خالد الحلفاوي لـ «الفجر الفني»: أصعب شيء في العمل إضحاك الجمهور.. و«كامل العدد» أكثر أعمالي الإخراجية راحةً وأصبحنا أسرة على تواصل دائم (حوار)
مخرج أمتع الشاشة المصرية، بأعماله الدرامية والرمضانية، والتي جاءت على مستوى عالٍ من الدقة والإبداعية في التصوير والإخراج، هو ابن لعائلة فنية قديرة، فهو نجل الفنان نبيل الحلفاوي، والفنانة فردوس عبد الحميد، حقق أعلى المشاهدات بأعماله المميزة التي ارتبط ذكره كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب نجاحها، ومنها مسلسل مكتوب عليا، حلوة الدنيا سكر، وموسمي كامل العدد وغيرهم كثير، لذا حرص «الفجر الفني» على إجراء حوار خاص معه لنستعرض كواليس آخر أعماله، بعد نجاح «كامل العدد بلس 1» الذي عرض خلال النصف الأول من شهر رمضان 2024، إليكم نص الحوار:
*هل أخذ تصوير الحلقات منك جهدًا ووقتًا واحتاجت المشاهد إلى إعادة تصوير أو تعديلات كثيرة حتى تظهر بهذه الدقة للمشاهد؟
أنا حريص على الظهور؛ لأن هذا من عمل المخرج، إذا شعر أحد بوجوده يعني هذا أنه فاق من الدراما التي يتابعها، وبالطبع كل المشاهد أخذت وقتا وجهدا منا.
*لاحظ متابعي الموسم الثاني من «كامل العدد» حرص أسرة العمل، على ظهور رسالتها قبل كل حلقة بافتقاد الفنان الراحل مصطفى درويش.. لماذا لم يكمل «خالد» دور «عمر فاروق» وإسناد دوره إلى فنان آخر بل كنت حريصًا على ظهوره طوال الحلقات في أكثر من مشهد؟
لا أعتقد أن أي أحد يرغب في تغيير أي ممثل، وفي دور عمر، أن نأتي بغيره بعد تعود الناس عليه، كان سيفصلهم عن الجزء الأول، ورغم قلة مشاهد آية سماحة هذا الموسم، إلا أنني لم أحضر واحده غيرها، لتقوم بالدور، تعاملنا مع الموقف بما يفيد الدراما، ومن وجهة نظري تغيير الممثل وسط الأجزاء يفصل المشاهد، ويعمل على إفاقته أن هذا مسلسل، وهذا الفنان مشغول وأتوا بغيره وهكذا، يخرج من عالم المسلسل إلى عالم الإنتاج والاتفاقات، ومن غاب ومن حضر، ومصطفى رحمة الله عليه متواجد معنا في هذا الموسم، فلا أحتاج إلى تغييره.
*«كامل العدد» ليس مسلسلًا كوميديًا فقط، بل اجتماعيًا يناشد قضايا معاصرة تواجهها الأسرة والأبناء.. هل كلفك ظهور ذلك بطريقة خفيفة على قلب المشاهد صعوبات؟
أصعب شيء يفعلها المخرج والمؤلف، هو إضحاك الناس، فهي أصعب من الدراما والتراجيدي والأكشن، فهي رد فعل عضلي عصبي من المشاهد لمجرد أنه ينظر لشيء ويضحك عليه لا إراديا.
*اختيار الفنانين للشخصيات المقدمة خلال المسلسل جاءت في محلها.. هل أسند «خالد» أي دور لفنان غير من قدمه واعتذر عنه فجاء من حظ الأخير؟ ومن ساعدك في انتقاء الفنانين للأدوار؟
كثيرا ما يحدث ذلك نكلم أحد الفنانين ويعتذر لأي سبب، وربما لم يعجبه الدور وأسباب كثيرة، ونأتي بغيره، وهذا ضمن التحدي أنه لم يأت عمل فني كان جميع أبطاله هو أول الاختيار، بل كثيرا كانوا الاختيار الثاني، ولكن النهاية هي توفيق من الله، وأن من قام بالأدوار كان أفضل من الاختيار الأول، وهذا بدوره يوجه المسلسل إلى الأفضل.
وأما عن اختيار من قاموا بالأدوار، فقد ساعدني الكثير، فأنا حريص دائما على أخذ آراء من حولي، من مؤلفين إلى إنتاج ومساعدين إخراج، ثم بناتي الصغيرات وأصدقائي، وهذا عندما احتار، ولكن في النهاية الكاستينج هو مسؤولية المخرج وحده.
*خالد الحلفاوي هل من المخرجين الذين يقومون بتعديل مشاهد مكتوبة وتغيير السيناريو الخاص بها أو حوار مكتوب؟
نعم، عندما تحتاج إلى التعديل أفعل ذلك، وهناك أعمال تحتاج كثيرا إلى ذلك، قد يكون السيناريو لم يخرج بالقوة التي تُنتظر فبقوم بعمل تعديلات، أما عن «كامل العدد» فكان مؤلفيه على قدر كافٍ من الثقافة والقوة والاحساس العالي، فلم أحتاج إلى التعديل إلا قليلا جدا، كلمسة إخراجية مني فقط.
*بعد نجاح موسمي "كامل العدد" هل من الممكن أن تستمر سلسلة من المواسم له؟ وهل هناك نية لعمل جزء ثالث؟
إذا ظهرت لدينا أفكار تستحق أن تُحكى بحدوتة تكون في نفس قوة الموسمين السابقين أو أقوى فلم لا، سنكمله حينها بالفعل.
*ظهرت «دينا الشربيني» خلال أحداث العمل، بدور الأم لشابين مراهقين، ولاحظ الكثيرين أن فارق العمر لا يبدو كثيرًا بينها وبين أبنائها كما ظهرت في كامل شبابها.. لماذا لم تلجأ إلى ظهورها أكبر عمرًا باستخدام الماكياج والملابس المختلفه؟ أم كنت حريصًا على ظهورها كذلك؟
لم نلجأ إلى المكياج وتكبير «دينا» في العمر؛ لأنها كانت متزوجة صغيرة، فكانت لا تحتاج إلى ذلك، لذا جاء أولادها في نفس الأعمار التي جاءت في المسلسل، أما عن الوقت الذي نلجأ فيه إلى ذلك يكون في الضرورة القصوى فقط.
*كيف كانت كواليس «كامل العدد»؟
كانت الكواليس مريحة نفسيا جدا، ويأتي هذا العمل على قمة الأعمال التي أخرجتها وكان الأكثر راحة في حياتي؛ لأننا أصبحنا أسرة، وهؤلاء الأولاد كانوا بمثابة أبنائي، وما كان يعرض على الشاشة بالفعل كان حقيقيا لم يكن تمثيلا فحسب، وحتى بعد انتهاء العمل نحن على اتصال دائم وعائلة.
*مسلسلات الـ 15 حلقة، أخذت حيزًا ملحوظًا، منذ رمضان 2023، ما رأيك بها ؟ وهل هي الأنجح والأقرب للمُشاهد أم ذات 30 التي اعتادنا عليها؟
أنا من أشد أنصار مسلسلات الـ 15 حلقة؛ لأنني مقتنع أنه لا توجد حدوتة تحتاج إلى 30 حلقة حتى تُحكى، لو هناك حدوتة غنية إلى هذه الدرجة تحتاج إلى الأكثر فمن رأيي تعطى الامتداد، ولكن أرى أيضا أن الحدوتة هي من تحكم العدد وليس العكس.
*وما رأيك في أداء نجوم "كامل العدد" الشباب؟
أنا سعيد وفخور بهم، وأتمنى أن يعطيهم الله ما يأملونه وأكثر.
*ظهرت عدة قضايا خلال أحداث المسلسل، من بينها مشكلة «أمينة» مع تطور التكنولوجيا وظهور مواقع التواصل الإجتماعي "تيك توك".. هل من رأيك تشكل خطورة على هذا الجيل؟ وما نصيحتك له؟
أرى أن كل عصر له سمته الخاصة، وأي شيء إذا استخدمناه بشكل مفرط يشكل خطورة، إنما الاستعمال الطبيعي يكون في إطار الاستفادة، وأرى أني لست في مكان يسمح لي بنصيحة جيل.
*خالد الحلفاوي نجل لنجمين من كبار الفنانين، لماذا اتجهت إلى الإخراج وليس إلى التمثيل مثل الوالدين؟
لا أعلم هو نصيب فحسب.
*لو لم يكن «خالد الحلفاوي» مخرجًا، فماذا كان سيختار ليكون؟
كنت سأختار أن أكون طيارًا مدنيًا.
*ماهي المسلسلات التي وقعت ضمن قائمة المتابعة الرمضانية على شاشة تلفاز «خالد الحلفاوي»؟
للأسف أنا لست متابعا جيدا للمسلسلات وهذا شيئا سيئا معي.