كريم هاشم يكتب: ألبوم كايروكي.. عندما تحول المزيكا الإنسان من "تارانتينو" لـ "روبرتو"

بداية، لابد أن نعترف بأن "كايروكي"، وأمير عيد، يخوضان تجربة، ربما تكون الأصعب في تاريخهم منذ بدايتهم إلى الآن، لاحتواء أغانيهم على رموز فنية، ليست عربية أو مصرية مثل "جوني كاش"، "وجيمس دين"، وهما اثنين من رموز الفن كانا يمتلكان من الأحلام والطموح الفني، وحرية الفن، والأغاني الرومانسية التي تمتلئ شجنًا وحنينًا كبيرًا للماضي.

كايروكي يدفعون عدد من الشباب للبحث عن أبطال ألبوم روما

الجزء الثاني والأهم، أنهما دفعا عددًا كبيرًا من الشباب للبحث عن أبطال ألبوم "روما"، لمعرفة من هو "جوني كاش"، ومن هو "جيمس دين"، ومن هو "تارانتينو"، و"روبرتو باجيو"، و"روبرتو كارلوس"، وأعتقد أن هذا هو الجزء الأهم والهدف السامي الذي يسعى إليه أمير عيد، فهو يسعى دائمًا أن يقدم فنًا بعيدًا عن "التريند"، رغم أن ذلك جعله يقع في فخ التشاؤم قبل طرح الألبوم، حيث اعترف في أحدى اللقاءات قائلا: "أحاول في الألبوم المقبل أن أقدم فنًا وأكون فنانًا حقيقيًا، وهذا تقريبا هو أول ألبوم سيفشل لي، ممكن ماينجحش، وممكن يفشل أو مايبقاش فن بالنسبة لي بعد كدة، أنا بحاول أعمل حاجة اسمعها عشان مافيش حاجة عاجباني".

تفاصيل ألبوم روما

"روما" لا يحتوي على أغاني تتحدث عن مصر، وأهلها، وعواصم بلدانها وأحوالها، وأعتقد إنه لابد أن يكون هناك مساحة لهما، حتى لو كانت تلك المناطق والرموز استعملت كثيرًا في أعمال فنية، ولكن كان لابد أن نسمع لنماذج ناجحة في مصر، تجعل الجيل الجديد يبحث ويحتل بحثه تريند مواقع السوشيال ميديا بسببهم.

أستخدام بلد مثل "كوستاريكا" في أغنية مليئة بالحرية في العمل وعلاقة الموظف بالمدير، والحب وربطها بالسفر لـ"كوستاريكا" البلد التي تصنف في المرتبة 22 من الدول الديموقراطية في العالم، تشبيه عميق وعظيم.

التناقض بين أغنيتي روبرتو و تارنتينو

ولكن هناك تناقض بين أغنيتي "روبرتو"، و"تارنتينو"، حيث يبين في الأولى أنه شخص مسالم وطموح ويحب المكسب دون مشاكل، وقارن من خلالها بين "باجيو"، "وكارلوس"، مع ذكر عدد كبير من الرياضيين، و"كوينتين تارانتينو"، المخرج الأمريكي الذي يقدم أفكارًا عبقرية عن تغيير التاريخ، الذي حدث من أجل العدالة، ولكن برؤية فنية مليئة بالدموية، ولكنها ممتعة في نفس الوقت، وهذا التناقض يوضح أن الإنسان مسالم، لكنه يحتاج لبعض من العنف والشدة من أجل تغيير الواقع.

لم يخلو ألبوم روما الجديد لكايروكي من نوعية الأغاني الجديدة  “التراب"، والتي شاركه “مروان بابلو”، في إحداها وهي "تارنتينو"، ولكن كان هناك معالجة لهذا اللون بشكل بسيط بعيدًا عن المستوى المعهود عليه، بالإضافة  إلى أن معظم كلمات أغاني الألبوم من تأليف أمير عيد، والذي يدفعنا للوقوف أمام هذا المشروع الحقيقي، وهو مشروع “كايروكي".