انطلاق منتدى"صلاح جمالي" في دورته الأولى بمكتبة الحضارة الإسلامية (صور)
استضاف قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، اليوم السبت، الدورة الأولى لمنتدى"صلاح جمالي..عاشق تحقيق التراث" برئاسة الباحث محمد صلاح جمالي مؤسس المنتدى، بمشاركة الكاتب مصطفي موسى محقق التراث بدار الكتب المصرية سابقًا، والدكتور خالد فهمي أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة المنوفية والرئيس الأسبق لدار الكتب المصرية، وذلك بمقر مكتبة الحضارة الإسلامية بالقلعة.
أوضح الباحث محمد
جمالى فى بداية كلمته، أن المنتدى يهدف إلى تخليد ذكرى صلاح جمالي وتقديم العديد من
الأنشطة الثقافية التطوعية في مجال تحقيق التراث، من محاضرات وندوات وورش مجانية وكتب
تراثية مهداة لجمهور المنتدى، إلى جانب تكريم البارزين في ذلك المجال من الراحلين والحاليين،
عقب ذلك كرم اسم الراحل منير المدني الباحث ومحقق التراث بدار الكتب المصرية، ووفاء
الأعصر المدير العام الأسبق لمركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، والكاتب مصطفي
موسى محقق التراث بدار الكتب المصرية سابقًا، الدكتور خالد فهمي أستاذ العلوم اللغوية
بكلية الآداب جامعة المنوفية والرئيس الأسبق لدار الكتب المصرية.
أعقب التكريم جلسة
علمية حول "كتاب الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك بين النشر وتحقيق الواقع والمأمول"
تحدث خلالها الكاتب مصطفي موسى، عن كيفية نشأة فكرة عمل الكتاب حين كان الكاتب فى بعثة
بفرنسا هدفها الرئيس دراسة العلوم الهندسية، فوجد رجل فرنسى قام بعمل كتاب عن فرنسا
بمدنها ومن هنا تفجرت فكرة إنشاء كتاب مشابه وعند عودته لمصر عاود القراءة فى الخطط
التى سبقته وكان أشهرها كتاب المقريزى، وأضاف أن الكتاب يتحدث عن العصر الفاطمي وصولاً
لعصر الخديوي توفيق، وصدر الأمر من الخديوى بطباعة هذا الكتاب بمطبعة بولاق التى انشأها
محمد على باشا من سنة 1888 وانتهت طباعته 1889، وبعد فترة قررت هيئة تحقيق التراث متمثلة
فى دار الكتاب ـ قبل إنفصال دار الكتب عن الهيئة ـ إعادة طباعة هذا الكتاب من الجزء
الأول وحتى الجزء الحادى عشر، ثم قامت دار الكتب (بعد الإنفصال) بإعادة طباعة الكتاب
مرة أخرى، تولى خلالها موسى الجزء الثاث عشر وتعامل مع الكتاب كمخطوط وأراد إضافة بعض
الهوامش ولكن فى هذه المرحلة أصر المسئولون عن الطباعة، على طباعة الكتاب كما هو دون
إضافة هوامش أو ماشابه ولكن فى النهاية إستطاع موسى الإبقاء على القليل من الهوامش.
يرى موسى أن كتاب
الخطط يحتوى على الجغرافيا السياسية والاجتماعية معا، لأن الكاتب تناول الأماكن الشهيرة
والتراثية والعلامات المميزة لكل مكان ذاكراً أشخاص وأعلام المكان بكل تفاصيلهم، وقال
إنه رغم أهمية الكتاب الشديدة إلا أنه لم يلقى العناية الواجبة له إلى يومنا هذا نظرا
لوجود بعض الأماكن والعلامات المميزة التى هى فى حاجة إلى مزيد من الشرح والهوامش ولهذا
فهو بحاجة إلى التحقيق مرة أخرى، وذكر موسي أن الجمالى كان من أحد أعضاء اللجنة التى
ستقوم بإعادة تحقيق ذلك الكتاب، وقد بذل جهدا كبيرا فى فترة الجمع بين الدار والهيئة
للموازنة بين المطابع والباحثين.
من جانبه قال الدكتور
خالد فهمى، إن هذا المنتدى يفتح الأفق لرصد وبحث بعض أشكال القصور، على رأسها وجوب
وضع معجم للمحققين المصريين حيث أن الأمة المصرية هى الرائدة فى مجال تأسيس القواعد
لعلم التحقيق على مستوى الإنتاج فى صدور كتب تحمل مسمى التحقيق، ومن هنا جاءت ضرورة
وجود معجم يرصد شكل من أشكال تكوينهم العلمي بأقسامهم المختلفة التى تخرجوا فيها، مشيرا
إلى مفهوم كلمة "مخطوط" وكيف ينعكس الفهم الحقيقى لهذه الكلمة فى عملية تحقيق
الكتب، وكيف أنه لو أمكن اعتبار أوائل المطبوعات مخطوطا سيسهم بشكل كبير فى عملية التحقيق،
كما تحدث عن مفهوم " الخطط " مؤكداً أن كل تصميم فى خطط البلدان العربية
جاء استجابة ذاتية لمفهوم الإنسان عن العمران وليس تقليداً للغرب، واستدل فى وجهة نظره
هذه بكتب المقريزى، ووجه دعوة فى ختام حديثه لكل محقق، لمشاركة الناس معجمه الخاص،
حتى يعى الكل مايمر به المحقق وعملية التحقيق من مراحل .
حضر المنتدى لفيف
من كبار الكتاب والنقاد والباحثين منهم الدكتور الأردنى عودة الله منيع القيسى، أستاذ
اللغة العربية والتفسير بجامعة عمان الأهلية بالأردن سابقاً، والناقد معتز محسن، والإذاعى
مصطفى الحسينى مدير عام إذاعة فلسطين سابقاً، واختتم المنتدى بمشاركة عدد من السادة
الحضور بأسئلتهم، أعقبها جولة بمكتبة الحضارة الإسلامية بإعتبارها معلماً أثريا، وجولة
أخرى سياحية لجامع السلطان حسن.