سمسم شهاب: اكتشفت موهبتي من تلاوة القرآن وأتمنى شطب أوكا وأرتيجا من النقابة (حوار)
*"شيبة" وصل باحترامه عن باقي المطربين وتنبأت بنجاحه
*المهرجانات الشعبية "صداع" ومن يسمعها مريض نفسي
*أتمنى شطب أوكا وأرتيجا من نقابة المهن الموسيقية
*مطربين كبار قعدوا في بيوتهم من وراء المهرجانات الشعبية
*لو بإيدي زمام الأمور لمجال الفن الشعبي "هخربها وأجيب عاليها واطيها"
*حلمي بكر تجنبه الصواب عندما طلب من الليثي الغناء في الأوبرا
*محمود الليثي تعدى مرحلة النصيحة ومن يفكر في ذلك سيكون محل اتهام بـ"الحقد"
*إجازتي بقضيها في البيت وأعكف على قراءة القرآن الكريم
واحد وثلاثين عامًا هو عدد السنوات التي قضاها في الغناء الشعبي، سنة تلو الأخرى وهو يحمل على عاتقه تقديم الكلمة الراقية لجمهوره، قطع عهد على نفسه أن يقف أمام هوجه السبوبة، وتقديم الأعمال التي لا تناسب تاريخ صعوده مع جيل من عمالقة الفن الشعبي بمصر، والتي سيطرت أيضًا على مجال الفن الشعبي منذ وقت طويل، ليس كغيره من الفنانين الذي استغلو جميع الوسائل من أجل النجاح والحصول على الشهرة.
هو سمسم شهاب المطرب الشعبي الذي ولد من رحم منطقة القومية العربية بإمبابة، والمصنفة على أنها منطقة شعبية حتى النخاع، وسرعان ما تتأثر بالجديد من ألوان الغناء كالمهرجانات الشعبية التي استغلها البعض لتحقيق شهرة واسعة في أوقات قياسية، إلا أنها في رأي "سمسم" شهرة زائفة ومن يسمعها مريض نفسي، فضلًا عن دخوله عالم التمثيل مؤخرًا، حيث أخذ "سمسم" نصيب الأسد في فيلم سينمائي يحمل عنوان "دفع رباعي".
وعن مشوراه الغنائي، ودخوله عالم الفن، ورأئيه في مجال الغناء الشعبي خلال العشر سنوات الماضية، كان لـ"الفجر الفني" حوارًا خاصًا، وإليكم نص الحوار،،
-في البداية نود أن نتعرف على مشوارك الفني؟
بالطبع الموهبة شىء موجود في الإنسان بالفطرة، ولم تكتشف في يوم وليلة، ولا تدرس أيضًا، وعندما كبرت علمت أنني موهوب، من خلال تلاوتي للقرآن الكريم، وفي وقت من الأوقات كنت أؤذن بمسجد المدرسة، وهو ما فرق معي في مخارج الألفاظ عندما اتجهت للغناء، ثم قصدت الأفراح بالشوارع لأمارس الغناء واستمريت على هذا الحال طويلًأ حتى كونت فرقة خاصة للغناء في الأفراح.
-ما الصعوبات التي واجهها سمسم شهاب حتى أثبت وجوده على الساحة الفنية؟
مثل أي فنان في بدايته، ولكن الأمر أختلف معي كثيرًا، ففي بعض الأوقات كنت أترك المسرح باكيًا من رد فعل المعازيم بالفرح، وعدم اعترافهم بأنني موهوب في الغناء، حتى كونت الفرقة كما سبق وذكرت، وبدأت في إحياء الكثير من الافراح بمصاحبة هذه الفرقة، وأصبحت مطربًا شعبيًا معترف به رسميًا من نقابة المهن.
-هل تتذكر أول أجر أخذته عندما أصبحت مطربًا؟
في الحقيقة لا أتذكر قيمة أول أجر، وذلك لأنني قمت بالغناء في العديد من الأفراح بدون مقابل مادي، لأنني محب للغناء، فكنت أتنازل عن أجري في مقابل أن أقدم أغنية أو أثنين، وعندما أصبحت مطربًا فعليًا أجري لم يزيد عن 10 جنيهات لي وللفرقة.
-كيف استقبلت الأسرة دخولك عالم الغناء؟
لم يوافقوا على الأطلاق، ولكن شغفي بالغناء، جعلني مُصرًا على الاستمرار في سعي وراء تحقيق هذا الحلم، وبالفعل عندما علم والدي بذلك غضب ورفض دخولي هذا المجال، حتى قبل وافاته بسنوات قليلة، فضلًا عن زوجتي وأولادي، وإلى وقتنا هذا وهم يتمنون أن أبتعد عن الغناء، وأترك مجال الفن تمامًا، مرددين علي بالقول "مجال الغناء الشعبي لا يليق بيك".
-وماذا عن شقيقك أحمد شهاب، وسبب اختفائه؟
أحمد ليس شقيقي فقط بل هو أبني، وأنا من أدخلته مجال الغناء منذ صغره، وهو بفضل الله تجاوز بعض المشاكل التي واجهته خلال الفترة الماضية وكانت السبب في ابتعادة طوال هذه المدة، كما أننا نعمل على طرح أغنية جديد معًا.
-هل انقطعت عن طرح الألبومات؟
لا، لم أنقطع عن طرح الألبومات، الألبوم تاخر فقط لأنني طرحت أكثر من أغنية سينجل خلال العام الماضي، حيث أنني أطرح ألبوم كل ثلاث سنوات، لأنه حق الجمهور علي كمطرب، على الرغم من عدم وجود ربح مادي من وراء ذلك.
-ردك على انك مطرب حزيني فقط؟
بالعكس أنا مش مطرب أحزان كما يقال، ولي العديد من الأغاني الرومنسية والفريحية، ولكن الجمهور هو من يميل للون الحزين، وهو ما جعل اغانيه الحزينة أكثر انتشارا.
-ماذا عن علاقتك الشخصية بالمطرب أحمد شيبة؟
في بداية حديثي أعبر عن سعادتي البالغة بالنجاح الذي حصده "شيبة" خلال الفترة الأخيرة، ودائمًا أنا منحاز لأغانيه لأنه يختار الكلمات القيمة والجميلة، وطوال الوقت حريص على انتقاء أعماله، على عكس المطربين الذي نجحو بشتى الأساليب، مثل النفاق، والظهور بشكل لا يليق بالمطربين الشعبين على الإطلاق، فضلًا عن المصالح المشتركة التي اصبحت مثل "التشكيل العصابي"، أما عن أحمد وطارق الشيخ، فهم أولاد جيل واحد في الغناء، منذ عام 1986، وسبق تنبأت له في فرح ابنه بالنجاح الذي وصل إليه الآن، وقلت له "اللي انت فيه ده نقطة في بحر من النجاح اللي هتوصله قدام، وقريب هتفتكر كلامي ليك يا شيبة"، والحمد لله كلامي تحقق بالحرف الواحد.
-كلامك يشير إلى مطربين فقط، وهم "سعد الصغير ومحمود الليثي"، هل هذا صحيح؟
لا يمكن أن أؤكد على أن هؤلاء المطربين هم من قصدتهم بكلامي، لأني لا أملك الجرأة للتجريح في زملائي أثناء غيابهم، ولو أنهم أمامي لكنت صارحتهم برأي فيهم وفي فنهم، وأيضًا الطريقة التي وصلو بها، كما أن الجمهور يعرف من المقصود بذلك.
-رأيك في أغاني المهرجانات الشعبية؟
أرفض تمامًا أن يطلق على مثل هذه الأعمال المتدنية أغاني، ولكن اسمها الأصح المفترض أن يطلق عليها أنها "صداع"، وبكل تأكيد من يسمعها مريض نفسي، هذه المهرجانات ليست موسيقانا ولا كلماتنا التي تربينا عليها.
-وما هو العلاج لاستئصال هذا "الصداع"؟
أولاً المصنفات الفنية، ومباحث الإنترنت، والأهم من ذلك نقابة المهن الموسيقية، وللأسف كل هؤلاء في خمول تام، ولم يقوموا بدورهم المنوط بهم تجاه هذا "الصداع"، حتى تطور الأمر إلى صعوبة العلاج وانتشار مرض كلماتهم التي يستخدموها والتي تشير بنسبة كبيرة إلى الإباحيات.
-هل أثرت المهرجانات الشعبية على المطربين الشعبين أم لا؟
بالطبع نعم، كما أن نسبة كبيرة من المطربين الشعبيين قعدوا في بيوتهم من وراء ظهور وانتشار المهرجانات الشعبية، وذلك لأن معظم أصحاب الأفراح أصبحوا يأتون بمؤدي للمهرجانات من أجل "التهييس"، على الرغم من المطربين الشعبين كانوا هم الوحيدين الذين يحييون الأفراح.
-وجهة نظرك في ظهور الراقصات مع المطربين الشعبيين في الأغاني؟
مع كل الأسف أنا ضمن المطربين التي غنت بصحبة راقصات، ولكن على قدر المستطاع ألفت عيني عليها خلال العمل الغناء، مع إنها ظاهرة ليست جديدة على مجال الغناء الشعبي، فالكثير من المطربين الشعبيين القدامى غنو وأمامهم راقصة، وكأن المطرب الشعبي خلق وأمامه راقصة، وإذا رجعنا إلى أصل هذه الظاهرة سنعرف أن السبب وراء ذلك صناع العمل الفني وليس المطرب، فالكثير منهم يقصد هؤلاء الراقصات من أجل لفت النظر إلى العمل المقدم ليس إلا.
-من مثلك الأعلى من المطربين الشعبيين؟
محمد رشدي، والعزبي، وقنديل، هم مثلي الأعلى، ولكن الموجدين على الساحة الآن لا يمكن أن أتخذ منهم أحد ليكون مثل أعلى، فمعظمهم من جيلي وظهرنا في وقت واحد.
-لو تركنا لك زمام الأمور لمجال الفن الشعبي، ما هي قرارتك؟
"هخرب الدينا وهجيب عاليها واطيها"، لأن الوسط بالفعل يحتاج لتأهيل، وأول قرار لي، هو شطب كل مطربي المهرجانات من النقابة، لأنه غير منطقي أن يتساوي أوكا وأرتيجا مطربين شعبين، مع أم كلثوم، والعزبي ومحمد رشدي، فضلًا عن مخاطبة كل الجهات المتخصة لمسح كل المهرجانات الشعبية من على الإنترنت، بالإضافة إلى قرار بعدم قبول أي مطرب لا يليق وجهه بالظهور على الجمهور، وعدم ظهوره في العمل الفني بشكل غير مهذب، كالرقص و"هز الوسط"، مثل المرأة.
-كلامك يحمل إشارة تجريح لبعض المطربين على الساحة، هل هذا صحيح؟
بالطبع لا، أنا لا أملك التجريح في أي شخص كما سبق وذكرت ذلك، ولكن هذا قانون لم يفعل من قبل نقابة المهن الموسيقية منذ سنوات، منذ أن كانت تطرح شرائط الكاسيت، كان المطرب بأخذ تصريح "ص.غ"، وهو صورة غلاف، فإذا كان المطرب لا يليق وجه، بالظهور للجمهور، لم يحصل على هذا التصريح ويقوم بتغيير الصورة حتى يستطيع أن يطرح الشريط.
-رأيك في تصرح الناقد حلمي بكر لطلبه من "الليثي" الغناء في الأوبرا؟
في الحقيقة الملحن حلمي بكر كلامه من ذهب، ولكن تجنبه الصواب في هذا التصريح، ولا شك أن "الليثي" يملك بصمة صوت لا شبيه لها ولم تتكرر مرة أخرى، فضلًا عن صوته الجميل ولكن استخدمه لصوته، وأساليب ظهوره خطأ مائة بالمائة.
-هل فكرت أن تقدم النصيحة لـ"الليثي" يومًا ما؟
في الحقيقة "الليثي" تعدي مرحلة النصيحة، وذلك لأنه استطاع أن يصل ويشتهر بطريقته، ومن يريد أن يوجه أو يقدم له النصيحة، سيكون محل اتهام بـ"الحقد والغيرة".
-يريد الجمهور أن يتعرف على سير يومك الطبيعي؟
في الواقع أنا شخص بيتوتي لأبعد الحدود، لستُ من هواة الجلوس بالمقاهي، وعندما أكون في البيت، أعكف على قراءة القرآن الكريم، بين أسرتي فقط لا غير.