إسلام شيبسي: "المزيكا في دمي من الطفولة.. وبدأت العزف في الأفراح كسد خانة.. والأورج هو لغة الحديث بيني وبين جمهوري حول العالم" (حوار)
*ولدت بعائلة فنية ووالدتي وشقيقي الأكبر لهما تأثير في حياتي المهنية
*تركت الدراسة لظروف أسرتي المادية وأمي قالتلي "هتصرف علي نفسك"
*تعرضت لموقف كسر نفسي بعد الاعتزال فقررت العوده مرة آخرى
*مجال المزيكا أصبح ساحة حرب.. والسوشيال ميديا قللت من الإنسانية وليست الأغاني فقط
"كنت عازف أورج سد خانه"، بهذه الكلمات وصف عازف الأورج العالمي والموزع الموسيقي، إسلام شيبسي، الحديث عن مشواره داخل عالم المزيكا، وكيف تحول من عازف أورج بالأفراح داخل المناطق الشعبية، يطلبه متعهدين الأفراح، بديلًا لعازف آخر تخلف عن الفرح أو اعتذر لظروف شخصية، واستمر هذا الوضع إلى ما يقرب من 6 أشهر، طموحه الغير محدود، عقليته وذكائه الذي عرف بيهم منذ صغره، رفض أن يتوقف به الحال كعازف في الأفراح، وعزف على أن يكون من أشهر صناع المزيكا في العالم، تجول بموهبته وأسلوبه المتطور حول العالم ليكون أول عازف يحيي أكثر من 400 حفلة داخل دول أوربا فقط، فضلا عن عدد الحفلات الذي صعب عليه حصره داخل الوطن العربي.
"سيبت التعليم بسبب الظروف المادية ووالدتي منعت عني المصروف"، معاناة عاشها إسلام شيبسي، منذ طفولته بسبب الظروف المادية التي جعلته غير قادر على دخول مجموعة خاصة، حيث أدى إلى سقوطه عامين، ومن هنا قرر أن يعتمد على نفسه وترك الدراسة، ولكن الأمر كان ليس سهلا على أسرته، فقامت والدته بتخيره بين التراجع عن قراره أو حجب المصروف الشخصي له، والعمل حتى يستطيع أن ينفق على نفسه.
وعن أهم المحطات التي مر بها عازف الأورج إسلام شيبسي، وكيف تحول من عازف أورج بالأفراح الشعبية، إلى واحد من أشهر العازفين حول العالم، وكواليس دخوله عالم صناعه المزيكا، وأشهر المطربين الذين تعاون معهم وحقق نجاحًا كبيرا، فضلا عن رأيه في حال المزيكا وكيف اختلفت كان لـ"الفجر الفني"، حوارًا خاصًا معه، واليكم نص الحوار،،
في البداية حدثنا عن نفسك وكواليس دخولك عالم صناعة المزيكا؟
انا إسلام السعيد وشهرتي اسلام شيبسي، ولدت في منطقة "إمبابة"، واكتشفت شغفي اتجاه المزيكا منذ بلوغي سن الخامسة من عمري، نظرًا لانني وسط عائله فنية، بدايته من شقيقي الأكبر، ولقب "شيبسي"، جاء من كثرة أكلي للشيبسي في محاولة للاقلاع عن التدخين.
وكنت أذهب إلى الأفراح مع شقيقي الأكبر عمرو السعيد، فحلمت من وقتها بان أكون صاحب شهره مثله، ومن هنا بدأت العزف على الأورج وكانت والدتي رحمه الله عليها هي التي كانت تعلمني في طفولتي.
هل تتذكر أول فرح قمت بإحياءه ؟
بالطبع، كنت أبلغ من العمر 12 عامًا، ولم أكن عازف أورج متمكن، وفي يوم حصلت أزمه مع شقيقي عمر واتفق على فرحين في نفس الوقت، وكان الحل في وجود عازف فقط، وبالفعل اتجهت للفرح وقمت بالعمل، واستمر الحال بي كعازف "سد خانه"، لأكثر من 6 أشهر، وكان أجري لا يتجاوز الـ50 جنيه.
لماذا قررت ترك دراستك وما موقف أسرتك؟
في الحقيقة تركت التعليم، بسبب الظروف المادية، فكانت أسترتي غير قادرة على مصاريف دروس خصوصيه، وأدى ذلك إلى رسوبي، فقررت عدم استكمال دراستي والاتجاه لتحقيق حلمي وشغفي تجاه المزيكا.
وأما عن موقف أسرتي، فالموضوع كان صعبًا بالنسبة لولدتي، وقالت لي نصًا: "لو مش عاوز تكمل تعليم هقطعلك الكتب بس مافيش أكل وشرب وهتشتغل وتصرف على نفسك".
ما الموقف الذي تعرض له وقررت ترك عالم المزيكا وسبب العودة؟
بعد سنين عملي كعازف أورج وله اسمه بمجال الأفراح الشعبية، جاءتني حالة تدين وقررت أن أترك المزيكا، والابتعاد عن إحياء الأفراح مره أخرى، وعملت بعربيه فول بمنطقة الوكالة، وكانت وظيفتي غسيل الأطباق، وفي يوم بدأ عملي من الساعة الثانية قبل أذان الفجر، حتى السادسة مساءً، ولم اتناول الطعام نهائيًا، ومن شدة التعب سألت رجل يرتدي ساعة عن الوقت فكان رده غليظًا، حيث قال لي: "هو انا لابس الساعه دي عشانك، انت مين عشان تسالني الساعه كام"؛ فستمريت في أداء عملي وانا مكسور الخاطر، فسمعت صاحب عربة الفول وهو يقول لأصدقائه: "شايفين مشغل معايا ايه دا بتاع مزيكا شاطر في المنطقة عندنا"، ومن هنا عزمت على الرجوع إلى عالم المزيكا مرة اخرى، وأن يصبح شأني عالي ونجاح وباهر في مهنتي.
ما السر وراء أن تصبح حفلاتك اساسية في الدول الأوربية وحب الجمهور الأجنبي لعزفك؟
سببين وراء ذلك، فالأول هو أن مزيكتي الخاصة لون جديد ومختلف عن غيري من عازفي جيلي، والسبب الثاني في استمرار نجاحي في الدول الأوربية، هو الحديث مع الجمهور بلغة المزيكا، وإحساسي بالجماهير ومتطلباتهم ليحصلوا على جرعة من السعادة والسرور، فضلا عن الارتجال وهذا ما يجعل هناك لغة تواصل بيني وبين الجمهور في جميع الحفلات، حيث إنني لم أقم أنا وفرقتي بعمل بروفة على الاطلاق، كما أن المزيكا ليست لها قواعد ولا مقياس.
التعليقات التي علقت في أذهان عازف الأورج إسلام شيبسي؟
تعليق من ملحن صديق لي بمصر، اسمه حسين ذكريا، وكان يريد أن أقدم في موسعة جينيس، قائلًا لي "أنت موهبة مش هينفع تعدي كدا لازم تاخد موسعة جينيس"، فضلا عن خبرين في إحدى المجلات العالمية عن حصولي على أفضل عازف أورج في عام 2014 على مستوى العالم، ومن أفضل 10 أعمال مزيكا.
من الشخصيات التي أثرت في حياة إسلام شيبسي، سواء على المستوى الشخصي أو المهني؟
أمي، وعمرو شقيقي الأكبر، هما من أول الأشخاص الذي تركوا أثر في حاتي وكانوا داعمين لي بشكل مستمر، ووالدتي رحمة الله عليها هي كانت تدربني على العزف على الأورج، بعد أن تركت الدراسة، وبدأت في تحقيق شغفي تجاه المزيكا، وأما عن شقيقي، فهو من علمني العمل وكان السبب بعد الله عز وجل في دخولي عالم المزيكا.
ومن الجانب المهني، فالمنتج محمود رفعت أرسله الله تعالى لي ليكون سبب في تحولي حول العالم حيث أحييت مع أكثر من 400 حفلة في دول أوربا، فضلا عن كسب بعض الصفات التي عادت بالإيجابية على شخصيتي، وأهما احترام المواعيد، وإسلام تأتأ، وخالد ماندو، هما أعمدة نجاحي، ولا أنسى إدراة اعمالي محمد كيشو، الذي ساعدني مؤخرًا، وشعرت بإضافة في العمل والاتفاقات، لإنني لم يكن لي إدارة أعمال في مصر على الإطلاق لأسباب عدة، لا أحب ذكرها.
ما تقيمك لفن صناعة المزيكا مقارنة من بدايتك وحتى الآن؟
في الواقع ‘هانك’ فرق كبير وكل شيء في حياة تغير وليست صناعة المزيكا فقط، ولكن أيام زمان كان حب خير سائد بين الناس وبعضها، فلم يكن هناك ما نشاهده في الوقت الراهن، وكان المتميز والمتمكن في مجاله يساعد غيره من المبتدئين، ولكن الآن أصبح مجال صناعة المزيكا عبارة عن حرب، وكل شخص يريد أن ينجح ولو على حساب غيره، فضلا عن عدم تطور بعض الأشخاص لموهبتهم وأسلوب عملهم.
كنت من أول صناع المزيكا التي تعاونوا مع نجوم فن الراب، حدثنا عن هذه التجربه؟
في الحقيقة لم تكن تلك الخطوة مرتبة ولا في ضمن خطتي وحسباتي، ولكن هو مشروع عرضه عليا عمرو حلمي، مسؤول بإحدى شركات مشروبات الطاقة، وذلك بعد حضوره لي أكثر من حفل، وكان صاحب فكرة عمل ديو، بيني وبين الرابر الشهير ابويوسف، وبعد العمل اقترحنا إضافة صوت شعبي على الأغنية، ووقع الاختيار على المطرب الشعبي الراحل شعبان عبدالرحيم، وفن الراب أو غيرو يشترط أن يكون له محتوى قوي ومتغذي بمزيكا وكلمات قيمة.
وماذا عن المهرجانات الشعبية والجدل الواسع التي يدور بشأنها؟
بدأت في صناعة مزيكا المهرجانات الشعبية بعد ظهورها بفتره قليلة، وشاركت في فيلم "الكترو شعبي"، الذي أعدنا في فرنسا، كان يتحدث عن هذا الفن، وبكل تأكيد هو فن أصبح له جمهور كبير في مصر وبعض الدول العربية، وأما عن بدايته فهو اعتمد على المشاجرات بين المطربين وبعضها، وبعد ذلك تطور في الحكي عن قصص واقعية وقضايا من قلب الشارع المصري، وأولا وأخيرا، حتى دخل فريق الـ8% اوكا واورتيجا، والذي غيرو كثيرًا في شكل المهرجان الشعبي، وأنا مع فن المهرجانات الشعبية مدام يقدم بشكل لائق بالقيم والأخلاق والذوق العام، واعتقد أنه من الصعب اندثاره كما يقال لأنه في تطوير دائم.
هل وسائل التواصل الاجتماعي قللت من قيمة الأغنية؟
السوشيال ميديا لم تقلل من قيمة الأغنية فقط، ولكن قللت من قيمة الإنسانية، وهدرت مجهود الكثير من الفنانين والمجتهدين الذين سعوا طوال حياتهم في إظهار موهبتهم، وتحقيق حلمهم سواء في الفن أو غيرو.
رايك في تصريح بعض الفنانين أن االأغنية أصبحت سهلة الصنع عكس الأجيال الماضية؟
بالعكس هذا خطاء، فالأغنية أصبحت أصعب بكثير، لأن في بداية الأمر كان الموزع عبارة عن شخص يقوم بالعمل على ميكسر واحد فقط، متصله بالالآت الحية داخل الاستديو، والمطرب في غرفة منعزلة يقوم بالغناء مرة واحدة فقط، وبعد ذلك يتم جمع كل هذا بشريط، أما الآن فالموزع هو من يقوم بصناعة المزيكا على برامج وكل كلمه هو من يقوم وضع صوت الأله الموسيقية والمطلوبة، وهذا أصعب بكثير من قبل.
ماذا عن فكرة عمل ورش تعليم للعزف على الأورج؟
في الحقيقة، أقمت بالفعل ورشة لتعليم العزف على الأورج، وتقدم عدد كبير للمشاركة في تلك الورشة، واشترط وقتها على المشترك ان يشتري أورج خاص بيه، وبعد أول حصة ضيق الوقت لم يكن في صالحي فعتذرت للجميع، وعرضت على المشتركين شراء الأورج لمن يريد بيعه تعويضا عن خسارته.
من هو الشخص الذي تعتبره خليفتك في عالم صناعه المزيكا؟
عازف شاب اسمه محمد صالح، واعتبره شقيق اصغر لي، وهو العازف الوحيد الذي تقبلت عمله بنفس طريقتي، وأشعر بالسعادة عندما أشاهد نجاحه.
هل هناك أزمات بينك وبين مطربين؟
لا على الإطلاق، لا يوجد أزمات بيني وبين اي شخص، حتى من اختلف معه لا أقوم بالعمل معه مرة أخرى، في صمت ودون حدوث اي مشكله، فعلى سبيل المثال هناك مطرب من المطربين السوبرستار في مجال الغناء الشعبي، لم يعطيني أجري مقابل اغنيتين، فقررت عدم التعامل معه مره أخرى دون حدوث أي مشاكل أو حديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثلا يحدث مع الكثير في الوقت الراهن.
من رموز الفن الشعبي بالنسبة لك؟
الرموز بالنسبة لي هي الأشخاص الذين يقومون بتطوير من نوعية أغانيهم وفضلا عن ذكائهم في صناعة العمل الفني، واعتقد أن المطرب الشعبي الكبير محمود الليثي، والذي اطلق عليه لقب "المدرسة"، وأحمد شيبة ورضا البحراوي، هما من اجتمعت فيهم كل الصفات التي ذكرتها.
يود الجمهور أن يتعرف على طقوس إسلام شيبسي ومواهبة غير المزيكا؟
كأي شخص طبيعي أقضي وقتي داخل الاستديو، لا أقوم بالخروج كثيرًا، حتى تجمعي مع أصدقائي يكون بالاستديو فقط، اعدت ركنًا لقضاء بعض الوقت الترفيهي، ومن المواهب التي أملكها غير المزيكا إعداد الطهي.
وما آخر أعمال إسلام شيبسي الفترة المقبلة؟
الحمدلله أعمل الآن على العديد من الأغاني المقرر طرحها مع عدد من المطربين، منهم أغنية للفنان عمر كمال، ومحمود الليثي، واحمد شيبة، ورضا البحراوي، ونهال كمال، وغيرهم، وأتمنى أن تحقق جميع الأعمال نجاحا كبير وتنال استحسان الجمهور.