الناقد الفني أحمد سعد الدين: "تحويل الروايات لعمل فني لا يعتبر إفلاس فكري وتعدد أجزاء العمل أمر معقد" (خاص)
يشغل بال الجمهور الكثير من الاسئلة حول عالم الفن مؤخرًا خاصة مع التطورات الدائمة سواء في الدراما أو السينما أو المسرح، لذلك قررنا أن نفتح باب عالم الفن ونغوص به من خلال عيون الناقد الفني المميز أحمد سعد الدين الذي سيكشف آراءه وتقييماته العميقة حيال الأعمال الفنية من خلال حديثنا معه
ونلقي نظرة على رحلته في فهم الوسط الفني وأحواله ونتطرق في الحديث أيضًا إلى أفكاره وتجاربه ووجهات نظره حول استمرارية التكريمات في المهرجانات الفنية وما إذا كانت تلك التكريمات تعكس بشكل مستحق القيمة الفنية للأعمال المكرمة وعن أمور آخرى وكان أبرز الأمور
رؤيته الفنية في الأعمال التلفزيونية المقدمة خارج الموسم حاليًا فقال في تصريحات خاصة: "أرى أن الأعمال خارج موسم رمضان أفضل بكثير، وذلك لسبب مهم يمكنني متابعة الأعمال خارج الموسم بسهولة وتركيز أكبر، بينما في رمضان أجد نفسي أشاهد ثلاث إلى أربع خمس دقائق وعشر دقائق إعلانات، مما يقلل من تركيزي بشكل كبير بالإضافة إلى ذلك، يكون هناك عدد كبير من المسلسلات في رمضان، مما يؤدي إلى زحمة واختلاط. لذا، أعتقد أن الأعمال خارج موسم رمضان هي الأفضل، وكذلك يتم اختيار موضوعات جذابة فيها".
تحويل الروايات لـ أفلام ومسلسلات واعتباره إفلاس فكري
وتحدث عن في رأيه تحويل الروايات لـ أفلام ومسلسلات وقال: "لا، لا، لا، نحن لا نقف هنا أبدًا، الفن المسرحي والسينمائي يستند في الأساس إلى الرواية، الرواية هي الأصل والعمل الأدبي هو الجوهر عندما تشاهد أفضل وأجمل الأفلام، سواء في الصناعة المصرية أو العالمية، تجدها مبنية على عمل أدبي، وهذا يعني أمورًا بسيطة، على سبيل المثال عندما كتب الأخوة كارامازوف أُنتِجت روايته في روسيا وفي أمريكا وفي مصر بـ اسم "الأخوان الإخوة" ونجحت في كل مكان فإذا تحدثت عن أعمال فاتن حمامة فهي مبنية على رواية يوسف السباعي، أو عن إحسان عبدالقدوس، فإن هذة تعتبر من أجمل أعمالها الفنية التي انبثقت من الروايات الأدبية.
استكمال بعض المسلسلات للأجزاء الذي طرحت السنين الماضية في الماراثون الرمضاني القادم
وتحدث عن استكمال لسلسة بعض المسلسلات الذي طرحت السنين الماضية في الماراثون الرمضاني القادم ورأيه في كثرة أجزاء العمل بشكل عام فقال: "يعتبر العمل الفني المكون من أجزاء متعددة من الأمور المعقدة جدًا، لإنه يجب على الكاتب أن يقسم القصة من البداية بتقسيم تاريخي أو زمني ويجب من خلاله أن تكون القصة مصممة لتشكل سلسلة فنية احتسابًا لـ نجاح الجزء الأول ويليه الثاني وهكذا، والمشكلة الأكبر تكمن عندما يُنتجون جزءًا جديدًا بعد نجاح الأول، حيث يكون التفصيل غير جيد في معظم الأحيان فـ بالنسبة لي، أسامة أنور عكاشة ساهم في تشكيل مراحل تاريخ مصر من خلال عمله في "ليالي الحلمية" حيث حققت هذة السلسلة نجاحًا كبيرًا في المال والشهرة لإنه وضع تسلسل زمني من البداية وكرر هذا النجاح بطريقة مشابهة في أعمال آخرى ومع ذلك
وأردف: "نرى بعض المسلسلات تواجه الفشل، حيث يتم إنتاج جزء وإذا نجح، يتم الاستمرار بمواسم أخرى، وإذا لم ينجح، يترك التفصيل دون اهتمام.عندما أشاهد المسلسلات التي لديها عدة أجزاء مثل مسلسل الكبير، فهو يظهر به الفرق في الجودة، حيث يمكن أن يكون بعض الأجزاء ناجحة، بينما يكون البعض الآخر دون تألق مثلًا، فاليوم يتم إنتاج الجزء الثامن، وعلى الرغم من أنني شاهدت السبعة الأجزاء السابقة، إلا أنني لاحظت أنه لا يمكنني الحكم على الجزء الثامن إلا بعد مشاهدته.
