هكذا كشف أصحاب القطع الفنية كواليس العمل عليها
فنانون مصريون يكشفون لـ"الفجر الفني" تفاصيل قطع فنية من مخلفات المصانع بمهرجان العلمين للفنون (خاص)
افتتح الخميس الماضي النسخة الأولى من مهرجان العلمين للفنون، حيث تضمن إعادة تدوير قطع فنية صديقة للبيئة وإخراج عمل فني من مواد غير شائعه الاستخدام.
تواجد سبعة فنانين مصريين استخدموا فيها مخلفات المصانع لتكوين أعمال فنية مبتكرة تعبر عن أهمية احترام البيئة والحفاظ عليها، من خلال نهج سياسات الاستدامة الاجتماعية والبيئية، فضلًا عن التجارب الفنية التفاعلية وتوعية المجتمع المحلي.
ويستعرض “الفجر الفني” أبرز تصريحات هؤلاء الفنانين لمعرفة كواليس هذه الأعمال والخامات المستخدمة.
مروة مجدى
قالت مروة مجدى معيدة الفنون الجميلة قسم النحت أنها عملت على مشروع بعنوان "جيلي فيش "حيث يعد أول تجربة لها في إعادة تدوير مخلفات المصانع قائلة:" نموذجي يسمي جيلي فيش وهو معناه الكائنات الموجودة بالبخار والمحيطات التي تتأثر بعوادم المصانع، اعادنا تدويرها في صورة صديقة للبيئة.
أضافت:" استخدمت خامه الحديد من مصنع بافت، وأوجه لهم الشكر على التعاون معنا وتلبية مطالبنا، استغرقنا ٢٠ يوما في كل ذلك من ٩ لـ ١٠ بليل واضطرينا لضغط الوقت لكي نلتحق بالمؤتمر.
تابعت:" عملنا تصورات للعمل ولم نكن نتخيل حجمه السته أمطار خاصة أن عملي الأساسي هو نحت الأحجار وليس الحديد.
حسام ذكي
تحدث حسام ذكى معيد الفنون الجميلة قسم النحت عن قطعته الفنية، حيث أشار إلي أنه رمز إليها بإسم " الكومفورت زون" وهي عبارة عن بكر من البلاستيك وأعمدة إنارة قام بالتشكيل والتنويع في أطوالها، فالفكرة جديدة وأتمنى تكرارها حيث أن المواد المستخدمه كانت مهملة وليست لها قيمة للشركات ونأمل في استخدامها في القري السياحية أو غيرها من الأماكن.
أضاف:" سميتها بهذا الإسم نظرا لألوانها الهادئة، حيث تنوعت الألوان ما بين الأحمر والأبيض والأخضر والأزرق.
تابع:" كنا مقيمين بالعلمين منذ ١٥ يونيو حيث استغرض العمل ما يقرب من ٢٥ يومًا.
عمار شيحه
تحدث الفنان عمار شيحا عضو الجمعية الوطنية للفنون، والذي ساهم في الحركة الفنية منذ عام 1994، وأقام العديد من المعارض في مصر وخارجها عن تفاصيل العمل قائلا:" كان لي رؤية خاصة في العمل الذي شاركت به، فلقد استوحيت العمل من مدينة العلمين، فلقد أستخدمت 80% من قطع العمل من العلمين، والحقيقة أن الهدف من مشاركتي في السمبوزيوم ان اغير المنظور السلبي للمخلفات إلى منظور ايجابي من وجهه نظر الجمهور العادي".
أضاف:" العمل الأول من الخردة والثاني من البلاستيك وكان من المفترض تنفيذ عمل واحد، ثم اتيحت الفرصة للعمل على الثاني، حيث كنت اتواجد بإستمرار في منطقة العلمين، وكنت أرى الاطفال يركبون العجله الخاصة بيهم في حالة سعادة والسرور ومن هنا جاءت الفكرة.
تابع:" العمل يجسد المرح والسعادة لدى الأطفال والفترة التي يتواجد بها الطفل بالمصيف، بالإضافة إلي أنني استخدمت مادة الخردة وهي من فرضتلي الفكرة بحكم أشكالها وأحجامها فهي تضع الفكرة والفنان يستمر وليس العكس، فخامه الخردة في أعمالي أفكارها وليدة اللحظة التي أرى فيها الخردة.
عمر طوسون.
صرح الفنان عمر طوسون والذي شارك عدد كبير من المعارض العامة والجماعية في مصر والخارج، وتم جمع أعماله الفنية في المتاحف والمجموعات الخاصة في مصر وفرنسا وإسبانيا والإمارات والسعودية وتركيا والهند والمكسيك وقبرص وصربيا والمغرب ورومانيا قائلا:" عدت صياغة الحديد الخردة، وخلقت عمل فني علي شكل ورق شجر ليكون فيها نوع من الخداع البصري، وكان للمصانع دور مهم في تشجيع خروج هذا المشروع إلي النور، واتمني ان يكون حافز لباقي المصانع في دعم الفنانين المعاصرين".
حيث أشار إلي أن القطعتين استغرقا ٣ أسابيع حيث استخدم في العمل الأول كتل صلبة بينما الثاني بدأ بشكل ستاتيكي ثم كتل واستخدم البلاستيك المستخدم في المصانع لنقل البضائع وأضف تعديلات كثيرة منها استخدام الحديد والسليكون.
وأكد عمر طوسون على أهمية الحفاظ على الإرث الفني والثقافي.
نادين عبد الغفار
وتقول نادين عبدالغفار منظمة المهرجان والسمبوزيوم " الفنان المصري المعاصر في حاجة دائما إلي دعم لفنه وللأعمال التي يقدمها، وكل عام يكون هناك العديد من الأمور التي تحدث بشكل متزايد لخدمة الفن بفكر مختلف، ولذلك كانت المشاركة مع المصانع لدعم إنتاج الأعمال الفنية، خاصة وأن الخامات ليست بسيطة فهو لايرسم بألوان الزيت علي توال، ولكنه يحتاج إلي خشب، حديد وستانلس وغيرها من المواد لأعماله المركبة وهي ليست بسيطة وحمل كبير بالنسبة لأي فنان، ففكرة المشاركة مع المصانع بالخامات التي لا تحتاجها، خاصة وأن مصر ستحضن قريبا Cop 27، وفكرة المناخ وإعادة إستخدام الخامات مرة أـخري فكرة ندعمها أيضا".
وأَضافت " هناك صعوبة في إقناع أصحاب المصانع بهذا الأمر، ولقد بدأنا هذا الأمر عام 2019، عندما أقمنا معرضا في شارع المعز وكان لدينا 28 فنان مصري، وكانت التكلفة عالية في توفير الخامات سواء خشب أو حديد وغيرها، وكان الحديث وقتها أن يذهب الفنان إلي المصنع ليشاركه الاخير في إنتاج أعمال فنية، وهو ما سيتكرر في معرضنا السنوي Forever is Now في أكتوبر القادم".