صدقي صخر: بقيت حريف اكتئاب.. وشاهدت مرافعات حقيقية لإتقان دوري في "صوت وصورة" (حوار)
*حنان مطاوع تعمل بطاقة 120٪.. والذكاء الإصطناعي لن يسبب خطورة في هذه الحالة
*مشهد المرافعة كان صعبًا.. ولا بد من تقديم كافة أنواع الدعم النفسي لمرضى الاكتئاب
*أذهب لطبيب نفسي.. وأشبه "لطفي" في مراعاة ضميره
بأداء هادئ ورزين، نجح الفنان صدقي صخر من تحقيق نجاحًا كبيرًا بتجسيده لدور المتر "لطفي عبود"، في مسلسل "صوت وصورة"، الذي يعرض حاليًا عبر قناة DMC ومنصة Watch it، ليضيف بذلك بصمته الخاصة له، التي أبعدته عن النمطية المعتادة لبعض المحاميين، فقد أجاد تجسيده بحرفية شديدة، ونال إشادات عديدة من قبل المشاهدين عبر السوشيال ميديا، الذي اعتقد بعضهم أنه يعمل بالفعل في المحاماة.
والتقى "الفجر الفني"، بالفنان صدقي صخر، ليكشف لنا سر حماسه لمسلسل "صوت وصورة"، وكواليس مشهد مرافعته عن "رضوى" حنان مطاوع، وعن أصعب مشاهده خلال التصوير، وعن الشبه بينه وبين المتر "لطفي عبود"، وغيرها من الأمور، وإلى نص الحوار:
*ما الذي حمسك للمشاركة في مسلسل «صوت وصورة»؟
لإعجابي الشديد بـ "لطفي عبود"، فهو «كاركتر» عميق ومتفرد، تفاصيله مميزة كتبت بوضوح، وهي نموذج غني لأي ممثل لكي يستطيع تجسيدها والتعامل معها، كما أن العمل نفسه قوي بسبب المواضيع التي يناقشها، بجانب النص الرائع الذي كتبه محمد سليمان عبد المالك، فضلًا عن وجود المخرج محمود عبد التواب، الذي قدم أعمالًا كثيرة في الخارج، لكن هذا أول عمل له في مصر، وشركة أروما للإنتاج والتي تحمست للعمل معها بسبب النجاحات التي حققتها مؤخرًا، بالإضافة أن كل الأبطال نجوم مميزين ساهموا في رفع مستوى المسلسل.
*ما الذي يمكنك فعله إذا علمت أن أحدًا استغل صوتك أو صورتك بالذكاء الإصطناعي مثلما فعل "وافي" خلال الأحداث؟
إذا كان المحتوى في إطار فكاهي ولذيذ، لن أغضب من ذلك، وأهم شيء أن يُذكر أن هذا الفيديو تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبالطبع لن يثير أي قلق في حال استخدامه بطريقة ساخرة، لكن إذا تم استخدامهم بشكل جارح فبالتالي سوف أخذ موقف، وأقوم بالإبلاغ عن الشخص الذي استغل ذلك.
*ماذا عن كواليس تعاونك مع حنان مطاوع وعمرو وهبة؟
الكواليس كانت في غاية الروعة، فهي تتميز بالاحترام والتفاني في العمل، وتعمل بطاقة 120٪ وترغم الممثل الذي أمامها على إظهار أفضل ما لديه من أداء تمثيلي، فكان بيننا "كيميا" فنية جعلت المشاهد كلها سلسة وحقيقية أثناء تصوير المشاهد، وهي من مكاسب العمل.
أما عمرو وهبة فهي المرة الأولى التي نتعاون فيها سويًا ولكنه أصبح مقرب مني جدًا،و من الوهلة الأولى التي جمعت بيننا ونحن متفاهمين بشكل عظيم، وهذا ظهر للجمهور على الشاشة، وهو شخص مجتهد وذكي ومبدع.
*وما رأيك في أداء فدوى عابد؟
تظهر شريرة جدًا خلال الأحداث، وهذا شئ يحسب لها، فهى ممثلة مجتهدة وناجحة جدًا، لم يجمعني بها غير مشهد، لكنني كنت أقابلها أحيانًا في الكواليس، كما أنها صديقتي من خارج المجال.
*هل انت شخص تستسلم سريعًا لأي مشكلة تواجهك مثلما فعل لطفي عبود في أول الحلقات بعد خسارته لأحد القضايا؟
إطلاقًا، وأود أن أوضح أن الذي يدفع الشخص للوصول لهذه المرحله هو الاكتئاب، فهو مرض مثل باقي الأمراض العضوية يشل البني آدم، ويجعله يرغب في النوم باستمرار، ولا يمكنني أن ألوم شخص دخل في هذه الحالة، بالعكس لا بد أن التمس له العذر وأقدم له كافة أنواع الدعم النفسي، لكي يستطيع تجاوز تلك المرحلة، والحمد لله أنا لم أصيب بالاكتئاب، وأتمنى إذا وصلت لتلك المرحلة أن أجد الدعم المناسب.
*ما الحالة التي من الممكن أن تهز صورة الشخص الذي تثق به؟
"والله أنا ساذج جدًا"؛ لإن أنا بفترض حسن النية والثقة حتى يثبت العكس، وإذا حصل موقف أغضبني أحاول إيجاد مبررات وأعذار لهم، ولا أتوقع الشر نهائيًا، إلى أن يحدث شيئًا صادمًا يهز تلك الثقة.
*وما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير؟
مشهد المرافعة عن "رضوى"، خلال الأحداث، فتم تصويره بالفعل داخل محكمة دار القضاء العالي، وأنا اعتبره «ماستر سين» بالنسبة لي، وصعوبته تكمن في حفظ المصطلحات القانونية باللغة العربية، ولتضمنه كلام ثقيل جدًا، بالاضافة لكونه مشهد معقد فتم تصويره في يوم كامل، والجو حينها كان "كتمة" وحر.
كما أن لطفي بدأ في مرحلة اكتئاب، معزولًا عن الحياة، وكان فاقدًا الإيمان بالعدالة وجدوى وجوده، ضاحكًا:" بقيت حريف اكتئاب لو حد عنده اكتئاب يجيلي"، وهذه الأدوار تكون ثقيلة علي في التحضير لها، فأسعى للتواصل مع المأساة الحقيقية للشخص، عن طريق وضع نفسي مكانه، وأنا ممتن كثيرًا للشكل الذي ظهر به.
*هل كنت متوقعًا النجاح الكبير الذي حققه المسلسل وتصدره لمنصة Watch it برغم الأحداث المؤسفة التي يمر بها العالم حاليًا؟
لم أكن متوقع هذا النجاح الكبير، ولكن كان لدينا ورق محترم جدًا وكاست هايل، وردود أفعال الجمهور كانت رائعة.
*وكيف أجدت تجسيدك لشخصية "لطفي عبود" دون إنفعالات أو أداء مبالغ فيه؟
شاهدت مرافعات حقيقية عديدة على اليوتيوب، للمحاكم مصرية ولمحامين مصريين مختلفين جدًا، منهم من يتحدث بصوت هادئ ورزين ومنهم يترافع بانفعالات وصوت عالي، وأكتسبت من كل فرد صفة معينة، وكنت حريصًا على تقديمه بالتشكيل وبقواعد اللغة العربية.
*وهل هناك تشابه بينك وبين "لطفي عبود"؟
لطفي شخص مثالي جدًا، يسعى لتنفيذ الحق والعدالة وأنا أشبهه في مراعاة ضميري في حياتي الشخصية والمهنية، وعلاقاتي بالمحيطين بي.
*ماذا عن المشاهد التي جمعتك بـ ناردين فرج؟
نجاح هذه المشاهد بفضل بصمة المخرج، الذي نجح في إبراز الفرق بيننا، بالرغم أننا نمتهن المحاماة، لكنه تعامل معي بمفردي، وكذلك الحال بالنسبة لناردين، وكان لديه تصور للمشاهد التي تجمعنا، فبالرغم من أنها قليلة، لكنها تضمنت مبارزات ذكاء، بين اثنان يلاعبان بعضهما كالقط والفار، وكنت سعيدًا بالشكل الذي كتبت به وأيضًا بالشكل الذي أخرجه توبة؛ لإن لمسته واضحة جدًا.
*وهل احتجت للذهاب لطبيب نفسي فور انتهاءك من شخصية "لطفي عبود"؟
نعم!! أذهب لطبيب نفسي ولكن ليس بسبب شخصية لطفي، فبعض الجوانب فيها توحي بالكآبة لكنها لم تصل لدرجة تستدعي العلاج منها، لكنني اتردد عليه لأسباب أخرى، فكلنا لدينا مشاكل وصعوبات لا بد من مواجهتها.
*ما رأيك في لقب محمد صلاح الدراما المصرية الذي أطلقه الجمهور عليك؟
سررت للغاية بهذا اللقب، فمحمد صلاح شخصية محبوبة بجانب أنه رجل هداف، مازحًا:"دي حاجة جميلة إني أكون هداف الدراما المصرية".
*وما موقفك إذا تم الاستغناء عن بعض النجوم واستكمال الأعمال الفنية بالذكاء الاصطناعى مثلما حدث في هوليود؟
موضوع استعارة الوجوه واستكمال الأعمال الفنية بواسطة الذكاء الاصطناعي في هوليوود، تسبب في مشاكل كبيرة جدًا، فإذا أرادت الناس استخدامه، فلا بد أن يكون هناك حقوق وأجور تدفع للممثلين،
وأن يكون هناك قوانين ولوائح تنظم هذا الأمر وأن نستفيد منه ونتلاشى أخطاء الآخرون، وإلا سوف نحتاج تدخل الرقابة لكي تقنن هذا الوضع.