يسرا: "أحلام سعيدة" حقق أمنيتي بتقديم كوميديا.. وتدخلي في السيناريو من حقي |حوار

الفجر الفني

النجمة يسرا مع محرر
النجمة يسرا مع محرر الفجر الفني

دائمًا ما تطلُّ علينا كل عام في أعمالها بشخصية مختلفة، فعلى الرغم من أننا رأيناها في جميع الأدوار، من المريضة النفسية إلى بنت البلد الأصيلة والهانم والفقيرة، على سبيل المثال وليس الحصر، إلا أنها مازال لديها الجديد الذي تقدمه على الشاشة، وقادرة في كل مرة على إبهار جمهورها ولفت الأنظار إلى عملها، هي الفنانة الكبيرة يسرا، التي تشارك في الموسم الرمضاني الحالي ببطولة مسلسل "أحلام سعيدة"، الذي ينتمي للأعمال الكوميدية، وتجسد فيه دور "ديدي هانم".

ويعتبر أحلام سعيد هو عودة قوية ليسرا للكوميديا بعد 10 أعوام من مسلسل الشهير شربات لوز، والذي حقق جينها نجاح كبير، جعل الجميع يتوقع تكرار التجربة منها,

 
“الفجر الفني”، التقى بالفنانة يسرا، لتتحدث عن سر انجذابها لشخصية “فريدة” التى تجسدها ضمن الأحداث، ولماذا اختارت المنافسة هذا العام بمسلسل كوميدى، في ظل نجاحها العام الماضي بمسلسل خيانة عهد التراجيدي الذي لاقى نجاح كبير، وإلى نص الحوار 
 

* لماذا اخترت المنافسة هذا العام بمسلسل “أحلام سعيدة”؟


ــ هذا العام أردت أن أبتعد قليلا عن المسلسلات الدرامية، وأعود مرة أخرى لتقديم مسلسل دمه خفيف مثل “شربات لوز”، الذى قدمته قبل 10 سنوات، لأننى وحشتنى الضحكة، ولا أنكر أننى أيضا كنت تعبت نفسيا من تكرار المسلسلات التى تضم مشاهد قاسية وكئيبة.


ورغم أن المسلسلات التى كان محورها الإثارة والغموض، حققت نجاحا كبيرا السنوات الأخيرة، لكن الممثل طول الوقت يحتاج إلى التغيير والتنوع، ولا يجب أن يستمر فى تقديم نوعية من المسلسلات حتى لو كانت ناجحة مع الجمهور، لذلك بعد انتهاء الموسم الرمضانى الماضى، تواصلت مع المنتج جمال العدل، وأبلغته رغبتى فى الابتعاد عن المسلسلات الدرامية هذا العام، وأننى أريد تقديم مسلسل دمه خفيف وفى نفس الوقت يحتوى على موضوع يتم مناقشته.

* هل يسرا تفضل الكوميديا عن التراجيديا؟


ــ أحب الكوميديا، ولكن يتوقف ذهابى إلى هذه المساحة دائما على وجود الكاتب الذى يكتب كوميدى بشكل جيد، فأتذكر فى “شربات لوز” لم يكن هناك كلمة مكتوبة كنت أريد أن أتركها، الكلام كان حلو، ويضيف لى كممثلة، والمصطلحات كانت مناسبة للشخصية، وكان كل شخص يتكلم من منطقة خاصة به، عكس كثير من السيناريوهات تجد أن كل الشخصيات تتكلم بنفس الطريقة.


* بأى نسبة وجدت ما كنت تبحثين عنه فى “أحلام سعيدة”؟


ــ عندما جاء سيناريو “أحلام سعيدة” للمنتج جمال العدل، كان فى البداية فيلم من المقرر أن تخرجه هالة خليل، فاقترح عليها أن تحوله إلى مسلسل، وبعد موافقتها فضلت أن تتفرغ للكتابة، والحقيقة أنها فاجأتنى جدا بمعالجتها للموضوعات التى يناقشها المسلسل بطريقة دمها خفيف، كما كنت أتمنى، فالمشاهد سيرى أنواعا مختلفة من الضحك، كوميديا موقف، وكوميديا كلام أيضا، وساعد فى خروج العمل بشكل مميز، وجود المخرج عمرو عرفة، كونه له رصيد كبير فى الكوميديا.

* ما الذى جذبك لشخصية “فريدة”؟


ــ “ديدي” سيدة ارستقراطية، لديها تقاليد وعادات وأخلاق مختلفة، تبدو وكأنها تعيش فى صومعة وعالم خاص بها، فى زمن غير الذى نعيشه، ربما فى مرحلة الستينيات أو السبعينيات، لكنها أبدا لا تعيش معنا فى الألفينيات.
هذه السيدة لديها نظام تعيش به، فلا تتساهل فى مظهرها، ولا تخرج من البيت إلا وهى مستعدة بنسبة 100 %، فترتدى “قبعة” وملابس تناسب فترة زمنية سابقة، وترتدى «جوانتى» لأنها تعانى من الوسواس، وتشترط أن تنادى بـ"ديدى هانم"، كما تتناول طعاما مختلفا، وتتحدث بمفردات مختلفة، لدرجة أنها لا تفهم كثيرا من المصطلحات التى يتحدث بها الناس رغم أنها سيدة مثقفة.

* هل هذا الاختلاف نتيجة اضطراب نفسى تعانى منه؟


ــ شخصية “فريدة” ليست مريضة نفسيا، ولكنها لا تشبه المجتمع، فهى لا تعرف شيئا عما يحدث حولها، ودائما تصدم بالواقع.
ومجرى حياتها يتغير بسبب الحادث الذى تعرضت له فى الحلقة الأولى، ورغم أنها تستمر فى المقاومة لفترة حتى تعود لحياتها الأولى، لكنها بعد فترة ترضى بأشياء لم تكن ترضى بها من قبل، وتتخذ قرارا بأن تكمل حياتها كما هى.

* ما حقيقة أنك استوحيتى الشخصية من أحمد مظهر فى “الأيدى الناعمة” وسهير البابلى فى “بكيزة وزغلول”؟


ــ أحمد مظهر فنان عظيم، و"الأيدى الناعمة" من أنجح الأدوار التى قدمها فى السينما، ورغم أننى لم أستوحِ شخصية “فريدة” من دوره، إلا أن المقارنة بينهما تسعدنى ولا تزعجنى، أما فيما يتعلق بما يقال إننى أقلد سهير البابلى فى “بكيزة وزغلول” فالحقيقة أننى من صرحت بأن شخصية “فريدة” تشبه سهير البابلى فى الحياة، وليس فى شخصية “بكيزة الدرملى” كما ردد البعض، وكان ذلك فى الحلقة الأولى من المسلسل فقط، لكن بداية من الحلقة الثانية بدأت الشخصية تتخذ مسارا آخر، لا يشبه العظيمين سهير البابلى وأحمد مظهر.

* لماذا تم تصنيف العمل باعتباره مسلسلا نسائيا؟


ــ نسائى لأنه لا يوجد فيه أدوار كثيرة للرجال، فهو يدور حول مجموعة من النساء تنتمى إلى طبقات مختلفة، وتجتمعن فى مكان واحد.
فهذه السيدة يحدث التحول فى حياتها، عبر صديقتين هما غادة عادل ومى كساب، وتكون ثالثتهما شيماء سيف التى تأتى لتعيش معها.

* إلى أى مدى ينعكس اسم “أحلام سعيدة” على الأحداث؟


ــ «فريدة» فى المسلسل تتمنى أن يكون لديها أحلام سعيدة وتتحقق مثلنا جميعا، ولكنها بعد كل حلم تخاف أكثر لأن أحلامها تتحقق، والسعادة بالنسبة لفريدة، ليست سهلة التحقق، بسبب النظام الصعب الذى تعيش به، ولكن كل ذلك يتم تقديمه فى قالب كوميدى لطيف، الجمهور سيضحك من المواقف التى سيشاهدها.

* لأكثر من ربع قرن مكانك محجوز فى موسم رمضان بمسلسل بطولتك.. كيف حققت هذه المعادلة الصعبة؟


ــ أشكر الله أننى لا أزال فى صدارة سباق رمضان لأكثر من 25 سنة، فمن الصعب أن تجد كل عام موضوعا جديدا ومختلفا تقدمه كل رمضان، فاستمرار النجاح والحفاظ عليه مجهود غير عادى.
وأنا لست منغلقة ولا متحجرة، وأحرص على تطوير نفسى بشكل مستمر، ومبدئى فى العمل هو «فيد واستفيد»، فأنا حريصة دائما على التعاون مع أجيال مختلفة، وقناعتى أننى كما أعطى الشباب الفرصة من خلال أعمالى، هم فى المقابل يمنحونى أفكارا جديدة وتنوعا، ويضيفون لى الكثير، فأنا أحرص على التكامل مع غيرى، وهذا فى نظرى سر النجاح والاستمرار.

* ضمان وجودك فى رمضان كل عام يسهل اختيار أعمالك الجديدة أم يزيد الأمر صعوبة؟


ــ على العكس تماما، فكل عام يزداد الأمر صعوبة، لأن كل مرة نتناول موضوعا فى مسلسل يكون هناك خيار بالفعل لم يعد متاحا، وبالتالى البحث عن موضوع جديد ومختلف عن كل الذى تم تقديمه يكون صعبا جدا، وهنا لابد أن أذكر الدور الذى يقوم به المنتج جمال العدل فى البحث معى دائما عن موضوعات جديدة، لنواصل بها مسيرتنا الناجحة.

* رصيدك من النجاح والخبرة يمنحك الثقة والهدوء أم ما زلت تخشين المنافسة وتشعرين بتهديد؟


ــ لا أشعر أننى مهددة من أحد، ولكننى فى نفس الوقت أشعر بالرعب كل عام قبل انطلاق موسم رمضان، طالما لدى شغل لا أشعر بأى راحة، وأظل قلقة حتى ينجح هذا العمل، وبعد أن ينجح أنساه، وأبدأ رحلة البحث عن مسلسل جديد، وهكذا.

ماذا عن التعاون مع مخرج العمل عمرو عرفة؟

عمرو عرفة صديق العمر وتربطنا علاقة قوية وذكريات لا تُنسى، تعاونت معه عندما أشرف على إنتاج أول أفلامي "ضحك ولعب وجد وحب"، وكان هذا أول وآخر إنتاجن ولا يمكن أن أعيد التجربة الإنتاجية مرة أخرى، فالإنتاج الفني يتطلب مهارة معينة، وكان عمرو عرفة يتعامل مع الأمور الفنية بمنتهى المهارة والحِرفية خاصةً في وجود النجم العالمي عمر الشريف والمطرب عمرو دياب. تعاملت معه كمخرج من خلال مسلسل سراي عابدين، وأعتبر هذه التجربة "تجربة الخطر"، فكل شيء مختلف "أسلوب الكلام والصوت والأداء والملابس"، وبسبب تشجيع عمرو عرفة وامتلاكه أدوات النجاح وافقت على أداء الدور وانا مطمئنة، عمرو عرفة شخص مريح.

مشكلات المرأة باتت مطروحة بقوة على الساحة عن ذي قبل.. كيف ترى يسرا مكانة المرأة حاليًا في المجتمع؟

أرى أن مكانة المرأة في المجتمع صارت أقوى في السنوات الأخيرة، فلدينا الآن قاضيات ومهن مختلفة لم تكنِ المرأة تصل إليها قبل ذلك، كما أن إسهامات المرأة موجودة على مر التاريخ، ولدينا نماذج كثيرة من النساء استطعن حفر اسمائهن في التاريخ كمثال يُحتذى بفضل أعمالهن وإبدعهن في مختلف المجالات. أما عن نموذج أو مصطلح "المرأة المظلومة" فأقول لها: أنتِ السبب في ذلك، لأن المرأة إذا أرادت شيئًا، فإنها تستطيع تحقيقه.

هل ترى يسرا أن الجمهور صعب إرضاؤه؟

بالطبع لا يمكن إرضاء كل الجمهور، ولكن أحب التنويه إلى أن الفنان لابد أن يمثل ما يرضي ضميره ويحبه، فهو مقياس الفنان ومرجعتيه، وإرضاء الجمهور صعب بدون شك، ولكن إذا أحب الجمهور فنانًا سيحبه بدون شروط ويكون غعجابه به في المطلق، حب الجمهور طاقة تدفع الفنان للأمام دائمًا.

هل يمكن أن تضيفي بعض التعديلات في السيناريو؟

نعم في بعض الأحيان أرى أن تدخلي أمرا طبيعيا وحقي، كما أن لدى من الخبرة ما يسمح لي بذلك، خاصاً أن هذا التدخل لا يخل بالسياق الدرامي أو تغير الأحداث.


والتدخل في اختيار الممثلين المشاركين في العمل؟

يرجع هذا القرار دائماً للمخرج فقط، ولا يمنع ذلك أن أشارك في المناقشات والترشيحات وأعرض وجهه نظري إذا تطلب الأمر في حال وجدت ممثلاً مناسباً لدور بعينه ولاقي إعجاب المخرج، ولكن في النهاية رأيي استشاري والقرار النهائي للمخرج.