"اختفاء كتب وتشغيل فنانين الثقافة بالمدارس".. مثقفون يتساءلون أين وزارة الثقافة ؟!
تأكيدًا لما تم نشره على بوابة "الفجر"، من مواضيع شائكة حول الفساد داخل وزارة الثقافة، وحالة التخبط بالعديد من قطاعات الوزارة، في الآونة الماضية، خرج العديد من المثقفين والأدباء يتساءلون، "أين وزارة الثقافة"، وذلك بعد ظهور الدكتورة نيفين الكيلاني في إحدى القاءات التلفزيونية، وقامت بتصريحات أحزنت الكثير داخل الساحة الثقافية.
ومن أبرز المثقفين والأدباء، الدكتورة فاطمة المعدول، التي تعد واحدة من أهم قيادات وزارة الثقافة لسنوات طويلة، حيث نشرت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي منشورًا جاء نصه كالآتي: "وحشتوني وحشتوني قوي قوي، والحمد لله الوعكة الصحية اتقشعت إلى حد ما ورجعت اشوف تاني واعرف اتواصل واعلق واتكلم مع حبايبي واصحابي تاني !! وحقيقي طول مانا مش باعرف أعلق حاسه بالذنب إني ماهنتش ناس باحبها علي كتبهم أو اعمالهم أو فرح أو خطوبه وبرضه ماعرفتش أعزى ولا أواسي وطبعا كنت عايزه اعلق علي الأحداث اللي فاتتني وعرفتها من التليفزيون وكنت عامله ترتيب أكتب عن حدث حدث وتهنئة تهنئة".
وتابعت الدكتورة فاطمة المعدول حديثها قائلة: "لكن امبارح شفت وزيرة الثقافة مع الاستاذ أحمد موسى وعلى فكرة بالرغم إني زعلت علي رحيل الحبيبه الغاليه إيناس عبد الدايم عن الوزاره ربنا يديها الصحة، لكن استبشرت خير بنفين الوزيرة الجديدة ماهي خريجه معهد الباليه يعني دخلت الوزارة من ابتدائي ومش غريبه على الثقافه لكن للأسف زعلتني جدًا ونمت متنكده من حديثها ورؤيتها لقصور الثقافه ولشغل الأطفال"، نقلًا عن الكتابة.
وأكدت: "الوزيره شايفه إنها تشغل فنانين وموظفين الثقافه الجماهيرية عمال ترحيل شويه في المدارس وشويه يروحوا يرقصوا للسياح ومش عايزه تبني قصور ثقافة ولتقول علشان بتتكلف من ٣٠ لأربعين مليون جنيه وكمان هاتجيب منين ناس تشغل الاماكن ديه !! ياخبر ايه اليأس والروح السلبيه المتشائمه دي !! طيب مافيش حلول وافكار اخري بره الصندوق يعني مش ممكن نبني في القرى والنجوع قاعات متعددة الأغراض رخيصه ولا تتكلف ملايين وتحتوي على مكتبه ورقيه وإلكترونية ومجرد قاعة كبيرة تصلح لكل الأغراض فقط ؟؟ وممكن كمان تتعمل بالجهود الذاتيه!! وفي بلد فيها أكاديمية فنون انشأت من أكثر من ٦٠ سنة وكليات فنون جميلة وتربيه نوعيه وتربيه فنيه الوزيره تتساءل منين نجيب ناس يشتغلوا في قصور الثقافه ؟؟ بجد زعلانه قوي على هذه الرؤيه التي تقزم وتلغي دور الثقافه الجماهيرية لان العمل في المدارس والجامعات دور كل وزارة الثقافه مش الثقافه الجماهيريه بس واكثر من مره ذكرت الرئيس لاهتمامه وحرصه علي التعاون بين الوزارات ايوه التعاون مش طمس مكان علي حساب آخر والرئيس برضه وأكثر من مره اتكلم عن الثقافه الجماهيريه ومهتم جدا بتطويرها لتصبح فاعله".
وأضافت المعدول: "أما بقى اهتمام الوزيره بالأطفال فقد تحدثت فعلًا باهمام جدًا ولكن هل وجود جناح لشراء كتب الاطفال عباره عن مربع يحوطه ستاندات بيع الكتب وفي داخل المربع انشطه وميكروفونات ومسرح اراجوز وندوات واشغال فنيه بنعبير الوزيره، وهل يصح أن نضع الكتاب في وسط هذه الدوشه الفظيعه؟، اعتقد إنه اغتيال لكتاب الأطفال ولقيمته واحتقار لفعل القراءة، معرض الكتب ليس مولد بل هو احتفاء وارتقاء لقيمه الكتاب وحقيقي كنت هااصدق انك مهتمه بشعل الأطفال ياسياده الوزيره لو كنتي فصلتي الانشطه وورش العمل والاراجوز والدوشه والزيطه والزملليطه والفوضي عن الكتب، حرام ان ولادنا مايعرفوش يمسكوا كتاب أو يشوفوا كتاب في هدوء بل في وسط مولد الميكرفونات والندوات والاشياء الاخري التي تتنافي مع وجوده، وحقيقي من كام سنه ووزارة الثقافه مصممه إنها تغتال كتاب الطفل في معرض الكتاب وياريت تحترموا الكتاب وتحترموا الأطفال شويه".
ومن جانب آخر، كتب الصحفي فتحي محمود، مقالًا بصحيفة الأهرام القومية المصرية، عن واقعة اختفاء كتاب من هيئة الكتاب، بعنوان "تسريبات الإخوان... الخطاب الشعبوى للجماعة الإرهابية من مكتب الإرشاد إلى التجنيس الدولي"، من دور النشر، وعدم عرضه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، وهو للكاتب والباحث في مجال الإعلام حسام الضمراني الحائز على جائزة الدولة التشجيعية في التحول الرقمي.
وأكد الصحفي فتحي محمود في مقاله، أن الكتاب كان من المقرر صدوره فى ٣٠ يونيو الماضي، خاصة إنه يحتفي بتلك الثورة، فاعتصام وزارة الثقافة كان إحدى شرارتها، ولكن أزمة الورق فى تلك الفترة أخرت صدوره، ومع تغير رئاسة هيئة الكتاب اختفى الكتاب من على خريطة النشر بالرغم من انتهاء بروفات الطباعة وإدراجه ضمن الإصدارات التى ستعرض فى معرض الكتاب الحالى، ولم يفسر المسئولون سبب هذا الاختفاء؟ وتابع متسائلًا: "هل لإنه يذكر دور الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة فى الاعتصام وكانت وقتئذ رئيسا لدار الأوبرا؟ وظن بعض الموظفين أنه مع خروجها من الوزارة لا ينبغى ذكر اسمها فى أى سياق!".
كل هذه التساؤلات والقضايا والآراء، تؤكد ما نشرته "الفجر" بالمستندات، فضلًا عن مقال نُشر يوم الأربعاء 04 يناير 2023، تحت عنوان "ماذا يحدث داخل وزارة الثقافة؟.. حافظوا على التراث والهوية المصرية"، حيث طرحنا من خلال مواضيع عدة كل هذه القضايا والأزمات، وأيضًا حالة التخبط، وعلامات الاستفهام حول "طرد الكفاءات" التي كان يشهد القاصي والداني بجهودها داخل منظومة وزارة الثقافة، وهو ما تسبب في ذهول البعض، بعد الاستعانة ببعض الأشخاص الذين لا يتمتعون بعلامات تُبشر بتطوير "الثقافة والفن"، وغياب الأفكار الفعّالة، فضلًا عن السعي وراء محو تاريخ من سبق لهم تولي حقيبة "الثقافة المصرية".
وفي الختام، نريد أن نؤكد أننا لسنا جهة منحازة لأحد، أو معارضة لأحد، ولكننا نريد إجابة على كل ما وصلت إليه وزارة الثقافة المصرية منذ فترة، بالإضافة إلى طرح خطة للنهوض بالحالة الثقافية، وعدم اقتصارها على البروتوكولات والتعاون بين الوزارات الأخرى فقط.