حسن يوسف لـ"الفجر الفني": احترامي لفني ومسيرتي سر محبة الناس لي.. وخفة دم تامر حسني بتفكرني بشبابي (حوار)
* أشكر محمد رمضان على جرأته في تقديم سيرة الفنان الراحل أحمد زكي
* الفن الأن مافيهوش خطوط حمرا ولا صفرا.. ولم أسأل يومًا عن الأجر الذي سأتقاضاه
*لم أجري يومًا وراء المنتجين وتسببت في ضرر لابني بسبب هذا الأمر
*الشيخ الشعراوي كان أكثر عمل مرهق في حياتي ولكن نتيجته كانت هايلة
* أنا إلى الآن الأقل أجرًا في الممثلين الذين هم من أبناء جيلي
* أضرّبت علقة موت بسبب حبي لرياضة الملاكمة
* منتج "الشيخ الشعراوي" قام ببيعه حتى عام 2010 بـ 100 مليون دولار
* أنا ومحمود ياسين ونور الشريف انسحبنا من الإنتاج في سنة واحدة بسبب سطوة أفلام المقاولات على السوق
* قدمت مسلسل "زينب والعرش" وتقاضيت عليه أجر حوالي 1500 جنيه
هو أحد ركائز الزمن الجميل، يمتلك رصيدًا كبيرًا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وتنوعت أدواره بين الدينية والرومانسية والكوميدية، وقدم للفن العديد من الأدوار المميزة، لمع في العصر الذهبي ولازال يبهر جمهوره بأعماله الرائعة، كما أنه لا يختلف اثنان على حبه، نجح في خطف الأنظار إليه منذ صغر سنه، لكي يكون واحدًا من أهم النجوم إلى وقتنا الحالي، إنه الفنان الكبير حسن يوسف.
وفي حوار خاص لـ"الفجر الفني" فتح الفنان حسن يوسف قلبه وأوضح خلاله عيوب مجال الفن من وجهة نظره، وسر ابتعاده عن الإنتاج والإخراج وتحدث عن فضل الشيخ الشعراوي في حياته وغيرها من الأمور، وإلى نص الحوار،،،
* في البداية.. ما رأيك في تجسيد محمد رمضان لقصة حياة الفنان الراحل أحمد زكي؟
محمد رمضان لم يُعاشر أحمد زكي، لكنه كان صديقًا مُقربًا لابنه هيثم، لكن ذلك لن يمنعه من تقديم سيرته، فأنا عندما قمت بأداء شخصية الشيخ الشعراوي عاصرته لمدة ١٨سنة وكنت ملتصق به، عرفت بيته وحياته وأولاده بالصورة التي لا يعرفها الناس عنه، كان عايش بداخلي، في بعض الأحيان كنت أتكلم كلامًا مما تعلمته منه أو أتصرف تصرفًا مما تعلمته منه، و إن كنت لم أقابله وأعجبت به فلن يكن سيمنعني ذلك من تقديم سيرته في مسلسل، ربما سيتخذ محمد رمضان هذا المنهج، سمع من هيثم الكثير عن أحمد وتأثر به وقرر أن يقدم مسلسلاً عنه، وأنا لا أرى أن هذا شيئًا خاطئًا، وليس شرطًا أن من يقدم سيرته أن يكون قد عاصره وعاش معه ممكن يكون قد تابعه وتأثر به، ولابد أن نشكره جميعًا وأن يشكره الجمهور وكل العاملين بالوسط الفني؛ لأنه سيخبرهم بسيرة الرجل الذي لا يعلمها البعض، وأنا لا أعلم ما سبب الهجوم عليه، وأنا أتوجه الشكر له وأقول له :"ربنا يوفقك، أقدم على العمل ولايهمك كلام حد، بالعكس انت تستحق الشكر لإنك التفت لهذا الموضوع وحبيت تقدم الراجل كما لم يعرفه الناس، لإن المشاهد لا يعلم عن الفنان سوى المعلومات الشخصية، ولا يعلم الجوانب الخفية في شخصيته ولا طريقة معاملته لزوجته و لأولاده، كما أنه سيقدم لنا السيرة التي جعلت منه قامة فنية كبيرة.
*من وجهة نظرك.. ما هي عيوب مجال الفن؟
مثلما يقول الرئيس دائمًا في خطاباته "مافيش خطوط حمرا"، وأنا استخدم هذا التعبير لأنه يعجبني كثيرًا، ففي الماضي كان عندنا خطوط حمراء، طبيعة المجتمع تُحتم علينا كممثلين مناطق محرمة خطوط حمراء "الابتعاد عن الشتائم والألفاظ الخارجة والمشاهد الساخنة، ضاحكًا :" لكن دلوقتي لا يوجد خطوط حمرا ولا صفرا، كلها بقت خضرا"، كما أنني أرى أن المادة غلبت على الفن، فأنا عملت في عصر الفن فيه كان يغلب على المادة لذلك أنا إلى الآن أقل أجرًا في الممثلين الذين هم من جيلي، لأن ما يهمني هو أن يكون الفيلم جيد حتى وإن عملت به بنصف أجر، وأنا منذ أن بدأت عام٦٠ من خلال فيلم "أنا حرة"، لم أسأل يومًا عن الأجر الذي سأتقاضاه، المنتج يرسل لي السيناريو لكي أقوم بقراءته إذا أعجبت بالدور والموضوع والهدف منه، أذهب إليه على الفور، لكن الآن أصبحوا يتسألون عن الأجر قبل اطلاعهم على الورق مازحًا :"قولي كام عشان أقرأ مش عشان أوافق".
ولكن الآن المادة غلبت على الفن بشكل غريب، وأصبح هناك ميزانيات يتم تنفيذها تقدر على إنتاج فيلمين أو ثلاثة أفلام مثلما كنا نعمل الأفلام في الماضي، فقديمًا كنا نقوم بعمل الفيلم ب٨٠ ألف جنيه والآن صار الفيلم يتكلف ٣٠ مليون جنيه، والمادة عندما غلبت على الفن تنازلنا عن الكثير من الخطوط الحمراء، والكثير من جودة الفن.
وعندما قدمت مسلسل "زينب والعرش" تقاضيت عنه حوالي ألف ونصف جنيه، لكن يكفي أنه كتب في سجلي أنني قدمت ذلك المسلسل ويكفي أيضًا أنني قدمت ليالي الحلمية وبعد الغروب، لكن الآن اعمل مع منتج أي كلام ومخرج أي كلام بس المهم هيديكي كام، عشان بروح له على كيفي في الوقت اللي أنا عاوزه.
فقد تغير الزمان، وأصبح المخرجون والمنتجون لايلقون ما يكفي من الاحترام من قبل الممثلين، فعندما يحتاج المنتج الممثل الساعة الثانية ظهرًا علي سبيل المثال، ويأتي إليه الممثل الساعة السادسة عصرًا، معنى ذلك أن اليوم باظ والمنتج دفع يوم ولم يأخذ به نتيجة فأنا ساهمت في خسارته، ففي الماضي كان هناك احترام للمخرج والمنتج، وهذا ليس خوفًا منهم وأنا بإمكاني أن اتعدى عليهم.
عندما قمنا بعمل الشياطين الثلاثة أنا وأحمد رمزي ورشدي أباظة كان كل منا موجود في معاده وليس خوفًا من المنتج أو المخرج لإن لو عاوزين نقطعه هنقطعه فقط هو احترام لهم لإن المنتج لم يطلبني لكي اتسبب في خسارته هو طلبني لكي يوفقنا الله جميعًا ويربح من ورائنا ومن وراء الفيلم، كما أنني أصبحت استمع لأشياء أخرى غير مفهومة تكون بالنسبة لي "نكتة".
كما أنني سعيد بمعاشرتي لجيل زمان، وتعلمت منه الفن واحترام الفن، والأخلاق وهذا نابع من احترامي لنفسي.
*ما سبب ابتعادك عن الإنتاج؟
ابتعدت عن الإنتاج عندما قاموا بعمل سينما المقاولات، فقديمًا كان الموزع الذي أقوم بالاتفاق معه أخبره بأن على سبيل المثال لدي فيلم بطولة شمس البارودي وفريد شوقي وجميل راتب وأساله عن ثمن شرائه له ويقول لي بـ٢٠ أو ٣٠ أقوله ٣٥ والأهم أن نتفق، ونكتب عقد بذلك ويعطيني جزء من العقد الأول، وطوال فترة التصوير يقوم بتحويل دفعات لي.
ولو كنت أحصل على توزيع داخلي لحسابي كنت أدفع أيضًا كمنتج فالدفعة التي يرسلها الموزع الخارجي لي الذي اشترى العالم عدا مصر، وأنا أخذت مصر، فكان هو يدفع أول دفعة وأنا أدفع دفعة، ويخلص الفيلم وهو يأخذ الفيلم ويقوم ببيعه على راحته حتى لو كسب من ورائه مليون جنيه حلال عليه، وأنا أعرض في مصر وأنا ونصيبي، هذا هو الأسلوب المحترم الذي كنا نعمل به.
فجأة وجدت نفس الموزع يخبرنني أننا سنعمل على فيلم المقاولات وهو بدل ما أعطي لك ثلث التوزيع، سأخذ الفيلم كله ب ٨٠ ألف جنيه، مع العالم الخارجي ومصر أيضًا، فرفضت لأن مصر من حقي كمنتج، ووجدت أن غيري وافق بذلك المبدأ، واتذكر أن هناك ثلاثة فنانين انسحبوا من مجال الإنتاج في سنة واحدة وهم محمود ياسين، ونور الشريف رحمه الله، وأنا؛ لأننا وجدنا أن الاسلوب المحترم الذي كنا نعمل به قد انتهى، وصار السوق كله يعمل حاليًا بأفلام المقاولات، وهناك فنانين كبار وقتها رفضوا العمل منهم هند رستم، ليلى فوزي، شكري سرحان، زعماء الفن في هذا الوقت رفضوا هذا الأسلوب، ولما الموزعين وجدوا المنتجين الكبار الذين لديهم أسهم في السوق قاموا بإحضار مديرين الإنتاج والأولاد الذين يعملون مساعدين للإنتاج والريجستير، يقومون بإعطائهم٨٠ ألف مقابل إحضارهم لي، ويأتي الولد للإتفاق معي، واتفق معه على المبلغ الذي أريده، ويقوم بتسليمه لي، وأتفاجئ بإحضاره لفتاة لا أعرفها، ويخبرني أنها ستعمل معي في الفيلم لمدة خمسة عشر يومًا، أقول له شكرًا وأقوم بإعادة الأموال له، لم أوافق على العمل كمخرج ومنتج في هذا الجو واكتفيت بالتمثيل، وهذا الكلام كان في التسعينات، وآخر فيلم قدمته بالأسلوب المحترم كان "عصفور له أنياب".
* هل هناك عملاً شاركت به وتود أن تمحوه من رصيدك الفني؟
من الممكن أن أكون قدمت عملاً كممثل وخرج بشكل غير جيد، وإذا كان هناك أعمالاً خرجت بمستوى غير راضي عنه فهذا خارج عن غير إرادتي، وذلك ويرجع للظروف الإنتاجية والإخراجية، لأني كنت أعتقد أن المخرج متميز لكنه طلع "نص لبة"، فأنا كنت مجرد ممثل، لكن كمنتج ومخرج كنت مسئولاً عن كل ابجديات العمل وكنت لا أسمح أبدًا بشئ نصف عمر.
* من الفنان الذي ترى أنه يتشابه مع شخصيتك ومن الممكن أن يكون امتدادًا لمسيرتك الفنية فيما بعد؟
ليس شرطًا أن اربطه باسمي، فأنا تابعت فيلم "عمرو وسلمى" لتامر حسني ومي عز الدين ووجدته بيتنطط زي ما كنت أتنطط زمان، وجدته قريب من الأدوار التي كنت أقدمها في فترة شبابي، وأعجبت كثيرًا بأدائه وبالفيلم وأحببته جدًا ولحد الآن عندما يُعرض أحب أن أشاهده، فالفيلم كوميدي والأبطال دمهم خفيف وأولاد أحمد زاهر عسل، وحبيته أوي وجدت فيه حاجة مني، كما أن والده صديقًا لي، وكان مطربًا في عهد عبد الحليم حافظ، ومازالنا على تواصل دائم حتى الآن، ولكن لا يشترط أن نربطه بتقديم أدوار حسن يوسف ممكن يكون أحسن، ومن الممكن أنني لو كنت قد قدمت هذا الفيلم مكانه كان يصبح أدائي أقل، "هو كان دمه زي الشربات في الفيلم ده".
* وما سبب قلة الأعمال الفنية من وجهة نظرك هما كان يقدم فى السابق؟
عندما التحقت بالعمل في مجال الفن وجدت فريد شوقي عملاق لديه شركة إنتاج ويقوم بالإنتاج بنفسه، ووجدت عماد حمدي يقدم أربعة أفلام في نفس الوقت ووجدت عمالقة أمامي المنتجين هم الذين يطلبوهم للعمل، وتعلمت أن المنتجين لابد أن يطلبونا وليس شرطًا بأن يقوموا بالجري وراءنا، وأنا لم أذهب يومًا لأي منتج لكي أطلب منه أن يجعلني أعمل في أي فيلم أو مسلسل، لأن قديمًا كنا أربع فنانين عمر الشريف، أحمد رمزي، وأنا، ورشدي أباظة، فكان بيتعمل علينا ستون أو أربعون فيلمًا في السنة، فبالتأكيد سيكون من نصيبي عشرة أفلام، فأنا أجري ورا المنتجين ليه لما هما اللي هيجولي، لكن الآن مئة شاب واللي بيتعمل ٩ او ٨ أفلام ومثلهم مسلسلات فلابد أن يذهبوا للمنتجين، وللأسف الشديد أنا الحقت ضررًا كبيرًا بابني عمر لأن الجيل الجديد يقوم بالذهاب للمنتجين لكي يطلبوا منهم تشغيلهم، وعندما رأى ابني أنني لا أفعل ذلك أراد أن يقلدني، لكنني أخبرته بأنه إذا فعل ذلك لن يجد عملاً، وبالفعل منذ أن قدم مسلسل بالحجم العائلي مع الفنان يحيى الفخراني وهو جالس في المنزل منذ ثلاث سنوات، وذلك لعدم ذهابه للمنتجين في مكاتبهم.
كما أنني لم أعمل منذ ثلاث سنوات ولا يهمني؛ لأنني "بكح تمثيل" ، شبعت من التمثيل، وإذا عُرِضَ عليّ دور جيد يُضيف إلى مسيرتي أهلاً وسهلاً، وإذا شعرت أنه سينقص شرطة واحدة من مسيرتي لا أستطيع قبوله حتى وإذا كان أجره كبيرًا، كما أنني قدمت أفلامًا كثيرة وتم عرضها وأنا لم أحصل على حقوقي، ولا أعرف المبلغ الذي سيعطيه المنتج لي؛ لأنه صديقي ولأنني أعجبت بالدور والسيناريو، كما أنني أقل أجرًا في جيلي، فلا يفرق معي هذه الأمور؛ لإن الحمد لله عايشين ومستورين وزي الفل، والحمد لله على نعمة الصحة والعافية.
*ما الذي اكتسبته من وراء عملك في المجال الفني؟
اكتسبت أن تظل مسيرتي محترمة وسيرتي محترمة وهذا يحتاج لمشقة كبيرة، إذا كنتي تعملين في الوسط الفني فهو بمثابة المشي على سلك، حيث أنني كنت أرفض السهر في الكباريهات، وحتى عندما كنت اتعزم كنت في تلك الأماكن أتهرب من التواجد فيها بذوق شديد، لإن في الماضي كان هناك تقليد سائد وهو أن المنتج لابد أن يقوم بدعوة الناس العاملين معه للسهر معًا، وإذا قام بعزومتهم داخل كباريه كنت أرفض التوجه معهم، وأخبرهم بأنني سأسبقهم لهناك، وأذهب للمنزل، وعندما كنت أسافر إلى لبنان لكي أحضر العرض الأول للفيلم كنت أذهب أنا والبطلة، وجدت أن بعد حضور العرض يقومون بعمل سهرة، ودائمًا السهرات تقام تحت الأرض في لبنان، وفي إحدى المرات دخلت بالخطأ إلى هناك، و أنا لا أحب الجلوس في هذه الأماكن، وقمت بالاستئذان وقولت لهم إذا أردتم أن تعزموني اعزموني فوق الأرض، وتوجهت بعدها للأوتيل واتعرف عني "حسن يوسف جاي يحضر عرض أول حضروله العشا في الروشة".
وأنا افضل الجلوس على الكورنيش أمام مائدة الأكل الجميلة وخليكم انتم تحت الأرض، وذلك لكي تحافظي على سيرتك وتتجنبي عدم ظهور اشاعة عليكي، وأنا ممكن أهرب من العزومة والراجل اللي عازمني يزعل وممكن يطلع عليا إشاعة إني متكبر أو مغرور وتطلع الاشاعة وتلزق فيا فأوضحله بصراحة أنا راجل لا بدخن ولا بسكر ولا بشرب مخدرات واخدني تحت الأرض ليه؟، ولا أقدر على الجلوس وسط اكثر من شخص يقوم بالتدخين كي لا أشعر بالاختناق.
كان هدفي أن أكون محترمًا في فني أمام الناس، حتى عندما قدمت أفلامًا كوميدية كان هدفها إظهار قيمة الصداقة والإخوة والوفاء في حياة الإنسان، وقيمة لما تكون مرتبط بشلة أصدقاء وواحد منهم يقع في أزمة كيف تقوم بالتضحية بنفسك لكي تستطيع إخراجه من هذه الأزمة، وكنت حريص على أن أقدم أفلام الناس تحبني وتحترمني.
كما أنني أمارس الرياضة بجانب عملي في الفن، فكان يعوضني ذلك عن شرب السجائر وغيرها من المخدرات، حتى أنني مارست كل أنواع الرياضة من التنس والباسكت والإسكواش والملاكمة واتضربت لما شبعت ضرب، وأنا أساسًا مش بتاع ملاكمة دخلت غصب عني واضربت علقة موت توبت بعدها.
وأوجه نصيحة للشباب من خلالك أن الفنان ليس شرطًا أن يصبح فنانًا بشربه للمخدرات والسجائر، ولكن الفنان موجود لكي يؤدي أعمال لها هدف إن لم يكن لها هدفًا فعلى الأقل يكون لها هدف المتعة "متعة المشاهد" وأن تجعله يستمتع بها، وبجانب ذلك لابد من ممارسة الرياضة لكي تتمكن من بناء جسمك والمحافظة على صحتك ولأنها ستساعدك على الاستغناء عن المخدرات، وكان كل هدفي تقديم أعمال تمتع الناس وتحترمني وتحبني وفي نفس الوقت أن أكون فنانًا محترمًا.
*الجمهور يتربص للعديد من الفنانين ويقوم بانتقادهم وانتقاد أعمالهم دائمًا، لكن ذلك لم يحدث معك، فهل السبب في ذلك يعود إلى إنك محظوظ أم أن ذلك نتيجة حبهم لك؟
بالتأكيد نتيجة حبهم لي، وطوال مشواري الفني لم يحدث يومًا مشكلة بيني وبين أي فنان سواء في حجمي أو أقل أو أكبر من حجمي، أو يتساوى معي في القيمة أو أقل أو أعلى مني في القيمة فكل الفنانين أصدقائي، وهذا نتيجة حب الناس ليّ، كما أنك عندما تحبي ناس لابد أن تقابلي بالحب وعندما كنت أقوم بإخراج عمل ما، أجمع كل طاقم العمل وأقوم بعزومتهم على شاي أو سندوتشات أو أي شئ، وأخبرهم أننا ذاهبين رحلة معًا اسمها "الجمال والحب"، الله أعلم ستستغرق منا كام يوم أرجو أن الرحلة نقضيها بمتعة وحب واحترام لبعضنا البعض، ورحلة ممتعة دمها خفيف ونرجع من الرحلة بالسلامة مستمتعين ونتذكر كل أيام الرحلة ونقول الله كانت رحلة جميلة، ده كان أسلوبي دائمًا.
* ما العمل الأكثر إرهاقًا على مدار مشوارك الفني؟
الشيخ الشعراوي، كان متعب ومرهق ونتيجته كانت هايلة؛ لأنني قمت بالتحضير له لمدة عامين، سنة دون أن يعلم أحدًا عنه وفيها جلست مع أسرته ومريدينه وأهل بلده ومع بهاء الدين إبراهيم مدير العلاقات العامة في الشرطة كان سيناريست محترم جدًا وتوجهه إسلامي، والسنة الثانية بدأت الصحف تكتب عنه، وكنا قد بدأنا الخطوات التنفيذية من كتابة السيناريو واختيار الممثلين، وفي النهاية استقر عبدالرحمن حافظ على أن يأخذ المسلسل كله العالم الداخلي والخارجي فوافقت لأنه مصري وشركة مصرية، وأنا كان دوري محضر للعمل وكان معي صديقي مطيع زايد رحمه الله، ودفعوا لنا المبلغ الذي تم الاتفاق عليه على دفعات والمسلسل قاموا ببيعه لحد عام 2010 بـ 100 مليون دولار.
كما أنني تصديت للرجل بعد فضله عليا، تعلمت منه أخلاق عامة، وأخلاق إسلامية، وصحيح الإسلام، أخلاق رسول الله وكيفية الاقتداء بها، وكان مهم أن أقدم عمل لا يتضمن الإساءة للرجل ويكون على قيمته ومقامه، وكان مسألة صعب أحافظ عليها لحين ما العمل يعرض، وقمت بالإشراف على العمل من أول الموسيقى التصويرية إلى المونتاج وميعاد العرض على الرغم من أنني كنت ممثلاً فيه.
* من الشخص الذي تُدين له بالفضل بعد الله؟
أدين بالفضل لأبي وأمي اللذان قاما بتعليمي للخُلق العامة في المجتمع لكنهما لم يقوما بتعليمي صحيح الإسلام، فتعرفت على الشيخ الشعراوي وإمام الأمة في ذلك الوقت، وكنت محظوظًا بأنه قام بإلحاقي ضمن مريدينه، ولكي يسمح لي أن احضر جلسات المُريدين لابد أن يكون هناك رضا وإلا بشكل غير مباشر سأجد نفسي خارج الشلة، والحمد لله كنت ضمن مريدينه، والله يرحمه ويحسن إليه ويجازيه كل خير، وأدين له بالكثير مما تعلمته من خلق الإسلام وتعلمنا منه أنا وغيري صحيح الدين والإسلام والسلوك الإسلامي وسلوك رسول الله لكي نقتدي به.