أحمد الطاهري: المصريون "ملوك الشغلانة" في صناعة الإعلام
قال الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، إن الوسط الصحفي والإعلامي في مصر وخارجها تابع التعيينات الجديدة على مستوى بعض قيادات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، صحفيا وتلفزيونيا.
وأضاف "الطاهري"، خلال تقديم حلقة اليوم من برنامج "كلام في السياسة" على قناة "إكسترا نيوز": "قبل بداية حلقة اليوم، نتحدث عن قصة الإعلام في مصر، فالمصريون في هذه الصناعة ملوك الشغلانة، فقد عرفت مصرُ الإعلام مع الحملة الفرنسية وأول مطبعة، كما عرفت الإعلام بالشكل الحديث مع الإذاعة وبعد ثورة 1919 والنهضة الصحفية التي أعقبتها وتمثلت في إصدارات كثيرة مثل صحيفة روز اليوسف".
وتابع الكاتب الصحفي والإعلامي، أنه في عام 1956 حدث تطور نوعي بعد العدوان الثلاثي، وتولى الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل جريدة رئاسة تحرير الأهرام، بينما تولى الكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين رئاسة رئاسة تحرير مجلة صباح الخير، وجرى تأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسط بميزانية ضخمة جدا (50 ألف جنيه)، ثم دخلنا عصر التلفزيون وأصبحت الريادة الإعلامية لمصر.
انضم لقناتنا على تلجرام لمعرفة الأخبار لحظة بلحظة
وواصل: "في نهاية سبعينيات القرن الماضي بدأ المشروع الإعلامي المصري تحدث له حالة من حالات التذبذب لأسباب كثيرة، وفي التسعينيات انطلقت الفضائية المصرية ومن بعدها القنوات المتخصصة، وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان هناك اهتمام كبير بالبنية التحتية الإعلامية، ومن ضمنها مدينة الإنتاج الإعلامي التي نبث منها الآن، ولكن غابت التشريعات الإعلامية التي يمكنها حفظ سياق مستقبل صراع، فحدثت أمور ظنّ البعض أنها هفوات ثمنها يُدفع لسنوات طويلة، منها بيع نيجاتف الأفلام، وفي قوانين الاستثمار وبداية القنوات الفضائية الخاصة جرى صياغة النصوص دون وضع آليات التنفيذ التي تضمن حقيقة وظيفة الإعلام فظهرت خاصة محترمة، لكنها أصلت بشكل كبير على الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مصر، وبعض ما نراه الآن يعد تبعات لهذا التأصيل".
وأكمل: "ثم بعد ذلك، جاءت 25 يناير ودخلت الصناعة كلها في حالة من حالات الفوضى، لأنها جزء من السياق العام الذي اتسم بالفوضى، ثم قفز الإخوان على حكم مصر وبدأ الصراع مع الإرادة المصرية إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو ومن بعدها تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية لتكون التركة الإعلامية المصرية في منتهى الصعوبة وذلك على مستوى الصناعة والأهداف والكوادر والمستقبل".
وأشار، إلى أنه في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي تم البدء بضبط السوق الإعلامي حتى تستمر صناعة الإعلام وظهر كيان كبير ووطني وهي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي ينضوي تحت لوائها عدد كبير من الشركات في كل مناحي الصناعة الإعلامية مثل الإذاعات والقنوات الفضائية والصحف وتنظيم الفعاليات.
وأردف: "الشركة المتحدة عملت بالتدريج وبدأ السياق المؤسسي لها في مرحلة الأستاذ حسن عبدالله محافظ البنك المركزي الآن بعد مرحلة الأستاذ تامر مرسي، ووجود شخصية اقتصادية كبيرة على رأس الشركة المتحدة بحجم الأستاذ حسن عبدالله انعكس بعد ذلك على إصدارات كثيرة، ثم استمر الأمر مع الأستاذ والوزير السابق أشرف سالمان رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة حاليا والرئيس التنفيذي الأستاذ عمرو الفقي".
وذكر، أن الشركة المتحدة لها أهداف معينة، منها الوعي بحيث لا يكون زائفا، والإخبار بالحقائق، وصد الشائعات، وحفظ قيم المجتمع، والبناء على مكتسبات فيما يخص القوى الناعمة المصرية، وتأهيل كوادر، وتصعيد شباب، وبناء سياق إعلامي كامل يحفظ لمصر ريادتها الإعلامية وسط منافسة شرسة للغاية.