سعد نبيل يكتب: "الحريفة علموني أعشق صحابي"
عندما وقعت لأول مرة عيني على إعلانات فيلم "الحريفة"، التي انتشرت بسرعة كبيرة على جميع منصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، فضلا عن لافتات الشوارع، توقعت أن يكون هذا العمل السينمائي ليس أكثر من عمل تم إعداده مجاملة للأبناء الواعدين لنجوم الفن، ومن بينهم نور نجل خالد النبوي، وخالد الذهبي نجل الفنانة الكبيرة أصالة، ولكن مشاركة عدد من الوجوه التي تخوض للمرة الأولى تجربة التمثيل جعلني أتمهل في حكمي على هذا العمل.
لم يمر وقت كبير وحصلت على نسخة للفيلم بعد طرحه في السينمات بأيام قليلة، المشاهد الأولى من الفيلم اجبرتني على إعطاء جميع تفاصيل العمل التي لفتت أنتباهي واهتمامي، حتى ايقنت أن هناك شيئا أعمق وأكثر أهمية ينتظرني، وفي الوقت ذاته تردد بداخلي سؤال "كيف استطاع المخرج رؤوف السيد، والمؤلف إياد صالح، أن يجمعا تلك التوليفة الغريبة والمختلفة وكيف جمعا الشامي والمغربي في عمل واحد؟!"، حيث أن انضم للعمل مؤدي المهرجانات كزبرة، وعبدالرحمن محمد نجم ستاند آب كوميدي.
مع تطور أحداث الفيلم، أدركت أن رسالته تتعدى السعي لتحقيق الأحلام والأهداف، وإنه يركز بشكل أساسي على قوة الصحبة وتأثيرها على حياة الإنسان، مهما كانت البيئة المحيطة، ويظهر "الحريفة"، كيف يمكن للصحاب أن يكونوا مصدر قوة يسهم في نمو الفرد وتحقيق طموحاته.
رسالة الفيلم لا تقتصر فقط على التفوق الفردي والنجاح، بل تبرز أهمية الصداقة الإيجابية والدعم البلا حدود، في عالم يميل إلى التنافس، يأتي "الحريفة" ليذكرنا بأهمية أن يكون لدينا صحبة تشجعنا وتساهم في نشر ثقافة الدعم بلا مقابل، ولا ننسى دور المعلم والمدرب في عمله واحده جسدها لاعب كرة القدم السابق ميدو، والذي فاجأنا جميعا بموهبه اخره وهي التمثيل.
في ختام الفيلم، ظلت في ذهني مقولة بسيطة ولكنها قوية: "الحريفة علموني أعشق صحابي"، هذه العبارة ليست مجرد شعار، بل هي تعبير عن تأثير الفيلم على انفتاحي على الصداقة الإيجابية والتفاعل الإيجابي، حيث أصبحت تلك الكلمات جزءا من رؤيتي الشخصية، لاستطيع بكل يقين أن اقول في النهاية يكمن الجمال الحقيقي لـ "الحريفة" في قدرته على تسليط الضوء على جوانب إنسانية تتجاوز الأضواء الساطعة للشهرة، وتؤكد على أهمية اختيار الصحبة بحذر والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحمله الصديق الحقيقي في حياتنا.
شكرا لكل من أحمد غزي وسليم هاني، ولكل من علمونا أيضا أن الصحاب يمكن أن تكون طوق نجاه دون انتظار مقابل.