في عيد ميلاد الزعيم..
إلهام شاهين تكشف لـ "الفجر الفني" تفاصيل مكالمتها الأخيرة مع "الزعيم" (حوار)
أبرز تصريحات إلهام شاهين عن عادل إمام:
>>كانت الطائرات تأتي محملة من الدول العربية لمشاهدة مسرحياته
>> أولاده أخذوا جينات حب الفن منه
>> صاحب فضل كبير في وجودي كنجمة سينمائية في "الهلفوت"
>>قرر الاعتزال في الوقت المناسب ومن حقه أن يرتاح
>> يستحق أكبر وسام وتكريم من الدولة
>>تواصل معي منذ 5 أشهر وقالي كلمتين حلوين
>>اختار أن يعيش حياة هادئة ولا أحب أن أكون مزعجة له
منحها الزعيم عادل إمام فرصة العمر وساعدها على الدخول لعالم الشهرة من أوسع أبوابها بتقديمها كنجمة سينمائية أمامه لأول مرة في فيلم "الهلفوت" في بداية مشوارها الفني، بعد أن رأي فيها أنها صاحبة موهبة كبيرة ومميزة، هي الفنانة إلهام شاهين التي كانت واحدة من أهم نجمات جيلها بتقديمها لعدد كبير من الأعمال والقضايا الشائكة والمهمة وتعاونها مع كبار المخرجين والمؤلفين.
وفي حوار خاص لـ"الفجر الفني" كشفت الفنانة إلهام شاهين تفاصيل مكالمتها الأخيرة مع الزعيم عادل إمام.. وموقف لا ينسى من كواليس العمل معه ورأيها في قرار اعتزاله الفن، وعلاقتها به وبداية نجوميتها معه في فيلم الهلفوت وأشياء أخرى، وإلى نص الحوار.
في البداية.. ما الرسالة التي تريدين أن توجيهها إلى الزعيم في عيد ميلاده الـ84 ؟
أحب أقول له كل عام وأنت بخير يا زعيم، أحبك من كل قلبي، وأسعدتنا كثيرًا بفنك الجميل، وقدمت خلال مسيرتك رسائل هادفة ومهمة، ومثلما كنت تسعد الناس وتخرجهم من همومهم بأعمالك الكوميدية، قدمت أيضًا أعمالًا مهمة جدا ومؤثرة بها رسائل قوية، ربنا يبارك في عمره ويخليه لجمهوره وأسرته.
وكيف ترين مسيرة الزعيم عادل إمام الفنية؟
أتذكر كل سلسلة الأفلام التي قدمتها مع وحيد حامد، مثل "اللعب مع الكبار" وغيرها من الأعمال التي تناولت قضايا مهمة وانتقدت سلبيات المجتمع، وأيضًا فيلم "الإرهابي" الذي جاء في وقت كنا بحاجة فيه إلى من يفهم الشباب الذين يتم غسل أدمغتهم للانضمام إلى الجماعات الإرهابية باسم الدين.
ولا ننسى مسرحياته التي رفعت من شأن السياحة في مصر، حيث كانت طائرات "شارتر" تأتي محملة من الدول العربية خصيصًا لمشاهدة مسرحيات عادل إمام، وهو أمر لم يحدث في تاريخ المسرح أو الفن كله، عادل إمام هو علامة فارقة في تاريخ مصر، فقد قدم جميع أنواع الأدوار، ونجح نجاحًا كبيرًا في الأعمال الكوميدية التي تسعد الناس، كما قدم أعمالًا تراجيدية مهمة تهم كل الناس وتدق ناقوس الخطر حول السلبيات الموجودة في مجتمعنا، فهو حالة خاصة جدا، وعمل اللي محدش قدر يعمله.
ما الموقف الذي جمعك بالزعيم ولا يمكنك نسيانه؟
أول مرة مثلت في حياتي كانت أمامه في فيلم "أمهات في المنفى"، كنت صغيرة جدًا، بعد إنتهاء مرحلة الثانوية العامة وكنت في السنة الأولى بالمعهد، وكان عمري 17 عامًا، وتنبأ لي بالنجومية بعد أول مشهد لنا، ما زلت أتذكره جيدًا، كنا على سلالم محكمة الإسكندرية وكنت أحمل طفلًا بين ذراعيّ وهو كان بجانبي، وكنت مخضوضة؛ لأن أول مشهد لي في مسيرتي الفنية سيكون أمام عادل إمام، وهذا شيئًا عظيمًا بالنسبة لي.. وبعد أربع سنوات، رشحني لأول بطولة كبيرة في حياتي في فيلم "الهلفوت" وهو أول بطولة لي في حياتي في السينما، وحصلت بعدها على أول جائزة في حياتي كممثلة، وكان هو من رشحني لهذا الفيلم، وله فضل كبير في وجودي كنجمة للسينما، واتصل بي بنفسه وقال لي: " أنا برشحك لدور بطولة أمامي"، وأرسلي السيناريو بنفسه.
خرجت من فيلم "الهلفوت" نجمة سينمائية، وقبلها كنت بطلة في التلفزيون والمسرح فقط، وكنت شاركت في أفلام مهمة مثل فيلم "العار" وفيلم "لا تسألني من أنا"، لكنها كانت بطولات جماعية، وكنت محظوظة جدًا في بداياتي أن أشارك في أفلام تعتبر علامات في تاريخ السينما المصرية.
وكيف كانت كواليس العمل مع عادل إمام؟
عادل إمام كان بيغششني افيهات قبل ما نصور المشهد، وينصحني ويقول لي: "قولي المشهد بهذه الطريقة" وعندما يتم عرض العمل، كنت أجد الناس سعداء بلمساته الذي يقولها لي، وكان يتمتع بذكاء شديد في التعامل مع الجمهور ويحب زملاءه جميعًا ويمنح الفرص للكثير من الشباب والوجوه الجديدة، وورث ابنه محمد إمام هذه الجزئية منه، فأولاد عادل إمام أخذوا جينات حب الفن والعطاء منه.
وإنسانيًا، فهو حالة جميلة جدًا، لا يوجد مريض إلا ويسأل عنه، ولو كان أحد أفراد عائلتي مريضًا وسمع بذلك، فسيتصل بي ويطمئن ويقترح عليّ طبيبًا في تخصص معين وهو دائمًا بمثابة أخ كبير.
ما العمل المفضل بالنسبة لك والذي جمعكمًا معًا؟
فيلم "أمهات في المنفى" أول عمل جمعني به، ولكن "الهلفوت" هو العمل الذي أعتز به وأعتبره علامة بارزة في حياتي، وفيلم "رمضان فوق البركان" كان آخر عمل شاركنا فيه معًا وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وإيرادات لم يسبق لها مثيل.
وكيف تلقيتي خبر اعتزال الزعيم بعد إعلان نجله رامي إمام اعتزاله في حفل joy awards؟
أتفهم جدًا قراره وأرى أنه قرار صائب واختار الوقت المناسب له؛ لأن النجوم الكبار الذين حققوا نجاحات استثنائية مثله ووصلوا إلى قمة النجومية لا يمكن أن يضيفوا شئ آخر لمسيرتهم المهنية، عادل إمام قدم جميع الأدوار بلا استثناء، وأرى أنه من الذكاء اختيار الوقت المناسب للاعتزال، وهو اختار الوقت المناسب للراحة بعد أن عمل بجد وتعب كثيرًا في حياته، فكانت حياته كلها مكرسة لفنه بين الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، ولم يكن يأخذ أي إجازات خلال فترة عمله، ومن حقه أن يستمتع مع أحفاده وعائلته ويهتم بنفسه وصحته ويعيش حياة هادئة.
في رأيك.. ما نوع التكريم الذي يجب أن يناله الزعيم على عطاءه طوال السنوات الماضية؟
أكبر جائزة عندنا هي جائزة وسام النيل المقدمة من الدولة، وعادل إمام يستحق أكبر وسام وأكبر تكريم، وبالتأكيد، فإن تسمية كوبري أو شارع باسم فنان يعد تكريمًا كبيرًا يبقى مدى الحياة، وأنا أعتبر تكريم عادل إمام تكريمًا لكل أهل الفن؛ لأنه مهم عندنا جميعًا.
وما رأيك في الشائعات السلبية التي تطارده دائما؟
الشائعات تطاردنا جميعًا دون استثناء، فهؤلاء أشخاص تافهون وفارغون يتسلون ولديكهم حقد، ولا ألتفت إليهم ولا أعلق عليهم، وفي مرة، وجدت فيديو على اليوتيوب بعنوان "شاهد جنازة إلهام شاهين" وعندما فتحت الفيديو، وجدت نفسي أسير في الجنازة، لكنها كانت جنازة هند رستم، صوّروني أمام مسجد السيدة نفسية ووضعوا عناوين فاشلة.
ومتي كانت آخر مكالمة لك مع الزعيم؟
تحدثنا آخر مرة منذ 5 أشهر عندما قررت الدولة تسمية كوبري باسم عادل إمام، وكتبت منشورًا وقتها قلت فيه إن هذا التكريم لعادل إمام هو تكريم لكل أهل الفن، فتواصل معي وقال لي: "يا حبيبتي، أنتِ دائمًا بتقولي عني كلام جميل".وقال لي كلمتين حلوين.
وهل تحرصين على التواجد معه في الإحتفال بعيد ميلاده؟
أنا لا أحب أن أكون مزعجة له، وطالما اختار أن تكون حياته هادئة وسط عائلته وأحفاده، فلن يقحم أحد عليه حياته، هو يعرف جيدًا قيمته عندنا، ولو كل شخص قال إنه سيذهب للاحتفال معه، ستصبح مظاهرة؛ لأن الملايين من الناس يحبونه.