"النرويج" أول بلد في العالم ينتقل من البث على موجات "إف إم" إلى البث الرقمي
تبدأ دولة النرويج رحلة التخلي عن البث الاذاعي على موجة "اف ام" ليحل محله البث الرقمي، في اجراء ستتبعه دول اوروبية اخرى، وذلك يوم الأربعاء المقبل لتكون بذلك النرويج هي أول بلد في العالم يسير نحو هذه الخطوات.
ويقول مروجو عملية الانتقال هذه ان البث الاذاعي الرقمي الارضي
يحسن نوعية الصوت، ويتيح زيادة عدد المحطات ويغنيها، مع كلفة بث اقل بثماني مرات من
البث على موجات "اف ام" الذي انطلق في العام 1945 في الولايات المتحدة.
ويتيح نظام البث الرقمي تغطية افضل واعادة الاستماع الى برنامج
ما سبق بثه، ويسهل ارسال الانذارات في حال وقوع كوارث طبيعية او حالات طارئة، وفقا
للسلطات النروجية.
ويقول اوليه يورغن تورفمارك، مدير شركة النروج الاذاعية الرقمية
"الفرق الاكبر والسبب الرئيس وراء هذا التحول التكنولوجي الكبير هو اننا نريد
ان نقدم خدمة افضل لكل السكان"، ولتأمين انتقال سلس الى البث الرقمي في النروج،
البلد المعتمد بكثرة على التقنيات الحديثة، يتعايش هذا النمط من البث مع البث الاذاعي
العادي "اف ام" منذ العام 1995.
وتعتمد 22 محطة البث الرقمي وتبقى هناك امكانية لبث عشرين
محطة اخرى، في الوقت الذي لا يتسع فيه النظام القديم سوى لبث خمس محطات.
يرى كثيرون ان هذا الانتقال لم تنضج ظروفه بعد، واظهر استطلاع
نشر في كانون الاول/ديسمبر الماضي ان 66 % من النروجيين يعارضون الغاء البث على موجات
"اف ام" مقابل 17 % يؤيدونه.
يستند قرار الانتقال الى البث الرقمي على نقاط قوة منها ان
74 % من السكان مزودون بأجهزة تتيح لهم التقاطه، غير ان المشكلة الاكبر سيعاني منها
السائقون، اذ ان ثلث السيارات فقط مزود باجهزة لالتقاط البث الرقمي.
ومن الممكن معالجة هذه المشكلة بشراء جهاز خاص يراوح سعره
بين الف كورون والفين "110 الى 220 يورو"، او ابدال جهاز الراديو القديم براديو رقمي جديد.
ويقول ايفيد سيتوف وهو متقاعد في السادسة والسبعين من العمر
"هذا القرار احمق لاني لا احتاج الى مزيد من المحطات عن تلك الموجدة اصلا"،
ويضيف "الكلفة مرتفعة، انتظر ان تنخفض اسعار الاجهزة لاشتري واحدا لسيارتي".
وهكذا، سيكون البث الرقمي اقل كلفة على المؤسسات الاذاعية،
لكنه سيكون اكبر كلفة على المستمعين.
ويقول تورفمارك "لا داعي للقلق، كلما كان هناك تغير
تقني كبير يطرح البعض اسئلة وينتقدون هذا التغير"، مضيفا "نصف المستمعين
الآن يتابعون محطات لم تكن لتبث لولا هذا النظام".
- دول اوروبية على الطريق -
السبب الاهم الذي جعل النروج رائدة في الانتقال الى البث
الرقمي هو جغرافيتها، من المضائق المائية والجبال الى توزع السكان على مساحة مترامية،
وهي عناصر تجعل من البث على موجات "اف ام" امرا مكلفا.
يبدأ توقف البث على "اف ام" في منطقة نوردلاند
الشمالية، وذلك عند الساعة 11,11 بالتوقيت المحلي "10,11 ت غ" من يوم الاربعاء
11 كانون الثاني/يناير، ثم يتسع نطاق الانتقال الى عموم مناطق البلاد، وحينها ستصبح
ملايين اجهزة الراديو لا وظيفة لها سوى ان تشهد على حقبة من البث الاذاعي طواها الزمان،
ثم ستحذو دول اوروبية عدة حذو النروج، من سويسرا والدنمارك الى بريطانيا.
وفي فرنسا، بدأت محطات اذاعية بالبث الرقمي اضافة الى البث
العادي، لكن مؤسسات اذاعية كبرى مملوكة للقطاع الخاص وكذلك "راديو فرانس"
رفضت الانخراط في هذا المسار معتبرة ان البث الرقمي مكلف جدا ويمكن ابداله بالبث عبر
الانترنت.
اما في المانيا، فقد حدد موعد الكف عن البث على موجات
"اف ام" في العام 2015، لكن مجلس النواب الغى هذا القرار في اكتوبر من العام
2011.