هايدي هشام تكتب: كل ما نراه في الصغر يُشكل أفكارنا وتصرفاتنا في الكبر
نري كثير من الآباء والأمهات والأهالي في العموم يقومون أحيانا بتصرفات غير لائقة أمام أطفالهم الصغار، جهلًا منهم أن هذه التصرفات ستكون هي المُشكل الأساسي لتصرفات وأفكار أبنائهم في المستقبل.
فالأب مثلًا يقوم بتدخين السجائر أمام طفله وبمرور الوقت وعندما يصل الطفل إلى سن المراهقة يقلد والده في تدخين السجائر، وينسى الأب عندما يلوم ابنه إنه السبب الأساسي في ترسيخ هذا العادة السيئة في ذهنه منذ أن كان طفلا وكذلك الأم عندما تعامل الطفل بشدة وقوة في الصغر ينعكس هذا على تصرفاته مع جميع من حواله عندما يكبر ويصبح شابًا وعندما يصبح رب أسرة في المستقبل فسوف يعامل أبنائه بنفس الطريقة وفي اعتقاده أن هذه هي الطريقة الصحيحة في التعامل.
وانطلاقا مما سبق بدأت الدراما المصرية تجسد هذه التصرفات وغيرها في كثير من الأعمال آخرها مسلسل "سفاح الجيزة" الذي لاقى ضجة كبيرة فور عرضه.
فعند مشاهدة المسلسل نرى أن الذي أوصل السفاح إلى أن يصبح مجرما أنه قد شاهد والدته تمارس القتل دون خوف أو رهبة منها وقد شاهد هذا وهو طفل صغير، فقد ترسخ في ذهنه هذا المشهد حتى كبر وأصبح يتصرف مع كلًا من يثير غضبه بهذه الطريقة وأصبح يري أن القتل هو الطريقة الصحيحة لحل كافة المشكلات مع أي شخص.
ومشهد آخر في المسلسل، أوضح لنا أن الشخص الذي يسمي السفاح كانت والدته تقوم بحبسه داخل قفص الطيور، فعندما كبر أصبح يري أن حبس الأشياء التي يحبها هو حق مكتسب له ويمارسه على كل شئ يحبه مثلما فعل مع البنت الذي يحبه، ومع أيضًا السمكة الوحيدة الذي يضعها في حوض السمك.
ويوجد الكثير من المسلسلات والأفلام التي توضح هذا، لذلك يجب على جميع الأهالي أن يركزون جيدًا في تصرفاتهم وأفعالهم أمام ابنائهم في مرحلة الصغر لأن جميع ما نراه في الطفولة يُشكل بنسبة كبيرة تصرفاتنا وأفكارنا في المستقبل، ونبدأ بتطبيق وممارسة هذه التصرفات والأفكار على جميع من حولنا.
فيجب توخي الحذر ومراجعة كل شئ بدقة يحدث أمام الطفل، لأن كل ما يحدث في الطفولة يُرسخ في الذهن ولا ينسى إلى الأبد.