"النوبة وأصل الشجرة" فى برنامج "حكاوي الخطاوي" (فيديو)

الفجر الفني

بوابة الفجر


أطلق الدكتور محمد أمين عبد الصمد، الباحث في الانثروبولوجيا الثقافية، برنامج "حكاوي الخطاوي"  أون لاين عبر موقع اليوتيوب.

وجاء الحلقة الخامسة عشر، بعنوان "النوبة وأصل الشجرة"، بهدف المساهمة فى تنمية ورفع الوعى الثقافى لدى أفراد المجتمع بالموروث الشعبى فى مختلف المجالات .

وأشار إلى أن اسم النوبة يُطلق على منطقة شهيرة من أرض وادي النيل، يقع شمالها داخل الحدود المصرية، وجنوبها داخل حدود دولة السودان، وتتسم هذه المنطقة بخصوصية ثقافية، تميزها في إطار تنويعات ثقافة الوطن .

وأضاف عبد الصمد، أنه تُعد البلاد المُسماة بالنوبة شريحة طولية من الأرض تُحاذى النيل، بين أسوان ودنقلة، ويتفاوت إتساع هذه الرقعة من الأرض، فلا تتجاوز بضعة أمتار في المنطقة الواقعة جنوبي أسوان، حيث تحف مجرى النيل صخور من الجرانيت، تَحُول دون قيام أية زراعة إلا في نطاق ضيق للغاية، ويزداد عرض تلك الرقعة المزروعة، فيتسع أحياناً - كما فى منطقة الدكة - إلى ما يقرب من كيلو مترين وفى مثل هذه المناطق، يلاحظ أن الصخور الرملية قد استبدلت بصخور الجرانيت، ولا سيما على الضفة اليُسرى من مجرى النهر، ويُقسم بعض الكتاب هذه المنطقة إلى جملة أقسام، فمنهم من يطلق اسم وادي الكنوز على المنطقة الواقعة جنوب الدر حتى وادي حلفا، ويتخلل هاتين المنطقتين منطقة ثالثة تدعى وادي العرب .

وأكد باحث الانثروبولوجيا الثقافية، أن "بوركهارت" الذي زار المنطقة في القرن التاسع عشر، قسم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء، الأول يدعى وادي الكنوز ويقع بين أسوان ووادي السبوع، والجزء الثاني يدعى وادي النوبة ويمتد ما بين وادي السبوع حتى الشمال حدود دنقلة، أما الجزء الثالث فهو منطقة الكنوز التى تنسب إلى (أبو المكارم هبة الله)، الذى لقبه الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله بكنز الدولة، ويُرجع البعض أصل تسمية النوبة بهذا الاسم إلى كلمة نوب ومعناها باللغة المصرية القديمة الذهب، ويرجع البعض الاسم إلى أنهم كانوا (رماة نبال) متميزين، ولا علاقة لاسم المنطقة بالذهب، وتتوزع القبائل والجماعات النوبية فى هذا الخير الجغرافى مرتبطين بالنيل ثقافة ووجداناً على مساحة تقارب 250 ألف كيلو متر مربع تنقسم إلى قسمين، النوبة العليا وتقع فى السودان والنوبة السفلى وتقع فى مصر ويفصلهما الجندل الثاني عند وادى حلفا .

وأشار الدكتور محمد أمين عبد الصمد، إلى أن "إليوت سميث" يرى أن النوبيون القدماء فى شمال الجندل لا يختلفون عن المصريين المعاصرين لهم تشريحياً، وذلك بعد دراسته للعظام والجماجم، أما جنوب الجندل الثانى متغلب سمات الجنس الزنجى ويخالفه فى هذا شيخ أنتا ديوب السنغالى، الذى يرى أن المصريون القدماء هم من أصل زنجى وهناك بعض الدراسات الأنثروبولوجية التي انتهت إلى أن سكان شمال مصر تغلب عليهم سمات الجنس القوقازي بينما تغلب سمات الجنس الزنجي على جنوب مصر.

وأوضح عبد الصمد فى ختام حديثه، أنه بزغ رأى يحمل خصوصيته لـ "فلاندرز تبرى" الذى توصل من خلال حفائره فى منطقة نقادة إلى وحدة ونقاء الجنس المصرى ونفى تماماً اختلاطه بأى جنس من الأجناس، وأن الحضارة المصرية هى إبداع خاص بالمصريين فالحضارة المصرية هى هبة أهلها وليست هبة النيل كما قال هيرودوت، ويرجع الكثير من الباحثين أصل سكان النوبة يعودون إلى أصول أفريقية ( الفاديجا) وأصول عربية ( الكنوز) و(العليقات) وكذلك بعض الأسر من أصول مجرية.