مؤلفة مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" سمر طاهر: سعدت بمشاهدة الجمهور للعمل مرة أخري.. هذا رأيي في نجاح "دون سابق إنذار".. ومن المبكر الحكم على تقنية الذكاء الاصطناعي (حوار)

الفجر الفني

سمر طاهر مؤلفة أعلى
سمر طاهر مؤلفة "أعلى نسبة مشاهدة"

لقى مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" نجاحًا كبيرًا خلال النصف الأول من السباق الرمضاني المُنقضي لهذا العام، وبالرغم من إنتهاء عرض المسلسل إلا أنه لازال الجمهور يشاهده مرة أخري، وأيضًا يحصد صناع المسلسل وأبطاله العديد من الجوائز والتكريمات.

 

وتحدث "الفجر الفني" مع سمر طاهر مؤلفة مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" وكشفت لنا العديد من آراءها وأيضًا كشفت لنا لأول مرة عن كواليس مسلسل "دون سابق إنذار" الذى شاركت به أيضًا فى السباق الرمضاني المُنقضي لهذا العام الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، وأزالت لنا الستار عن رأيها فى تقنية الذكاء الاصطناعي.

وإليكم نص الحوار:- 

 

 هل ترين أن المسلسلات القصيرة هى المتحيزة على القمة في هذه الفترة، وهل سبب نجاح المسلسل هو وجود حبكة سريعة وثرية، أم تقديمك لشخصيات درامية مرسومة بتفاصيل ثرية وعلى نار هادئة، وكيف توفقين ككاتبة بين الهدفين؟

 

عندما بدأت كتابة قصة مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة"، كان في ذهني أن أقدم حبكة قوية وأحداث سريعة ومكثفة، وفي نفس الوقت أن أقدم شخصيات أرسمها بعناية كي يتمكن المشاهد من الاشتباك مع الأحداث التي أقدمها من خلال العمل، وأن يصدقها أيضًا، وكان في ذهني منذ البداية ضرورة التوفيق بين الهدفين.

وبعد انتهائي من كتابة القصة وخطوطها الدرامية بشكل كامل، اخترت أن أقدم الشخصيات الدرامية بهدوء في البداية، ومن خلال مواقفهم الحياتية الإعتيادية للغاية، ومن ثم أقدم حدث درامي يغير سير الأحداث، ومن هنا تأخذ الخطوط الدرامية منحى أكثر سرعة.

 

ما أريد قوله هو أن رغبة الكاتب في تقديم حبكة قوية أو متسارعة، لا يمنعه من رسم شخصيات قوية في الأساس، وأن يكون مخلصًا للشخصيات ودوافعها عند الكتابة، وطبعًا المسلسلات القصيرة بها ميزة التخلي عن التطويل، والاختزال هو أهم وأصعب شيء في الدراما، ولذلك أرى أن المرحلة القادمة يمكن أن تشهد اتجاهًا متزايدًا للمسلسلات القصيرة.

 

بالرغم من انتهاء الموسم الرمضاني إلا أنه لازال الجمهور يشاهد مسلسل أعلى نسبة مشاهدة ويبدي به رأيه، كيف رأيتِ كمؤلفة ذلك النجاح؟

هذا يحدث معظم الوقت، فالموسم الدرامي المكتظ أحيانًا لا يعطي فرصة لمشاهدة متأنية، وعادة ما يتم مشاهدة بعض المسلسلات بعد رمضان، وبالنسبة لأعلى نسبة مشاهدة، فقد تمت مشاهدته بالفعل خلال الشهر نفسه بشكل جيد جدًا، لكن فوجئت أن البعض الآن يشاهده مشاهدة ثانية، وهو أمر جيد، أن يتم النظر للعمل بعين أخرى وبهدوء، بعد انتهاء المشاهدة الأولى، لأن بعض الطبقات الدرامية والمعاني لا تظهر للمشاهد من الوهلة الأولى.

 

ما هو شعورك بعد تكريماتك العديدة عن كتابتك لقصة وسيناريو وحوار مسلسل أعلى نسبة مشاهدة، وما هي الجائزة التى ترغبين فى الحصول عليها ؟

 

جائزة الجمهور وتقديره للعمل هي الأهم بالنسبة لي، فالعمل يصبح ملك الجمهور بعد طرحه، وطبعًا رأي النقاد مهم جدًا وأضعه في اعتباري سواء كان بالسلب أو الإيجاب، فالنقد هو جزء من العملية الإبداعية، وسعدت بالتكريمات التي حصلنا عليها خاصة أنها كانت بالأساس بتصويت من النقاد وأيضًا الجمهور، وعموما الجوائز مهمة لأنها تخبرنا كمبدعين أننا على الطريق الصحيح بشكل أو بأخر، وسعدت بشكل خاص بالتكريم الأخير وهو جائزة تميز حصلت عليها عن تأليف المسلسل.

هل فكرة عمل جزء ثانِ من مسلسل أعلى نسبة مشاهدة قائمة، وإذا طُرحت هل ستكشف لنا حياة شيماء بعد التغيير الجذري التي حدث لها؟

 

مازال الأمر حيز التفكير، والأهم بالنسبة لي هو الإخلاص للقصة، أي تقديم قصة جيدة وصادقة، سواء كانت جديدة، أو امتداد لعمل أو قصة قدمتها بالفعل، فتفكيري دائما ينصب حول المعنى الذي أقدمه من خلال أي عمل، وليس مجرد استغلال النجاح فقط، هذا هو أكثر ما يشغلني.

شاركتي أيضًا في كتابة مسلسل دون سابق إنذار وحقق نجاحًا كبيرًا، حدثينا عن المسلسل، ما سبب نجاحه من وجهة نظرك؟ 

من وجهة نظري نجاح المسلسل راجع لعدة أسباب أولها وجود قصة شيقة ومثيرة لها علاقة باختلاط الأنساب، وفكرة الشك بين الأزواج، والسبب الآخر هو سياق القصة ورسم الشخصيات، فهي ليست أحادية الأبعاد، بل بها درجات رمادية.

ويتحدث المسلسل بشكل أو بآخر عن العلاقات الزوجية والعلاقات بين الأخوة، والتحديات التي تواجه تلك العلاقات، كما يناقش معنى الأبوة والأمومة، وهو ما يهمنا كصناع للعمل، وما حرصنا عليه ككتاب، وطبعًا وجود مخرج واعي بأبعاد النفس الإنسانية وتعقيداتها مثل هاني خليفة كان سببًا كبيرًا في هذا النجاح.

الآونة الأخيرة انتشر كثيرًا الذكاء الاصطناعي، في رأيك هل ترين أنه من الممكن أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في كافة الأشياء والمجالات والفن في العموم؟

 

من المبكر الحكم على هذا الأمر، فرأيي المبدئي أن خيال البشر لا يمكن مضاهاته، ولا يمكن لآلة أن تكتب مثلًا قصة تحمل أبعاد ومعاني معقدة أو تقدم عواطف مركبة، ومع ذلك فالعلم يفاجئنا كل يوم، خاصة أن الذكاء الاصطناعي أساسًا هو من صنع البشر، وحتى لو نجح في خلق الفن، فالسبب أن البشر هم من صنعوه في الأساس. والأيام القريبة القادمة سوف تثبت لنا صحة أو خطأ توقعاتنا.