صدام حسين..وفتيات داعش..وميراث المرأة.. قضايا أفلام مهرجان البحر الأحمر السينمائي 3

الفجر الفني

إيمان كمال
إيمان كمال

 

 


 


تحت شعار "قصتك في مهرجانك" أقيمت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في الفترة من 30 نوفمبر وتستمر حتى 9 ديسمبر الحالي، وقد شهدت حالة زخم سينمائي في الفعاليات المختلفة، فلم يقتصر الأمر على مشاهدة الأفلام فقط فإلى جانب الأفلام المعروضة من مختلف دول العالم هناك أيضا جلسات النقاش السينمائية والماستر كلاس، وسوق البحر الأحمر السينمائي، وتكريم فنية بارزة على مستوى عالمي وعربي، وهو ما يعزز مكانة المهرجان في نسخته الثالثة ويؤكد على التطور الملحوظ على مستويات متعددة.


(1)

نجوم العالم في البحر الأحمر

فشهدت الدورة الثالثة حضور أسماء سينمائية هامة أبرزها فكان من أبرز الحضور الممثل العالمي ويل سميث وجوني ديب وشارون ستون والمخرج الألماني فاتح أكين وهاندا أرتشيل، وبوراك أوزجيفيت ومريم أوزرلي، ومن الوطن العربي المخرج يسري نصر الله ونبيلة عبيد والممثل السوري قصى خولي، والمطربة داليا مبارك،  وظافر العابدين وهند صبري وليلى علوي وعدد من السينمائيين.

 


وكرم المهرجان 3 أسماء فنية على مستوى عالمي وعربي وهم:الممثلة الألمانية ديانا كروجر، وقدم لها درع التكريم المخرج الألماني فاتح أكين، وفي كلمتها تحدثت كروجر عن أهمية عدم التوقف عن الحلم، وبأنها تأمل أن يكون ما تقدمه حافز لآخرين لكى يستمروا في أحلامهم، وعبرت عن سعادتها بالتكريم ووجهت الشكر لمهرجان البحر الأحمر.
وقدمت شارون ستون جائزة التكريم للممثل الهندي رانفير سينغ، والذي قال عن ذلك بأنه لم يتوقع أن يتم تقديم تكريمه من نجمة كبيرة بحجم شارون ستون، وسيظل يفتخر بذلك.
وتابع بأنه فخور بتمثيل بلده في المهرجان ويشعر بشرف كبير لوجوده وسط عمالة مثل جوني ديب، وأن يكرم على نفس المسرح الذي وقف عليه من قبل أميتاب باتشان وشاروخان، ووجه الشكر للمهرجان والجمهور الذي يدعمه دائما.

 

وقام محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي بتقديم درع التكريم للمؤلف والكاتب السعودي عبد الله السدحان ثالث الأسماء المكرمة في المهرجان هذا العام. وأهدى السدحان التكريم لكل من ساهم في الدراما السعودية سواء المتواجدين حاليا أو من رحلوا، الذين ساهموا في الوقت الصعب.

(2)
"بنات ألفة"..من القمع والعنف إلى أحضان داعش

قضية شديدة الحساسية ليس فقط لانتماء فتاتين لتنظيم إرهابي في داعش، لكن أيضا لعلاقة الأم مع بناتها وحالة الجدل والتمرد والتي تصل لحدا لعنف أحيانا، طرحتها المخرجة كوثر بن هنية في "بنات ألفة" والمرشح للأوسكار وشهد مهرجان كان عرضه السينمائي الأول.
كوثر بن هنية صاحبة "شلاط تونس" و"الرجل الذي باع ظهره" تعود من خلال فيلم يحمل سرد سينمائي وثائقي ممزوج بلمسات روائية من خلال الاستعانة بممثلين هند صبري ومجد مستورة إلى جانب الأم والأختين آية وتيسير اللتين عاشتا مع أمهما في المنزل بعد انضمام شقيقاتهما إلى داعش.

اعتمدت بن هنية على قصة حقيقية تناولتها وسائل الإعلام في تونس مع عام 2016 عن رحمة وغفران اللتين هربتا من أمهما من أجل الالتحاق بتنظيم داعش في ليبيا، لكنها حاولت من خلال فيلمها أن تطرح تساؤلا حول الدوافع التي أدت إلى أن يكون خيار الفتاتين هو اللجوء إلى داعش، من خلال علاقة الأم ببناتها وطريقة تربيتهن والقمع الديني والاجتماعي الذي تتعرض له الفتيات، خلال الأحداث الفيلم التي جاءت في شكل نقاشات حميمة لمنزل الأسرة حيث يستعدن النقاشات والذاكرة في حالة من البوح.


(3)
إنشالله ولد.. هل تتغير قوانين الظلام؟
في فيلم "إنشالله ولد" الذي يمثل الأردن في الأوسكار، وحصل على جائزتين في مهرجان كان السينمائي في نسخته الأخيرة، يناقش المخرج أمجد الرشيد قضية ما دام أثارت جدلا عن حقوق المرأة في الميراث من خلال البطلة التي يتوفى زوجها وتعيش مع ابنتها ومن ثم تعاني من إصرار شقيق زوجها على بيع الشقة التي تأويها وابنتها من أجل الحصول على حقه الشرعي بالقوانين، وعلى لسان البطلة يطرح "الرشيد" تساؤلا بشكل مباشر وواضح "ماذا لو كنت أم لصبي؟" وهو السؤال الذي يربك القوانين فحين يكشف عن حملها يتم إرجاء تقسيم الإرث حتى تضع مولودها ويترك الرشيد النهاية مفتوحة.


يقول أمجد الرشيد بأنه بالفعل راوده بعض الخوف خاصة أنه في البدايات لكن لا بد في النهاية ألا يكون هناك أى مخاوف من طرح الأفكار،فالمجتمعات العربية تمر بفترة حساسة وما يعنيه في الفيلم هو التفكير في إعادة تقييم كثير من الأشياء مثل القوانين هل هى تصلح للوقت الحالي؟.

 


وعن اعتماده على المباشرة في بعض المشاهد والتي جاءت لصالح قضية الفيلم قال بأنها مقصودة لأن الفيلم مستوحى من مواقف حقيقية خاصة الحوارات بين الزوجة وشقيق الزوج، وهو ما يحدث على أرض الواقع.
واختتم حديثه وقال:نحن مجتمع ندعي أن المرأة نصف المجتمع ولها مكانة ولكن قررت أتحدى هذه الأفكار كيف يمكن أن يكون نصف المجتمع معطل ولا يحصل على حقوقه؟ فالقصة لا تخص المرأة وحدها ولكنها قصة انسانية.


(4)
إخفاء صدام حسين.. 235 يوم في حياة الرئيس الراحل

فيلم آخر مثير للجدل لكن هذه المرة ليس لتناوله قضية إنسانية حساسة، لكن المخرج الكردي هالكوت مصطفى قرر هنا أن يوثق 235 يوم في حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في فترة اختفاءه من الجيش الأميريكي عام 2006، وذلك من خلال المزارع علاء ناموق الذي أخفى الرئيس عن الأعين قبل القبض عليه في الخندق الشهير.
تفاصيل إنسانية وسياسية أيضا يرصدها الفيلم الذي يقدم إلى جانب حديث علاء أيضا مادة أرشيفية توثق الحرب الأمريكية على العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل والمقاومة العراقية وهروب الرئيس، ومن ثم تبدأ أحداث الفيلم مع تكليف 150 ألف جندي عراقي للبحث عنه ووضع مكافأة 25 مليون دولار مكافأة لمن يبلغ عن مكانه.

ورغم أن هالكوت اعترف في تصريح خاص للفجر بأنه اضطر إلى الخروج من بلده هربا من جحيم العراق وما عانته أسرته لكن اختار الحيادية في توثيق هذه المرحلة في حياة الرئيس العراقي الراحل، من خلال تجربة علاء ناموق.
أما ناموق فيقول للفجر بأنه قرر أن يقدم الفيلم لأسباب متعددة منها انتشار أخبار على وسائل التواصل الاجتماعي حاولت أن تشوه الحقيقة وكان هنا لغط كبير فقرر أن يقول الحقيقة من خلال الفيلم رغم وجود عروض كثيرة من قنوات عالمية لكنه قرر أن يحكي تجربته مع هالكوت وقال بأنه اشترط أن يأخذ الفيلم الأبعاد الإنسانية ولا يتدخل في أمور أمور سياسية.