في ذكرى وفاة زكي طليمات.. "رائد المسرح المصري" الذي أعاد صياغة الفن العربي
تحل اليوم الأحد، ذكرى وفاة الفنان الكبير زكي طليمات، أحد أعمدة المسرح المصري والعربي، ورائد نهضة المسرح الحديث، والذي غيّر بلمساته الإبداعية وجه المسرح في المنطقة العربية. ورغم مرور 42 عامًا على رحيله، يبقى طليمات حاضرًا في أذهان محبيه وتلاميذه، باعتباره المخرج والمبدع الذي خطّ مسارًا جديدًا للفن المسرحي، بفضل أعماله التي تجاوزت حدود الزمن.
ويبرز جريدة وموقع الفجر عن أبرز المحطات الفنية لـ زكي بطليمات
إرث مسرحي خالد
في مسيرة حافلة بالإبداع، قدم زكي طليمات مجموعة من أبرز الأعمال المسرحية التي لا تزال تشكل حجر الزاوية في تاريخ المسرح العربي. من بين أبرز إبداعاته: "أهل الكهف"، "ابن جدا"، "صقر قريش"، و"مضحك الخليفة أبو دلامة"، وهي مسرحيات جسدت قدرة طليمات على المزج بين العمق الفني والإيقاع المسرحي الجذاب. كما برع في الترجمة المسرحية، مقدماً تحفًا أدبية مثل "الجلف" لتشيكوف، و"الوطن" لسارود، لتتخطى إسهاماته حدود الإبداع المحلي، وتلامس العالمية.
السينما تكشف وجهًا آخر للإبداع
لم يكتفِ طليمات بالمسرح، بل اقتحم عالم السينما ليقدم بصمات خالدة، أبرزها دوره المؤثر في فيلم "الناصر صلاح الدين"، حيث جسد شخصية آرثر، وهي شخصية ستظل عالقة في أذهان عشاق السينما. كما شارك في أفلام بارزة مثل "نشيد الأمل" و"العامل"، مؤكدًا قدرته على التنقل بسلاسة بين التمثيل والإخراج.
من حياة شخصية غنية إلى إرث لا ينسى
على الصعيد الشخصي، شكلت حياة زكي طليمات محورًا آخر من التميز. فقد تزوج من رائدة الصحافة روزا اليوسف، والتي أنجب منها ابنتهما آمال طليمات، قبل أن ينفصلا ويتزوج من الفنانة إحسان شريف، التي اشتهرت بأدوارها اللافتة في السينما المصرية، مثل شخصية الحماة في فيلمي "إشاعة حب" و"أم العروسة".
معهد التمثيل.. حلم تحقق
لم يكن زكي طليمات مجرد فنان، بل كان معلمًا ومؤسسًا لأجيال جديدة من المبدعين. فهو أول مدير لمعهد التمثيل، الذي خرّج عمالقة الفن المصري، وأرسى دعائم التكوين الأكاديمي للمسرح، ليصبح المعهد منارة لتعليم الفنون المسرحية في العالم العربي.
جوائز وتكريمات تستحق الذكر
نال طليمات خلال حياته عدة جوائز مرموقة، منها جائزة الدولة التشجيعية والتقديرية في الفنون الأدبية، وهي شهادات على إسهاماته العميقة في إثراء الفن المصري والعربي.
42 عامًا على الغياب.. والحضور مستمر
رحل زكي طليمات عن عالمنا في 22 ديسمبر 1982، لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا خالدًا، لا يزال يلهم الأجيال الجديدة من الفنانين. كان طليمات أكثر من مجرد فنان؛ كان رمزًا للعطاء والابتكار، ومثالاً يُحتذى به لكل من يسعى لتقديم الفن الهادف.