الملتقى العالمي الخامس للدبلوماسية الثقافية

الفجر الفني

المؤتمر العالمي للدبلوماسية
المؤتمر العالمي للدبلوماسية الثقافية

شهدت القاهرة فعاليات الملتقى العالمي الخامس للدبلوماسية الثقافية في أيام ١٦ و١٧ يوليو الماضيين، ويشرف عليه د. عبدالحميد عبدالله الرميثي- أمين عام الملتقى والرئيس التنفيذي للهيئة الدولية للتسامح-  ويهدف إلى تقديم نماذج حيَّة وتجارب عملية على جدوى الدبلوماسية الثقافية والتي تعني بناء جسور التواصل بين الثقافات والجنسيات والمجموعات المختلفة بناء على الاحترام المشترك مع عدم المساس بالقيم الثقافية والمجتمعية لأي مجموعة.

بدأ المؤتمر بكلمة الرئيس الفخري للملتقى الأستاذ أحمد باديب تحدث فيها عن الدبلوماسية الثقافية، وكيف أصبحت مطلبا على رأس قائمة أولويات ومتطلبات الهيئات الحكومية والخاصة وذلك في ظل عصر التحالفات المؤسسية وضمن مسارات الاستدامة الاقتصادية والمجتمعية، كما تضمنت جلسات الملتقى مداخلة من الواقع العالمي والثقافي اللواء طارق المهدي، وكلمة عن الثقافة والتجارة لسعادة الأستاذ عبدالرحمن العطيشان، وشارك الدكتور كمال مغيث بكلمة مهمة عن العرب والعروبة في الغناء المصري: نموذج الدبلوماسية الثقافية.

وشهدت الجلسة الثانية عدد من الموضوعات الهامة منها:كلمة عن البعد الاقتصادي في الدبلوماسية الثقافية 
لسعادة السفير محمد بيومي، وكلمة عن البعد السياسي العربي في الدبلوماسية الثقافية لسعادة السفير محمد الربيع، وكلمة عن الأمن المائي والغذائي قاسم مشترك لبناء جسور التواصل للدكتور أشرف عمران وكلمه عن أثر التاريخ في تجسير الدبلوماسية الثقافية  للدكتور حسن السعدي.

وفي كلمته في افتتاح المؤتمر  قال زين أمين إن الملتقى تعبير صادق عن بناء جسور التفاهم بين الشعوب المختلفة من خلال أهمية التعرف على الثقافات الأخري وتقديرها، حتي يتمكن البشر من أن يتجاوزوا الصور النمطية والتحيزات الفكرية فالفهم الواسع للثقافة المتبادلة يعزز الإحترام بين الدول والشعوب ويقلل من إحتمالات نشوب الصراعات العالمية كما نشاهدها اليوم ونكتوي بنيرانها، وأن الدبلوماسية الثقافية تعمل على تعزيز العلاقات بين الدول من خلال الموسيقي والفنون والمعارض الدولية والمهرجانات والبرامج التعليمية التي تعمل على بناء جسور علاقات أقوى وأكثر إستقرارا، فهي منصات للحوار  والتعاون بين دول العالم أجمع،  الدبلوماسية الثقافية تلعب دورا حاسما في دعم عمليات السلام والتعايش والتصالح، ولها أيضا دورا تشجيعيا في تعزيز الهوية الثقافية بما يحقق الإستقرار الإجتماعي والسياسي والتنوع الثقافي.

وأشار في كلمته إلى  أن المملكة العربية السعودية تقدم أحدث نموذج لتطبيق إستراتيجيات الدبلوماسية الثقافية العالمية، وذلك من خلال رؤية  2030،  حيث نشاهد تلك الأنشطة الضخمة مثل موسمي الرياض وجدة  ومعارض الطب  والتقنية والتكنولوجيا ومعارض الكتاب العالمية ومهرجان سينما البحر الاحمر .. وأخيرا مهرجان مسابقات الألعاب الألكترونية العالمي والذي يستمر لعدة أسابيع إلى جانب برامج التعليم والتبادل الأكاديمي بين الجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية .. وأيضا التعاون مع منظمات الأمم المتحده واليونسكو بهدف تعزيز التراث الثقافي العالمي .. الخ.

كما أشاد ونوه عن الدور الرائد للدكتور عبدالحميد الرميثي على جهوده في نشر الوعي المجتمعي في إطار الدبلوماسية الثقافية وغيرها من أطر التقدير والإبداع والإبتكار والإعتراف بالجميل لأجيال سبقتنا بالعمل والإنجاز.

وفي كلمته عن مرئيات عن " أثر التاريخ فى تجسير الثقافة الدبلوماسية" تحدث  ا.د/ حسن السعدى قسم التاريخ و الآثار- كلية الآداب - جامعة الإسكندرية وقال: نظراً لكون التاريخ أحد أهم سبل القوة الناعمة فى التلاقى الثقافى، فإن التبادل المعرفى المستدام يمكن أن يجعل منه قوة دافعة للأمام، لا قوة "إرتجاعية" –إن جاز التعبير و ذلك بعدم حصره  فى الماضوية بكل مفرداتها مما يؤدى إلى إعاقة الرؤية الإستشرافية التى هى عماد الدفع المستقبلى. و يزيد الطين بلة إذا ما إكتنفت هذه الماضوية حالة من حالات القداسة الأسطورية أو التابوهات السياسية و الدينية التى تتحكم فى موضوعية الرؤية التاريخية أيا ما كانت، لاسيما إذا ما إعتبره البعض بمثابة الإرادة الربانية و أن الإنسان أداتها فى التحقق. كما تأتى السردية التقريرية لتنتقص من تأويلية السرد، بحيث يصبح الطرح التاريخى فى ضوء القراءة الوثائقية حالة من الأرشفة الممنهجة لا تمت للمعرفة التاريخية إلا بالإطار المعلوماتى. و أخيراً فإن التخلى عن دعاوى الأبوة الحضارية و البنوة بالتبعية التى عرفها التاريخ الإنسانى منذ الهيمنة الرومانية و حتى القوى العظمى فى العصر الحديث، من شأنه أن يجعل من التاريخ عنصراً محرراً من قيود التبعية حتى لو كانت بصيغة "الدولة الأولى بالرعاية".  
كما نوه عن كيفية أن يصبح التاريخ من مصادر القوة الناعمة ومن ثم التجسير الثقافى للدبلوماسية  فذلك يتوقف على عدم تناوله كعلم تفاؤلى يقتصر على الأخبار الطيبة – حسبما يرى البعض-. إذ أن الإعتراف بالتعديات التى لا تسقط بالتقادم مثل جرائم التصفية العرقية أو إستخدام الأسلحة المحرمة أو دعاوى التصفية المعنوية قبل الجسدية و غيرها من شأنه أن يجعل منها عنصرا قوياً يفضى إلى الإعتذار أو التعويض بأشكاله المختلفة، كأحد اهم مراحل التجسير الدبلوماسى قبل أن تليها المراحل الملتزمة بأطر التعايش السلمى و دعم ثقافة الإختلاف لفهم الآخر و من ثم قبوله. إذ أن ما عداه سيظل مكرساً لحالة من حالات التنافر المعرفى COGNITIVE DISSONANCE و ما يستتبعه من مغبة الإستقواء أو الإقص
 ويأتي الملتقي ضمن سلسلة تنظمها الهيئة الدولية للتسامح هي هيئة مهنية تاسست في الولايات المتتحدة الامريكية ومن خلالها تم تسجيلها في الامارات العربية المتحدة كوحدة تنظيمية مستقلة تنظيميا وماليا ولكنها مرتبطة مهنيا مع الاصل وللهيئة الدولية للتسامح مجلس امناء ومجلس استشاري ومن ملتقياتها:
المؤتمر الاول للتسامح عبر الثقافات 2022  البانيا 
المؤتمر العالمي الثاني للتسامح عبر الثقافات 2023  كوسوفو 
الملتقى الخليجي الثالث للدبلوماسية الثقافية 2023 الامارات العربية المتحدة 
المؤتمر العالمي الرابع للدبلوماسية الثقافية 2024 الامارات العربية المتحدة 
الملتقى العالمي الخامس للدبلوماسية الثقافية 2024 جمهورية مصر العربية