طارق الشناوي يكتب: "8 ملايين جنيه من جيب مبارك لإنقاذ طلعت زكريا!!"
أعلن طلعت زكريا، بكل حب وتقدير، أن الرئيس
الأسبق حسنى مبارك دفع من جيبه الخاص 8 ملايين لكى يساهم فى علاجه، لم يرض الرئيس أن
يصدر قرار بعلاجه على نفقة الدولة، من فرط التقدير أراد أن يتحمل شخصيا التكاليف، سوف
يسأل الناس كيف لرئيس الجمهورية أن يمتلك هذا الرقم فى حسابه، بالطبع المفترض أن من
يتبرع بتلك الملايين يمتلك عشرات، إن لم يكن مئات مثلها، جاءت تلك المعلومة فى حوار
نشره طلعت، أمس، على صفحات الوفد أجراه الزميل صفوت دسوقي.
تفسيري الشخصي أن طلعت، مثل أغلب الفنانين،
لا يقرأ أبعاد الصورة، فهو أراد أن تصل الرسالة لتؤكد مدى حب الرئيس له، وأيضا كيف
أن الرئيس لا يريد أن يحمل ميزانية الدولة شيئا، فقرر أن يضع يده فى جيبه الشخصي، رغم
أن منطق الأمور يقضى بأن العلاج تم فعلا على نفقة الدولة.
كان من المفترض أن نجد طلعت زكريا بصدد
تقديم فيلم «حاتي الرئيس» والذي يعتبر بمثابة الجزء الثالث لسلسلة (طلعت والرئيس)،
بعد أن قدم قبل 10 سنوات الجزء الأول «طباخ الرئيس»، وكان بصدد، ومبارك في الحكم، تقديم
الجزء الثاني «حارس الرئيس»، مبارك شاهد «طباخ الرئيس» وكان كثيرا ما يضحك على مفارقات
الطباخ مع الرئيس، وكسر الخط الوهمي بين الممثل والشاشة، وهكذا استدعى فى الصباح الباكر،
وقبل التنحي بأربعة أشهر فقط، طلعت زكريا إلى القصر لمقابلته، ويومها قرر طلعت أن يُطلعه
على الجزء الثاني «حارس الرئيس»، الفكرة التي كتبها يستكمل بها «طباخ الرئيس»، وأعلن،
بعد اللقاء مباشرة، أن الرئيس وافق على كل التفاصيل، وأنه يتحدى الرقابة التي لا يمكن
أن تعترض بعد موافقة مبارك، أكثر منذ ذلك قال إنه مكلف من قبل مبارك بوضع خطة إعادة
(عيد الفن) الذي توقف طوال عهد مبارك، وهو ما أثار قطعا تحفظ فاروق حسنى باعتباره وزير
الثقافة، ولو فكر الرئيس في عودة عيد الفن، ينبغي تكليفه بذلك.
كانت مؤسسة الرئاسة قد انزعجت من هذا اللقاء
المفاجئ، ومن الممكن أن تلاحظ ذلك من خلال التغطية الصحفية والإعلامية، حيث حرصت، وعلى
غير العادة، أن تضع الخبر في صفحة داخلية وليس الأولى كما هو معتاد، ولم يمض سوى أسبوع
أو عشرة أيام والتقى مبارك عددا من النجوم، حتى لا يبدو الأمر وكأن الرئيس لا يدرك
أن هناك نجوما كبار كان الأولى به أن يقابلهم، بعدها بأسبوع فقط تم لقاء لكبار الكتاب
وكأنه أحد توابع لقائه مع زكريا، الرئيس قطعا لم يحسبها سياسيا بل إنسانيا، فهو قد
أحب طلعت زكريا، ووجد فى لقائه نوعا من الانتعاش، فلم يضع أى اعتبارات أخرى، المؤكد
أن فيلم (طباخ الرئيس) لعب دورا محوريا في تأكيد تلكي المكانة الخاصة التي حققها طلعت
لدى مبارك، وبدون أن تكون لدى معلومة موثقة، فإن الذي سمح بعرض الفيلم هو مؤسسة الرئاسة،
فلا يمكن تصور أن الدائرة القريبة من الرئيس التي لم تسمح بتداول فيلم (زواج بقرار
جمهوري) إلا بعد أن شاهدته رغم أنه في النهاية يقدم صورة إيجابية للرئيس، فهو ابن البلد
الشهم الذي يذهب فوق السطح ليشارك هاني رمزي فرحه وفرحته تنفيذا لرغبته، وكالعادة يدين
حاشية الرئيس، هذا الفيلم لم تستطع الرقابة تمريره قبل أكثر من 15 عاما إلا بعد الحصول
على ضوء أخضر من أسرة الرئيس، تشير هذه الواقعة إلى أن (طباخ الرئيس) مر بنفس السيناريو.
تظل إدانة الحاشية واحدة من عناصر تمرير
فكرة حب الرئيس، وهو تحديدا ما حرص عليها (طباخ الرئيس) فأنت بعد الفيلم توجه كل غضبك
للدائرة القريبة من الرئيس، التي تحجب عنه كل الحقيقة.
هذا طبعا ممكن حدوثه على الشاشة ولكن للواقع
دائما حسابات أخرى، وهكذا فإن حديث الـ8 ملايين جنيه التى تبرع بها الرئيس الأسبق،
ستثير عشرات من علامات الاستفهام، رغم أن زكريا قالها وبراءة وحب الأطفال فى عينيه.
نقلًا عن "المصري اليوم".