الآلات الموسيقية وفنون الحركة تطرح أسئلة التنوع الثقافي في ختام ندوة مهرجان الإسماعيلية
شهدت القرية الأوليمبية بالإسماعيلية، اليوم الخميس، ختام جلسات الندوة العلمية "استلهام وتوظيف عناصر التراث والمأثور الشعبي في فرق الفنون الشعبية"، ضمن مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في دورته الثالثة والعشرين الذي يقام برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، واللواء شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية، وتُنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ومحافظة الإسماعيلية، وهيئة قناة السويس، وهيئة تنشيط السياحة.
تناولت الندوة مناقشة "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي" ومناقشة "توظيف عناصر الموسيقى في فرق الفنون الشعبية" وأدارها الشاعر والباحث مسعود شومان، وشارك بها الفنان عمرو عجمي، والفنان ماهر كمال، والفنان والمخرج محمد حجاج، الباحث والملحن أشرف عوض الله.
استهل الشاعر مسعود شومان حديثه بأن الحركة نوع من أنواع الموسيقى والتناغم في الفن الشعبي، موضحا أن أنواع المسميات الخاصة بكل الرقصات والحركات بكل منطقة بمصر، كما طرح تساؤلا حول هل هناك مادة مصدرية تجمع بين الرقصات المسجلة والموثوقة، وأكد أهمية التدريب من جديد على أصل الفنون الشعبية وعدم الاعتماد على التقليد للعودة الهوية الثقافية لمصر، مطالبا بالبحث عن مصادر في تجميع الحركات وعدم تقديم الحركات نفسها في كل المحافظات لأن مصر غنية بالحركات، متمنيا عودة المهرجان الدولى للموسيقي الشعبية مرة أخرى.
وتطرق الفنان عمرو عجمي إلى أنواع الحركات والرقصات وخاصة رقصة البمبوطية الرقصة البورسعيد الشهيرة، وكيفية تنفيذ خطواتها التى انتشرت بشكل كبير بمصر والعالم، حتى أن هذا الرقصة أصبحت موجودة في الراقصات الروسية من خلال تم توظيفها واستلهامها من مصر، مناشدا عودة المسابقة للبحث عن أفكار جديدة تساهم في إبراز التنوع الثقافي الفريد الموجود بمصر، لعمل تابلوه جديد مستوحاة من البيئة يتم ذلك من خلال باحث أطلس معتمد.
من جانبه تطرق الفنان ماهر كمال لتجربة الفنان محمود رضا أول من قام بالبحث عن الحركة في الفنون الشعبية، فالرقصات والحركات تقوم على فكرة الاستلهام من العمل الفعلي في الحياة والمناسبات الاجتماعية، موضحا أن الحركة التي قام محمود رضا بتوثيقها أصدق من التي تحدث الآن، كما تحدث عن تجربته مع فرقة رضا التي كان يعمل لديها كمطرب، متناولا تجربته في تكوين فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية.
وأوضح الباحث أشرف عوض الله عناصر الموسيقى المستخدمة في أعمال الفنون الشعبية، موضحا أن مصر تنقسم إلى أقاليم بها ثراء من الإبداعات الحركية يصعب علينا الإغراق في التفاصيل، متناولا أنواع والألوان الرقصات الشعبية، وطالب بضرورة القيام بتدوين الإيقاعات الشعبية للحفاظ عليها من الاندثار.
وأكد الفنان محمد حجاج أن لغة الجسد لا تكذب أبدأ، فالرقصة الشعبية تعبر عن فنون المحاكاة، موضحًا الفروق بين الفنون الشعبية والفنون التلقائية.
وقام ماهر كمال وعمرو عجمي بتوضيح الفرق بين رقصات وحركات فرق مدن القناة على آلة السمسمية بشكل عملي، كما تم عمل تجربة عملية لدمج آلة السمسمية مع أشهر الآلات الموسيقية الشعبية الخاصة بكل محافظة كالمقرونة "مطروح"، المزمار والربابة الصعيدى، وذلك لمعرفة الفرق بين الإيقاعات الموسيقية والحركات الخاصة بكل فرقة من فرق الفنون الشعبية، مع توضيح ما يميز كل رتم مع آلات الإيقاع مع الآلات الموسيقية الشعبية المميزة، كما شارك معهم مجموعة من الموسيقيين بعمل تجانس بين آلة السمسمية، الربابة، المقرونة، المزمار،الناى،وآلة الكولة.
وفي ختام الندوة قدمت مجموعة من التوصيات منها:
١- الاهتمام بتوثيق جميع أعمال الفنون الشعبية والآلات وإعادة النظر في مسمى فرق الفنون الشعبية.
٢ - قيام باحثي أطلس المأثورات الشعبية بالدعم البحثي لمدربي ومصممي الرقصات
٣-عودة الدورات التدريبية للفرق بالأقاليم والفروع
٤- عودة مسابقة تقييم الفرق ووضع شروط معينة للمدربين والراقصين
٥- الاستعانة بمصممي ملابس من داخل المدينة أو المحافظة لتصميم الملابس والإكسسوارات التي تتناسب معها
٦- ضرورة توثيق الآلات الشعبية الموسيقية وتدوين الإيقاعات المتميزة للمناطق الثقافية المتنوعة في مصر.
يشار إلى أن مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في دورته 23 يشارك به 17 فرقة فنون شعبية مصرية وأجنبية، وتقام فعاليات قصور الثقافة بالمهرجان بالتعاون بين الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة الإسماعيلية برئاسة شيرين عبد الرحمن، وتقام في نادي الشيخ زايد، ونادي الفيروز، ونادي الدنفاه، ونادي الأسرة، وفايد، والقنطرة غرب، والقصاصين، وتستمر حتى 8 سبتمبر الحالي.