من الإذاعة لعالم الفن.. أهم المحطات في حياة كاريمان وسبب اعتزالها
فنانة متألقة ساعدتها ملامحها الهادئة في دخولها عالم الفن فكانت ملامحها توحي بالبراءة، واستطاعت منذ الطفولة أن تجذب الأنظار إليها بعد مشاركتها كطفلة في الإذاعة، تميزت بالبهجة والمرح وقدمت أدوارها ببراعة واتقان، وكانت دائمًا تبحث عن الاختلاف والتميز أنها الفنانة كاريمان محمد.
ممثلة مصرية اسمها كريمان محمد سالم، ولدت في مدينة القاهرة في عام 1936، لأب من جذور لبنانية وأم مصرية تركية، التحقت في مدرسة الليسيه، بدأت مسيرتها الفنية منذ الصغر وظهر غرامها بالفن، فعملت في مسرح مدرستها حيث قدمت "قيصر وكليوباترا"، لتبدأ مسيرتها الحقيقة فانضمت كطفلة في الإذاعة واشتركت في ركن الأطفال لتبهر بابا شارو ومدح فيها وفي موهبتها.
مسيرة كاريمان الفنية:
وفي مطلع الخمسينيات قامت المنتجة أسيا بإعلان في الصحف لاختيار وجه جديد للمشاركة في فيلمها الجديد، وتقدمت كاريمان للمسابقة، وفي عام 1953 شاركت في فيلم "الحموات الفاتنات" للمؤلف أبو السعود الإبياري والمخرج حلمي رفلة، بعدما فازت في مسابقة أجرتها الفنانة والمنتجة أسيا لاختيارها بطلة أمام الفنان كمال الشناوي، في أول عمل سينمائي لها وهي لم تكمل عامها الـ 17، وكان الفيلم يضم مجموعة كبيرة ومميزة من نجوم الوسط الفني، وحققت نجاحًا هائلًا في ذلك الوقت.
وبعد النجاح الذي حققه الفيلم شاركت في العام التالي في عام "أمريكاني من طنطا" لتشارك الفنان شكري سرحان في بطولته، ومن ثم شاركت كاريمان في العديد من الأفلام حيث كانت من نجمات الصف الأول، وفي عام 1955 شاركت في ثلاثة أعمال سينمائية وهم: "موعد مع إبليس" لتقوم خلاله بدور ابنة الفنان زكي رستم، وعرايس في المزاد" لتقوم بالبطولة للمرة الثانية أمام شكري سرحان، وفيلم "خالي شغل".
ويعتبر دورها في فيلم "بنات اليوم" الذي عرض عام 1956 من أبرز أدوارها رغم قصره، ليزدهر نجمها وتتوالى العروض عليها لتصبح تقدم أكثر من عمل كل عام ففي عام 1957 قدمت أربعة أعمال وهم "لواحظ، علموني الحب، تمر حنة، السابحة في النار"، وفي العام التالي قدمت خمسة أعمال سينمائية وهم: "سامحني، قلوب العذارى، شباب اليوم، جميلة، الهاربة"، وفي عام 1959 قدمت عمل واحد وهو "عفريت سمارة"، وفي تلك الفترة أطلق عليها الجمهور لقب قطة السينما.
وفي حقبة الستينيات قدمت باقة من أروع أعمالها الفنية والتي لازالت تشغل قلوب الجمهور، حيث قدمت "معًا إلى الأبد، شهر عسل بصل، سكر هانم، الفانوس السحري"، وبعد النجاح الساحق التي حققته من خلال السينما اتجهت للمسرح فأصبحت بطلة لفرقة إسماعيل ياسين المسرحية لمدة 3 سنوات، فقدمت خلال عام مسرحتين وهما "عمتي فتافيت السكر، ومنافق للإيجار".
أما في 1961 تألقت في مسرحية "عريس في علبة" مع الفنان يوسف وهبي، وفي نفس العام قدمت "شاطئ الحب"، لتعود في العام التالي للتعاون مع إسماعيل يس من خلال مسرحية "كناس في جاردن سيتي"، وعلى مستوى السينما قدمت ثلاثة أعمال مميزة: "شهيدة الحب الإلهي، الرجل الثعلب، الحاقد".
واختتمت علاقتها بخشبة المسرح في عام 1963 من خلال مسرحية "حركة واحدة أضيعك"، لتعود للسينما بعد غياب دام أربعة سنوات بفيلم "مراتي مدير عام" لتحقق من خلاله نجاحًا هائلًا، وتختتم مسيرتها الفنية بفيلم "نورا" 1967.
وقررت كاريمان ترك الأضواء ونجوميتها والابتعاد عن الحياة الفنية بعد زواجها من النائب محمود أبو النصر رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب، وأنجبت نجلها الوحيد "شيرين"، واستمر قرار اعتزالها لـ 57 عامًا حتى وفاتها المنية اليوم.
وفاة قطة السينما المصرية كاريمان
رحت عن عالمنا قطة السينما الفنانة كريمان، في ظهر اليوم الثلاثاء الموافق 12 سبتمبر، عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركة لنا أفلامًا مميزة شاركت فيها، بعد ما قدمت الكثير من الشخصيات المختلفة مثل الموظفة التي تثير غيرة زميلتها، والفتاة الارستقراطية، الفتاة اللعوب، بالإضافة لتقديم دور الإغراء دون إسفاف أو إظهار مفاتن الجسم، وحفرت من خلالها صورتها فى أذهان الجمهور.