثاني، ممكن ده يحرك الموضوع، بس بشوف أن القضاء دايمًا مستقل بذاته، وهذا الأفضل أن القضاء يمشي في اتجاهه الطبيعي، والفن كذلك.
هل رشحت أحد من أبطال المسلسل.. وماذا عن رأيك في دور أحمد فهمي؟
طبعا بيكون فى مجالس لترشيح الممثلين مع المنتج والمخرج، وبيتم واختيار كل الممثلين الأساسيين، وفيما بعد الممثلين الثانويين بيكونوا مهمة المخرج والمساعدين، وأحمد فهمي موجود في المشروع من اللحظة الأولي وهو فنان متميز ولديه موهبة.
تتر المسلسل يعتبر أغنية قديمة للمطربة الصاعدة سمر طارق.. فهل هذا سبب عائق أمام أحداث المسلسل وقصته ؟
على العكس تمامًا، الأغنية مكسرة الدنيا وعاجبة الناس جدًا، وماشية مع الأحداث، وكان اختيار موفق من المخرج هادي الباجوري.
هل وجدت أي تعديلات فنية منك خلال تصوير المسلسل خصوصًا مع أفراد كتابة السيناريو والحوار ؟
لا، أنا من الأشخاص التي تفضل العمل بشكل منفصل ومتكامل، وكل فرد يعمل دون تدخل من باقية الأطراف، يعني المؤلف عمل مهمته، بعد ذلك المخرج يعمل مهتمه، وأنجي أبو السعود كانت فرد من ضمن أفراد ورشة الكتابة، مع عماد مطر، وقاموا بدور كبير جدًا فى العملية البحثية، لكن الكتابة النهائية والموضوع طالع من عندي أنا.
هل نهاية المسلسل ستكون منطبقة على قصة سفاح الجيزة الحقيقية أم سيتم تغييرها ؟
فى الواقع نهاية سفاح الجيزة الحقيقية لسه معندهاش نهاية، فهو لا مات ولا اتعدم، وبالنسبة لـ نهاية المسلسل فهي مازالت غامضة وفى مرحلة الكتابة.
هل تستعد لأي أعمال أخري سواء درامية أو سينمائية خلال الفترة المقبلة ؟
بجهز لفيلم اسمه «مسافة السكة» مع المنتج أحمد السبكي، وده اللي شغال عليه حاليًا.