"لبلبة".. إمبراطورة الدراما التلفزيونية المتعايشة مع البخيل!
تحل اليوم الإثنين 14 نوفمبر الجاري، ذكرى ميلاد النجمة الكبيرة لبلبة فهي من مواليد منطقة مصر الجديدة بالقاهرة ووالدتها من منطقة غمرة، أما والدها فكان من مدينة الإسكندرية، وتتمتع لبلبة، بابتسامة دائمة، تشبه من خلالها ابتسامة الموناليزا، وهي متميزة فنًا وخُلقًا ودائمًا تتمتع بالسيرة العطرة فى الوسط الفنى وخارجه.
وجسدت "إمبراطورة الداما التلفزيونية" دور "حميدة"، وتألقت فيه أمام الزعيم عادل إمام، في مسلسلها الأخير "مأمون وشركاه"، وهذا الدور يعد تجسيدًا لمستويات الإبداع المتعددة فإذا كان الزعيم عادل إمام، هو إمام الإبداع العربي الذي يستطيع أن يتحول من مجرد نجم على شاشات السينما إلى نجم تلفزيوني وأصبح أسطورة فنية يتحدث عنها العالم العربي، وقدّم لنا مسلسل "مأمون وشركاه"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وأثار جدلًا وإتهامات وهجوم على مواقع السوشيال ميديا بسبب التطبيع بعد ظهور أسرة يهودية ضمن أحداث العمل.
وصبّ الزعيم خبرة السنوات من خلال تقديمه لشخصية البخيل حيث خرج عن الأطر التقليدية للشخصية إلى آفاق بعيدة فانتقل من موقف كوميدي إلى آخر ببراعة ورشاقة وأظهر الجانب الإنساني في شخصية البخيل الذي رأي في تصرفات الآخرين سفًا وتبذيرًا لا فائدة منه وقدم علاقته بأسرته وأولاده من منظور الأبْ الذي لا يتفق مع تصرفاتهم وإختياراتهم في الحياة.
فـ لبلبة، تعايشت مع هذا البخيل وخطفت منه الأضواء حيث كان لديها سلاسة وقدرة على الإنتقال من شخصية السيدة المنكسرة المغلوبة على أمرها إلى المرأة القوية المتمردة لا تغير شخصيتها وشكلها، تركت السنين آثارها على وجه هذه السيدة المنكسرة بنبرة صوت حزينة توحي المعاناة مع زوجها البخيل الذي لا يهتم إلا بالمال فجمعت في نظرتها بين وجع الروح واليأس من تغيير الحال.
ورأينا الملابس التقليدية لهذه الشخصية كانت شديدة القتامة وضعتنا أمام إمرأة ماتت وهي على قيد الحياة، فكل الأمور توحي بأننا أمام دور تقيليدي لسيدة منكسرة أدارت لها الحياة ظهرها ولكن ببراعة نقلتنا على دور النقيض تمامًا عندما تقرر التمرد على سجن الزوج البخيل فسافرت على فرنسا وأجرت عمليات التجميل وعادت إمرأة متألقة تنبض بالحياة والتغيير كان في كل تفاصيل الشخصية بدءًا من الملابس إلى تون الصوت وتعبيرات الجسد ونظرات العين وصولًا للشخصية القوية التي تقف أمام زوجها لتواجه بخله.
نجاح الشخصية يكمن في القدرة على مجاراة فنان كبير بجحم وموهبة عادل إمام، فهو عادة يستطيع أن يسرق الكاميرا من أي ممثل بالإعتماد على الخبرة والكاريزما وطبيعة مساحة الدور ولكن لبلبة، إستطاعت بمهارة وحرفية أن تفرض حضورها القوي في جميع المشاهد فكانت نِدًا قويًا للزعيم فهنيئًا لها ما قدمت لنا من إبداع، وكل عام ونجمتنا الكبيرة بألف خير وصحة وسعادة.