بين الطفولة القاسية والفن.. رحلة حياة شريفة ماهر

الفجر الفني

شريفة ماهر
شريفة ماهر

ودعت الساحة الفنية مساء أمس، السبت 26 أكتوبر، الفنانة شريفة ماهر عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد مسيرة طويلة أثرت فيها السينما المصرية بأدوار قوية وشخصيات مميزة، ومن المقرر أن يتم تشييع جثمانها ظهر اليوم، الأحد من مسجد مصطفى محمود.

حديث شريفة ماهر عن الموت قبل رحيلها

 

قبل وفاتها بثلاثة أشهر، تحدثت شريفة ماهر في مقابلة صحفية بخصوص مرضها وصعوبة حركتها بسبب عدة كسور تعرضت لها، مما أجبرها على البقاء داخل شقتها في منطقة المهندسين، حيث كانت تذكر الموت بتسليم ورغبة في ألا تغادر الحياة إلا على أرض مصر.

تفاصيل حادث السقوط الذي أضعف حركتها

 

أوضحت الفنانة الراحلة أنها تعرضت لحادث سقوط من السلم أثناء حضور حفل زفاف، أدى إلى كسر في يدها وقدمها، مما جعل حركتها محدودة للغاية، وكانت تعتمد على أخصائي علاج طبيعي لمساعدتها في المنزل، وذكرت أنها تحتاج لعملية جراحية في كتفها، لكنها فضلت عدم السفر للخارج لإجراء الجراحة، مبررة ذلك برغبتها في ألا تفارق الحياة خارج أرض مصر.

مخاوف دينية حول الدفن خارج مصر

 

عبّرت شريفة ماهر عن قلقها من أن يدفن جسدها خارج مصر، حيث قالت: "أنا متدينة منذ الصغر ولا أريد أن أُدفن في مقابر غير المسلمين."

 

وأكدت على اهتمامها بمتابعة حالتها الصحية مع طبيب نقابة المهن التمثيلية، حيث قدم لها النصيحة الطبية اللازمة بشأن عملية كتفها.

البدايات الصعبة لطفولة قاسية

 

وُلدت شريفة ماهر، واسمها الحقيقي هدى ماهر، عام 1932 بمدينة حلوان ودرست في مدارس فرنسية، لكنها عاشت طفولة مليئة بالتحديات، إذ زوّجها والدها في سن الخامسة عشرة، وانتهى زواجها سريعًا بالانفصال، لتعود مرة أخرى للتركيز على تحقيق أحلامها في عالم الفن.

بدايات متواضعة ومثابرة نحو الشهرة

 

دخلت شريفة ماهر مجال التمثيل بأدوار صغيرة، وشاركت في بعض الأفلام الأجنبية بفضل إتقانها للغتين الفرنسية والإنجليزية. 

 

واجهت تحديات عديدة حتى وصلت إلى الشهرة، ولكنها أثبتت موهبتها في التمثيل وتميزت بصوتها الجميل، مما أهلها لأداء أول بطولة لها في فيلم "بلد المحبوب" عام 1951.

محطات فنية خالدة في مسيرة شريفة ماهر

 

استمرت شريفة ماهر في تقديم أعمال فنية ناجحة، وكان آخر أعمالها مسلسل "عزيز على القلب" عام 2008 قبل أن تعتزل الفن بسبب وعكة صحية. 

 

وقد قدمت العديد من الأعمال التي حفرت اسمها في ذاكرة السينما، منها "إزاي أنساك"، "إسماعيل يس في البوليس"، "الفانوس السحري"، "قصر الشوق"، و"رجل له ماضي".

ختامًا، برحيل شريفة ماهر تفقد الساحة الفنية نجمة تركت بصمة قوية وأثرًا خالدًا في قلوب محبيها، حيث ودعت جمهورها وبلدها بكل فخر وعزة، لتبقى ذكراها حيّة عبر أدوارها وشخصياتها السينمائية.