طارق الشناوي يكتب: نجم "فالصو"!
لن تجد فنانًا واثقًا من نفسه ومن بريقه وحضوره ونجوميته يطلب أن يسبق اسمه لقب نجم، كلما كان هناك شك أو بدأ يستشعر انطفاءً أو أفولًا، استجار بقميص النجومية.
تذكروا أن مسلسلات عادل إمام ويسرا ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وحسين فهمى ويحيى الفخرانى أو محمد رمضان وكريم عبدالعزيز وأحمد عز ومنى زكى ومنة شلبى وهند صبرى ونيللى كريم وغيرهم، لا يمكن أن يسبقهم هذا التوصيف، أسماؤهم دون إضافات تحمل كل البريق.
فى الشارع المصرى صار اللقب متداولا بين الجميع.. إزيك يا نجم.. أخبارك إيه يا نجم.. صبى القهوجى، مع احترامى للمهنة، ستنعته بنجم حتى تضمن أن يتوصى بشوية بُن زيادة.
(التترات) كثيرا ما تزعجنا بسبب تلك (الرشة) المجنونة التى تقرؤها سابقة لعشرات من الأسماء، والمشكلة فى لقب «نجم» أنك لو منحته لفنان فى مقتبل الطريق سيطالب الجميع بالمعاملة بالمثل، وأحيانا تجد تنويعات على نفس (التيمة)، مثل ظهور خاص أو ظهور متميز، وربما يلجأون لآخر صيحة تكتب حاليا بكثرة (كل هؤلاء النجوم يلتقون مع النجم فلان الفلانى).
سألونى: ما هو مأزق الدراما الرمضانية؟، قلت: حرف الجر( فى)، عندما يأتى اسم النجم سابقا الجميع بما فيه عنوان المسلسل، صار اسم النجم هو العنوان، فتجد أن كل نجومنا الذين تباع المسلسلات بأسمائهم يتصدرون (الليلة) وبعدها لا شىء يهم.
كتابة الاسم على (الأفيش) و(التترات) كانت وستظل تشكل صداعا، لأننا لا نطبق قاعدة (هات م الآخر) والآخر هو الأجر، من يحصل على أجر أكبر يسبق الثانى.
الأمر على أرض الواقع شديد التعقيد، لا يمكن التعامل بهذه البساطة، هناك دائمًا ممانعة مبدئية تحول دون التسليم المطلق بتلك القاعدة، كل فنان يتشبث بموقفه، رغم أن الواقع يفرض قانونه، وهو أن النجم الذى يتم البيع باسمه هو فقط الذى يملى شروطه ويأتى اسمه سابقًا الآخرين، وهو الذى يملك أن يتنازل لو أراد عن ذلك.
سألت عمر الشريف: كيف وافق أن يتقدمه عادل إمام فى (تترات) فيلم (حسن ومرقص)؟، قال لى إنه هو الذى اقترح ذلك على شركة الإنتاج، وأضاف: (لاحظت أن عادل ح يبقى مبسوط، أنا مش ح تفرق معايا، وعادل فى مصر أجره وجمهوره أكبر).. ببساطة وأستاذية تعامل عمر الشريف مع قانون السوق السينمائية.
الكبار من جيل جاك نيكلسون لا يتشبثون بأن يسبقهم على الأفيش نجوم مثل ليوناردو دى كابريو أو توم كروز أو براد بيت، عندما التقى محمود مرسى ويحيى الفخرانى معا فى مسلسل (التعلب فات) قال لى الفخرانى إنه أشترط على الإنتاج أن يسبقه اسم محمود مرسى، رغم أن مرسى طلب العكس!!.
من المعارك الشهيرة فى كتابة الأسماء (عمارة يعقوبيان)، تتابعت الصور ولكن ظل لاسم عادل إمام خصوصية، كان نور الشريف يشارك عادل البطولة فى السبعينيات وكان اسمه يسبق عادل، ولكنه كان يقول إنه منذ الثمانينيات صار اسم عادل أعلى فى التسويق ولهذا يسبقنى.
الفنان المهزوز أو المشكوك فى نجوميته ستظل معركته الرئيسية ليست حلبة الأستوديو، ولكن ترتيب اسمه ع (التترات)، وسوف يقاتل حتى آخر نَفَس للاحتفاظ بلقب (نجم)، حتى لو رآه الجميع (فالصو)!!.
المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).