"الرمادي" يثير نقاش الجمهور على مسرح الهناجر ضمن القاهرة المعاصر والتجريبي (صور)
استقبلت خشبة مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية مساء أمس، فعاليات إقامة العرض المسرحي "الرمادي"، وذلك في ليلته الثانية، ضمن فعاليات الدورة الــ 23 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر برئاسة الدكتور سامح مهران، وأقيم العرض وسط حضور جماهيري كبير ووجهوا التحية لفريق العمل الذي يضم كلًا من الممثلين، إنجي جلال، دعاء شوقي، محمد عبد المعز، محمد علي حزين، ميسون محفوظ، جمعة محمد، حسن عزام، دعاء حمزة، عزت زين، عبد الرحمن ناصر، محمود سليم، باسل محمد علي، سما محمد، علي مساعدي.
تدور فكرة العرض الرئيسية حول إما نعيش معًا في رحابة الاختلاف أو نموت جميعًا على خلاف، تقع أحداث العرض فى مقاطعة اوشيانيا الكبرى التابعة لانجلترا في عالم لا تهدأ فيه الحرب والرقابة الحكومية والتلاعب بالجماهير، والعرض مأخوذ عن رواية "1984" للكاتب الإنجليزي جورج أورويل وقد استطاعت أن تشتبك بسردها، في قلب أكثر الفضاءات الفكرية إشكالية وخلافية، وهو فضاء الحرب الباردة، التي اندلعت بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، واستمرت معاركها دون توقف، طوال نصف قرن من الزمان تقريبًا، بل إن مصطلح "الحرب الباردة cold war" نفسه كان من صياغة أورويل، وهو الآن مسجل باسمه في قاموس أوكسفورد للغة الإنجليزية.
قالت عبير علىّ، مخرجة العرض، إن رواية "1984"، تتحدث عن الحكومات الشمولية، لكن في عرض "الرمادي" كنت معنية بمفهوم الاختلاف، ومنحازة للتعددية، والاختلاف، وأثناء اختياري للديكور والملابس، حرصت على اختيار زي موحد، ولون موحد، وهو الرمادي، لأنه لون باهت وفاقد للحياة، ليكون دلالة على أبطال العرض الذين يتحولوا في دولة أوشينيا إلى مواطنين يتجسسوا على بعض، وفاقدين للحياة.
وعقب انتهاء العرض أثير عدد من النقاشات بين الجمهور، وقالت الناقدة أمل ممدوح، إن العرض المسرحي "الرمادي" يدفع المتلقي إلى التفكير في كثير من المعاني، والأفكار التي يطرحها العرض، وهو من أفضل العروض المسرحية التي عُرضت ضمن فعاليات المهرجان، إلى جانب العرض العرض المكسيكي وعرض "روح"، والعرض الأمريكي.
وقال أحمد عبد السلام أحمد، أحد الذين حرصوا على حضور العرض، إن "الرمادي" مبهر في فكرته، وأداء أبطاله، وكيف أن جميعهم يرتدون نفس الملابس دليل على عدم التنوع في بيئتهم، كما يناقش العديد من الأفكار السائدة في الدول الفاشية والديكتاتورية، ولذلك فهو عرض رائع بامتياز.