حمدي رزق يكتب: حق الإبراشي
كُرمى لذكرى طيب الذكر، أخى وصديق عمرى «وائل الإبراشى»، وبعد إحالة ملف الإهمال الطبى الذى حدث، للنيابة، أرجو التوقف هنيهة عن الاتهامات المتطايرة بين الأطباء الكرام، وتوقيف سيل الاستضافات الإلكترونية، ونشر الأخبار حول القضية، حتى تفض النيابة مغاليقها، وتبين الخيط الأبيض من الأسود فى المحزنة التى تورثنا كآبة على حزن مقيم على رجل ما كان يتأخر عن الغوث ما استطاع إليه سبيلًا.
زوجته تبغى الحقيقة، وهل تعرض زوجها الفقيد لإهمال طبى كلفه حياته، وهذا أبسط حقوقها وبنتها الحزينة.
والدكتور الصديق خالد منتصر ينافح عن روح صديقه، ولا يعيبه أحد من الناقدين، منتصر أصدق كثيرًا من مكذبيه (وهم جماعة عقور من الإخوان والسلفيين والتابعين يكرهون وائل الإبراشى ومنتصر والتنويريين أجمعين).
والأستاذ سمير صبرى يمارس مهنته فى الدفاع عن حقوق الفقيد، وهو محامى الأسرة، ولا يعيبه أحد فى الدفاع عن حقوقهم فى إقامة الدعوى الجنائية.
والطبيب شريف عباس (المتهم البرىء حتى تثبت إدانته)، يدافع عن نفسه ورخصته وسمعته الطبية، وهذا حقه.
ونقابة الأطباء التى انحازت للمهنة أولًا، وقررت فتح تحقيق شفاف، تستجلى به الحقيقة، وتجليها دون إشاعة الاتهامات الجزافية لأعضائها قبل بيان الحالة طبيًّا، وهو إجراء ضرورى وطبيعى ومستوجب من جانب النقابة فى مثل هذه الحالات الملتبسة طبيًّا.
جميعًا مارسوا حقوقهم لمدة أسبوع كامل، وكفى، ننتظر كلمة النيابة (الفصل)، وننصت هنيهة حتى تتوفر النيابة على تمحيص القضية، سيما وأن الجانب الطبى (الفنى) يحتاج إلى خبرات طبية على قدر من الاحترافية، وهذا يتطلب وقتًا مستقطعًا لتأخذ النيابة وقتها كافيًا، وتمحص الاتهامات، والنيابة هنا حكم عدل، محامى الشعب المؤتمن على الحقوق جميعًا.
التراشق بالاتهامات لن يفيد، يحز فى نفوسنا أن تتعرض «وفاة» وائل الإبراشى لكل هذا الضجيج الصارخ، مطلقًا لا أدعو للطرمخة أو التفريط فى حقوق من غيبه الموت، ولكن مثل هذه القضايا الطبية شديدة التخصص لا تصبح مشاعًا ونهبًا للمزايدات الفضائية.
حق وائل الإبراشى، إن شاء الله، محفوظ، والجميع تقريبًا أدلى بأقواله فضائيًّا، والتأثير على سير العدالة ليس من شيم من يرومون العدالة، والضغوط الفضائية عبر تأليب الرأى العام وتوجيهه لا يخدم الحقيقة، والصمت قليلًا ضرورة مستوجبة، ولن يضيع حق وراءه مطالب.
ومطلبنا البسيط تحقيق القضية عاجلًا، والتماس الحقيقة كاملة، حقيقة وفاة إنسان راقٍ لم يقدم سوى الخير فى حياته، دعك من كلاب السكك الإخوانية العقورة التى تنهش فى جثمان الفقيد، تقتات على الجثث لإثبات حضور وهم فى طى النسيان.
تخيل هؤلاء المخابيل من فرط كراهيتهم المستبطنة والتى تنضح غلًا، صفوا مع الدكتور المتهم فقط لكراهيتهم لوائل وخالد منتصر وجملة المحروقين على فقد عظيم، ويتبارون فى القذارة التى جبلوا عليها، وسيرد الله كيدهم فى نحورهم.
بعيدًا عن السجال الفضائى، وائل الإبراشى مات شهيدًا (شهيد الوباء) حتى هذه الدرجة الدنيوية يضنون بها عليه، للأسف يتألون على الله، وفى الأخير.. عند الله تجتمع الخصوم.
المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).