عمرو الليثي يتحدث عن الفنان الراحل صلاح السعدني وعلاقته بالمنتج الكبير ممدوح الليثي
كشف الإعلامي د. عمرو الليثي عن الصداقة القوية بين والدى الأستاذ ممدوح الليثى والفنان الكبير صلاح السعدنى- رحمهما الله- وبدأت صداقتهما فى مطلع الستينيات وكانا أعز صديقين؛ لدرجة أن الأستاذ صلاح السعدنى والفنان عادل إمام والمخرج نور الدمرداش كانوا الثلاثة المقربين لأبى الذين حضروا عقد قرانه على والدتى، وامتدت العلاقة بينهما لسنوات طويلة امتزجت فيها العلاقة الإنسانية بالعمل حيث إن الأستاذ صلاح يعد من كبار الفنانين المصريين الذين حملوا مشعل التنوير والثقافة من خلال أعماله المتميزة التى قدمها والتى تحظى بها مكتبة تراث الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
وتابع الليثي وأنتج والدى للأستاذ صلاح مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والتى كان والدى دائمًا فخورًا بها مثل الفيلم التلفزيونى «فوزية البرجوازية» قصة الكاتب الكبير أحمد رجب وإخراج المخرج ابراهيم الشقنقيرى وغيره من أعمال درامية أهمها كان مسلسل «ليالى الحلمية»، ثم مسلسل أرابيسك والذى جسد به دور «حسن النعمانى» الشخصية ذات الأصول الإنسانية والتاريخية العميقة.
وأذكر عندما توفى والدى كان أول من حضر وقدم العزاء فيه، وعندما عرف أن هناك إحياء لذكرى الأربعين لوالدى كان أول المتصلين بى وأكد لى حضوره وعندما جاء إلى قاعة الأوبرا ليتحدث عن والدى تحدث بحب شديد وبكلمات إنسانية رائعة أبكت الجميع..
وقد حكى لى الكاتب الراحل الكبير محمود السعدنى الخلاف الذى حدث بينه وبين الرئيس الراحل أنور السادات والذى أدى إلى أن يدفع شقيقه صلاح السعدنى هو أيضًا ثمنًا غاليًا فى مطلع السبعينيات بعدما قام الرئيس الراحل أنور السادات بفصله من الاتحاد الاشتراكى. وأدى ذلك إلى ابتعاد المنتجين سواء فى السينما أو المسرح أو التلفزيون عن تشغيل صلاح السعدنى، وكان هذا القرار أشبه بقرار منع عمل صلاح السعدنى، حتى التقى الرئيس الراحل أنور السادات بالكاتب الكبير محمود السعدنى وأثمر هذا اللقاء طلب السادات أن يعود الأستاذ محمود السعدنى مرة أخرى إلى مصر وأيضًا أن يسمح للأستاذ صلاح السعدنى بالعودة مرة أخرى لعمله كممثل، صلاح السعدنى شخصية فريدة من نوعها رجل ذو أخلاق رفيعة، رجل شهم يحمل بين طياته المرءوة والنبل والجدعنة والبساطة والتلقائية.
وأذكر أيضًا ما حكاه والدى لى أنه إبان فترة عمل مسلسل «ليالى الحلمية» كان صلاح السعدنى نموذجًا رائعًا فى الالتزام والاقتدار فى أدائه بالمسلسل، ولا أنسى ما ذكرته لى الفنانة صفية العمرى فى حوارها معى عندما صفعها العمدة سليمان غانم «بالقلم» فى إحدى حلقات المسلسل، وأدى ذلك إلى إصابتها لاندماجه فى الدور، وحرص الأستاذ صلاح على الاعتذار لها ومحاولته تضميد الجرح الذى أصيبت به جراء هذا القلم الذى كان ضمن أحداث المسلسل.
رحم الله الفنان الكبير صلاح السعدنى الذى أثرى الحياة الإنسانية والفنية بإبداعاته العظيمة وأسكنه فسيح جناته.